مصطلح ( الدِّين ) في القرآن الكريم


 

مصطلح ( الدِّين ) من المصطلحات الأساسية والمفتاحية في القرآن الكريم، وقد ورد هذا المصطلح في الكتاب العزيز بمعان متعددة، ومدلولات مختلفة، نحاول التعرف عليها في هذا المقال .

فلفظ ( الدين ) من دان بكذا ديانة، فهو دَيِّنº وتديَّن به فهو متدينº و( الدِّين ) إذا أطلق يراد به: ما يَتَدَيَّنُ به الرجل، ويدين به من اعتقاد وسلوكº وبمعنى آخر، هو طاعة المرء والتزامه لِمَا يعتنقه من أفكار ومبادئ .

و( الدَّيّانُ ): من أَسماء الله عز وجل، معناه الحَكَم القاضي، و( الدَّيَّانُ ): القَهَّارº وفي حديث أَبي طالب ، وقد قال له عليه الصلاة والسلام: ( أُريد من قريش كلمة تَدينُ لهم بها العرب ) رواه أحمد و الترمذي وغيرهما، أَي: تطيعهم وتخضع لهم .

و( الدِّين ): الطاعةº وقد دِنته ودِنتُ له أَطعته، وخضعت لهº وفي أثر علي رضي الله عنه: ( محبةُ العلماءِ دِينٌ يُدانُ به ) .

و( الدِّين ): الإِسلام، قال تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام } (آل عمران:19) وقد دِنتُ به، أي: اتخذته منهجًا لي في الحياة .

و( الدين ): الحسابُ، وفي الحديث: ( الكيِّس من دانَ نَفسَه، وعَمِلَ لما بعد الموتº والأَحمَقُ من أَتبَعَ نفسه هواها وتَمَنَّى على الله ) رواه أحمد وغيره، قال أَبو عبيد : قوله: دانَ نفسه، أَي: أَذلَّها واستعبدها، وقيل: حاسبها .

و( الدِّين ): الجزاء، ومنه قوله تعالى: { أئنا لمدينون } (الصافات:53) أَي: مَجزِيٌّون مُحاسَبونº وفي مأثور القول: ( كما تَدِينُ تُدان ) رواه البخاري معلقًا، أَي: كما تُجازي تُجازَى، أَي: تُجازَى بفعلك، وبحسب ما عملت .

و( يومُ الدِّين ): يومُ الجزاءº ومنه قوله تعالى: { مالك يوم الدين } أي: مالك يوم الجزاء والحساب .

و( الدِّينُ ): العادة والشأن، تقول العرب: ما زالَ ذلك دِيني ودَيدَني، أَي: عادتي وشأني .

و( الدين ): الحكم والقضاء والسلطان، وفي التنزيل العزيز: { ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك } (يوسف:76) قال قتادة: في قضاء الملك .

و( الدِّينُ ): الحالُ، قال بعضهم: سأَلت أَعرابيًّا عن شيء، فقال: لو لقيتني على دين غير هذه لأَخبرتك، يقصد: لو لقيتني على حال غير الحال التي أنا عليها الآن، لأخبرتك بما أنت سائل عنه .

ومن معاني الدين - علاوة على ما تقدم - الورع، والقهر .

على أن من المصطلحات القرآنية الوثيقة الصلة بمصطلح ( الدين ) مصطلح ( الشريعة ) ومصطلح ( المِلَّة ) ولنا وقفة مع هذين المصطلحين في مقال آخر إذا يسر الله، وبالله التوفيق .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply