سرعة الضوء في القرآن الكريم (2 – 2 )


 بسم الله الرحمن الرحيم 

فهم المفسرين

قال ابن كثير: \"سأل رجل ابن عباس عن (يوم كان مقداره ألف سنة) فقال له ابن عباس: (فما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) ؟ فقال له الرجل: (إنما سألتك لتحدثني). فقال ابن عباس (هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما) فكره أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم، و..عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن قال: (إنا لا نقول في القرآن شيئا)..كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن، و.. عن مسروق قال: (اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله)، فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به، فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه ولهذا رويت عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير ولا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله - تعالى -: \"لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكتُمُونَه\"، ولِمَا جاء في الحديث.. (من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار)، و.. عن عائشة قالت: (ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم -يفسر شيئا من القرآن إلا آيات تُعد علمهن إياه جبريل - عليه السلام -)..، فإن من القرآن ما استأثر الله - تعالى – بعلمه ومنه ما يعلمه العلماء ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها ومنه ما لا يُعذر أحد في جهله كما صرح بذلك ابن عباس.. قال..: (التفسير على أربعة أوجه وجه تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر أحد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله)\" (1).

وبدون المعلومات الفلكية والفيزيائية التي توفرت حديثا بعد جهود مضنية يصعب فهم تلك القياسات المبنية على معرفة بالخفايا حتى على أكابر المفسرين، فمنهم من تورع ومنهم من اجتهد، وقد بلغت الصعوبة إلى أن قال الألوسي في تفسير إحداها: \"هذا ما قالوه في الآية الكريمة في بيان المراد منها ولا يخفى على ذي لب تكلف أكثر هذه الأقوال ومخالفته للظاهر جدا وهي بين يديك فاختر لنفسك ما يحلو.. وأقول إن الآية من المتشابه\"(2)، وتورع ابن عباس (رضي الله عنهما) في موطن عن الخوض في قياس لم تتضح كيفيته بعد ومع ذلك أصاب عين النبع بضربة معول موفقة فلم يبق إلا القليل ويفيض النهر عندما فسر سير الأمر بقوله: \"لسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم\"، قال القرطبي: \"ذكره الزمخشري والمهدوي عن جماعة من المفسرين وهو اختيار الطبري\"(3).

والقياس ثابت لأن (كان مقداره) أي: \"كان حد مقياسه الذي لا يتجاوزه\"(4)، و(كان) في مقام يفيد الدوام كالقياس تؤكد الدوام، ومنه قوله - تعالى -: \"وَكَانَ رَبّكَ قَدِيراً\" الفرقان 54، وقوله - تعالى -: \"وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولًا\" الإسراء 11، وقوله - تعالى -: \"وَكَانَ الشَّيطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا\" الإسراء 27، قال الشوكاني: \"(و) المراد هو دوام التدبير والنفاذ\"، وقال ابن عاشور: \"بقطع المسافات\"، وقال البغوي: \"مدة أيام الدنيا\"، وقال القرطبي: \"إلى ساعة انقضاء العالم\"، وقال أبو حيان(5): \"(و) السنة المعتبرة في هذه الشريعة هي السنة القمرية.. º قال - تعالى -: \"هُوَ الّذِي جَعَلَ الشّمسَ ضِيَآءً وَالقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَاب\" يونس 5، وقال - تعالى -: \"يَسأَلُونَكَ عَن الأَهِلَّةِ قُل هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ\" البقرة 189، وقال الرازي: \"السنة عند العرب عبارة عن اثني عشر شهراً من الشهور القمرية.. وكان ذلك شريعة ثابتة من زمان إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام -.. (و) السنة معلقة بسير القمر\"(6)، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (مما يعدون) بالياء وحجتهم أن قبله \"وَيَستَعجِلُونَكَ بِالعَذَابِ\".. وقرأ الباقون \"تَعُدّونَ \" بالتاء وحجتهم أن التاء أعم لأنه عَنَى الناس كلهم فكأنه قال.. مما تعدون أنتم وهم\"(7)، وفيه إعراض يؤكد التهديد تصويرا لحال المكابرين كأنهم كذبوا بالإنذار، وتخصيص الخطاب بخاتم النبيين تكريم، وهو تعيين للمقياس القائم على حركة جرم يختلف تقديرها لأنه يعني: مما \"تظنون\" و\"تَحسَبُون\" أو \"تقدرون\" و\"تعتقدون\"(8).

والقياس عند ابن عباس هو: \"مقدار سير الأمر\"(9)، قال قتادة: \"يقول مقدار مسيره في ذلك اليوم ألف سنة\"(10)، وقال القرطبي: \"في يوم كان مقداره في المسافة ألف سنة\"(11)، وقال الألوسي: \"في يوم مقدار مسافة السير فيه ألف سنة\"، وقال الطبري: \"لأن المسافة مسيرة ألف سنة\"، وقال الرازي: \"واليوم هنا زمان\"، وقال الزمخشري: \"(وهو) يقطع مسيرة ألف سنة في يوم واحد\"، وليس ما قالوه على فضلهم إلا صدى معول موفق أصاب عين النبع بقوله: \"لسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم\"، قال الألوسي مفسرا العلاقة: \"وإن لم تبعد هذه السرعة.. عند من وقف على سرعة حركة الأضواء وعلم أن الله \" على كل شيء قدير\"(12).. وقال: \"وأي مانع أن يخلق الله - تعالى -.. من السرعة نحو ما خلق - تعالى - في ضوء الشمس.. (فإن) ضوءها ليصل إلى الأرض في مدة ثمان دقائق\"(13)، وقال حفيده أن من النجوم: \"ما لا يصل نوره إلى الأرض في مائة سنة بل أكثر مع شدة سرعة الضوء\"(14).

 

ولفظ (الأمر) في قوله - تعالى -: \"يُدَبّرُ الأمرَ\" يعني كل شيء لأن الكل مأمور بكلمة (كن) تجسيدا للمشيئة، قال الألوسي: \"الأمر راجع إلى المراد لا إلى الإرادة.. (أي) الأشياء المرادة المكونة\"(15)، وقال ابن تيمية: \"وفي لغة العرب التي نزل بها القرآن أن يسمى المفعول باسم المصدر فيسمى المخلوق خلقا لقوله \"هذا خلق الله\".. ولهذا يسمى المأمور به أمرا\"(16)، \"والأمر الكوني كقوله..: \"وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر\".. فهذا أمر تقدير كوني لا أمر ديني شرعي\"(17)، \"ولفظ الأمر يراد به.. المفعول.. كما قال - تعالى -: \"أتى أمر الله\".. فهنا المراد به المأمور به وليس المراد به أمره الذي هو كلامه\"(18)، \"(و) عن عمران بن حصين أن أهل اليمن سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أول هذا الأمر.. فقال (كان الله ولم يكن شيء غيره)\" (19)، وقولهم (جئنا لنسألك عن أول هذا الأمر) كان مرادهم خلق هذا العالم.. فهذا الأمر إشارة إلى حاضر موجود.. وهو المأمور الذي كونه الله بأمره وهذا مرادهم\"(20)، \"(و) ألفاظ المصادر يعبر بها عن المفعول فيسمى المأمور به أمرا.. والمخلوق بالكلمة كلمة فإذا قيل في المسيح أنه كلمة الله فالمراد به أنه خُلِقَ بكلمة.. كن.. وإلا فعيسى - عليه السلام - بشر.. وكذلك إذا قيل عن المخلوق أنه أمر الله فالمراد أن الله كونه بأمره\"(21)، \"وهذا قول سلف الأمة وأئمتها وجمهورها\"(22)، \"وبهذا التفصيل يزول الاشتباه في مسألة الأمر\"(23).

 

وفي معنى (إليه) قال الرازي: \"ليس المراد منه المكان بل المراد انتهاء الأمور إلى مراده كقوله - تعالى -: \"وإليه يرجع الأمر كله\"(24)، وقال الشوكاني: \"كقول إبراهيم (عليه السلام): \"إني ذاهب إلى ربي\"أي إلى حيث أمرني ربي\"(25).. \"وذلك حين ينقطع أمر الدنيا\"(26)، يعني كما قال البيضاوي: \"يدبر الأمر إلى قيام الساعة\"(27)، قال ابن عطية: \"وفي القرآن منه كثير نحو قوله - تعالى -: \"إليه يصعد الكلم الطيب\" وقوله - تعالى -: \"ففروا إلى الله\" وقوله - تعالى -: \"بل رفعه الله إليه\" وقوله - تعالى -: \"ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا\"، وهذا كله بريء من التحيز\"(28)، وقال الألوسي: \"(وهذا الوجه) معنى لائق به - تعالى - مجامع للتنزيه مباين للتشبيه حسبما يقوله السلف في أمثاله\"(29)، ولا يعني بالمثل \"وَإِنّ يَوماً عِندَ رَبّكَ\" النِدِّية أو المكان وإنما العلم والتقدير كقوله - تعالى -: {وَكُلٌّ شَيءٍ, عِندَهُ بِمِقدَارٍ,}الرعد 8، قال أبو السعود: \"(يعني) كل شيء من الأشياء عنده بمقدار لا يمكن تجاوزه.. كقوله \"إِنَّا كُلَّ شَيءٍ, خَلَقنَاهُ بِقَدَرٍ,\" القمر 49\"(30)، قال النيسابوري: \"(لأنه - سبحانه -) موجد الزمان وليس عنده صباح ولا مساء\"(31)، وقال سيد قطب: \"فالزمن إن هو إلا تصور بشري ناشئ من دورة أرضهم الصغيرة ولا وجود له في حساب الله - تعالى -المطلق\"(32)، وقال أبو حيان: \"(و) المراد من العندية العلم\"(33)، وقال الألوسي: \"أي في حكمه\"(34)، وقال الشوكاني: \"وقضائه\".

وفي قوله - تعالى -: \"إِنّا كُلّ شَيءٍ, خَلَقنَاهُ بِقَدَرٍ,. وَمَآ أَمرُنَآ إِلاّ وَاحِدَةٌ كَلَمحٍ, بِالبَصَرِ\" القمر 49-50، ونظيره مع نسبة الأمر لساعة الدمار التي لا يدرك آنيا جنودها العاجلة نحونا سوى الله قوله - تعالى -: \"وَلِلّهِ غَيبُ السّمَاوَاتِ وَالأرضِ وَمَآ أَمرُ السّاعَةِ إِلاّ كَلَمحِ البَصَرِ أَو هُوَ أَقرَبُ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيءٍ, قَدِيرٌ\" النحل 77، واللمح وميض نجم أو برق، قال ابن فارس: \"اللمح أصل يدل على لمع شيء\"، وقال ابن منظور: \"لَمَعَ بمعنى أَضَاءَ\"(35)، وفي بيان وجه التشبيه بومضة الضوء قال الألوسي: \"الغرض من التشبيه بيان سرعته\"(36)، وقال الرازي: \"فاللمح بالبصر معناه (ضوء) البرق يخطف بالبصر أي يمر به سريعا وذلك في غاية السرعة\"، وقال أبو حيان: \"لما كان أسرع الأحوال والحوادث في عقولنا هو لمح البصر ذكره.. فهو تشبيه بأعجل ما يحسه الناس\"(37)، وبمثلهم قال جُل المفسرين،

وباء (بالبصر) أطلقته فجعلته على أصله بينما خصته الإضافة (كلمح البصر) فجعلته في الجو فناسبها الاستدراك (أو هو أقرب) أي أسرع خارجه، قال الشوكاني: \"وليس هذا من قبيل المبالغة بل هو كلام في غاية الصدق\"(38).

وفي معنى قوله - تعالى -: \"يُدَبّرُ الأمرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرضِ ثُمّ يَعرُجُ إِلَيهِ\"º قال الألوسي: \"فيه إشارة إلى أن الأمر وإن ظهر بالأشكال المختلفة والصور المتعددة أوله وآخره سواء\"(39)، وقال أبو السعود: \"(لأنه) أمر واحد وإن تجددت آثاره\"(40)، وقال ابن عاشور: \"(يعني قد) تطور الخلق والذات واحدة\"(41)، وقال ابن تيميه: \"والسماوات وإن طويت وكانت كالمُهل (وهو المعدن المنصهر من شدة الالتهاب).. أصلها باق بتحويلها من حالٍ, إلى حالٍ,\"(42)، وقال الزمخشري: \"كتبديل الحلقة خاتماً إذا أذيبت.. ونقلت من شكلٍ, لآخر\"، وقال جوهري: \"وتنزيل الأمر من السماء يقتضي النظر في منشأ هذا العالم فإن هذه العناصر لم تظهر في بادئ الأمر.. (لتضمنه) تنزيل الله للعوالم من حالها الأول حال البساطة والنور إلى حال الكثافة والتركيب.. (ومقتضى) رجوع الأمر إلى الله.. أن هذا العالم سائر من الكثافة إلى اللطافة كما أنه تنزل من اللطيف إلى الكثيف\"(43)، \"(يعني) لا وجود في الأصل إلا لمادة واحدة بسيطة والقوى الطبيعية كلها صادرة بالتسلسل عن قوة أصلية واحدة وتتباين القوى إنما جوهرها في الأصل واحد وكل ما يقع أو لا يقع تحت نظرك من الوجود فهو صادر عن مادة أصلية واحدة\"(44)، \"فهذا العالم كله أصله مادة واحدة هي الأصل لهذه الموجودات ومنها تكونت المادة والكهرباء والمغناطيسية والحرارة والضوء، فهذه كلها صفات وتنوعات في المادة الأساس.. ولا تزال المادة واحدة واختلاف المظاهر وقتي..، (وقد) خلق الله العالم من مادة واحدة ليستدلوا على وحدانيته وقدرته\"(45)، وأضاف: \"إذن الأمر إن هو إلا تجليات ومظاهر لقدرة الم

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

استنباط يسير لسرعة الضوء في القرآن المجيد وأنها القصوى والنسبية الخاصة

-

عبدالرحيم اسعد

17:20:05 2018-03-24

إليك أخي استنباط يسير لسرعة الضوء في القرآن المجيد وأنها القصوى والنسبية الخاصة: قول الله تعالى ’’وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ‘‘(الحج: 47) مفسر في قول الله تعالى ’’يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ‘‘(السجدة: 5) أي صار تدبير الأمر يوم القيامة على الأرض في مدة قدرها مدة أيام ألف سنة قمرية و الأرض مشرقة في هذه المدة بنور الله تعالى المنبعث من عرش قضاء الرحمن، ثم بعد انتهاء ذلك التدبير بذهاب الكفار إلى أبواب جهنم على صراط الجحيم و ذهاب المؤمنين إلى أبواب الجنة على الصراط المستقيم تعرج ملائكة التدبير إلى ما تحت عرش قضاء الرحمن، ليطوي الله تعالى بعدها السموات بيمينه لتطبق على الأرض، و كان تدبير الأمر في الدنيا في كل يوم في زمن مقداره من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. إن مسافة ما تقطعه الأرض حول نفسها في الدنيا في زمن التدبير على الأرض يوم القيامة يساوي سرعة سطح الأرض مضروب بزمن الألف سنة و يساوي 1,674.66 كم/ساعة مضروب بـ جتا 21.437 {خط عرض مكة} و بـ 1000 و بـ 354.37 و بـ متوسط زمن اليوم في مكة بالساعات {يساوي13.56970343 ساعة}، و إذا كان زمن اليوم المثالي يساوي 1.02295 متوسط زمن اليوم في مكة و يساوي 13.88789914 ساعة، فإن أكبر متوسط سرعة لحدوث و إدراك أمر ما معا في الأرض يساوي المسافة التي تقطعها الأرض في الدنيا حول نفسها في زمن تدبير الأمر على الأرض يوم القيامة مقسومة على زمن اليوم المثالي في الأرض، لذا تلك السرعة تساوي 540 مليون كم/ساعة أي أنها تساوي 150 مليون م/ث، و هذه نصف سرعة الضوء، و سرعة الضوء هي أكبر سرعة خلقها الله تعالى في السماء الدنيا يمكن بها لأمر ما أن يحدث و يمكن بها للعين أن تدرك حدوث ذلك الأمر {’’وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ‘‘(السجدة: 12)}، فبقدر الله تعالى في تدبير أمر الأرض و من عليها يوم القيامة يتذكر الكفار في يوم القيامة أدق أعمالهم في الدنيا و لو كانت حدثت بأسرع سرعة و هي سرعة الضوء، ثم يحشرون بعد زمن ألف سنة إلي أبواب جهنم على وجوههم عميا وبكما و صما كأنهم في الليل مكبوتين {’’يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى‘‘ - النازعات 35 -}. هذا و الله أعلم