أصالة القرآن


 بسم الله الرحمن الرحيم

إن لمعرفة كل كتاب ودراسته ثــلاث طــرق

الأول: المعرفة السندية أو الانتسابية

في هذه المرحلة، نسعى لمعرفة مدى انتساب الكتاب إلى مؤلفه فلنفترض إننا نريد معرفة ديوان حافظ إن الخطوة الأولى هي أن نرى إن كان ما يطلق عليه اسم ديوان حافظ كله من نظم حافظ، أو إن بعضا منه فقط من نظمه، وإن بعضه الآخر مضاف إليه.

 

الثاني: المعرفة التحليلية

في هذه المرحلة يكون تحليل الكتاب هو موضع الدراسة، أي دراسة ما يشتمل عليه الكتاب من مطالب، وما يقصد إليه من أهداف، ما هي نظرته إلى الكون؟ وإلى الإنسان؟ وإلى المجتمع؟ ما هي طريقة عرضه لتلك المطالب وأسلوب معالجته إياها؟ أينطوي على منظور فلسفي أ يوجد فيه منظور علمي؟ أينظر إلى الأمور بعين العارف، أم أن له أسلوبه الخاص؟ وثمة سؤال آخر: أيحمل هذا الكتاب رسالة ما موجهة للبشرية؟ فإذا كان الجواب بالإيجاب، فما هي تلك الرسالة؟

 

الثالث: معرفة الأصل

في هذه المرحلة، وبعد الاطمئنان إلى نسبة الكتاب إلى مؤلفه، وبعد التحليل التام لمحتواه، علينا أن نبدأ البحث لنعرف إن كانت محتويات الكتاب ومطاليبه من إبداعات فكر المؤلف نفسه، أم إنها مدينة إلى أفكار الآخرين.

ففيما يتعلق بديوان حافظ، مثلا، وبعد الانتهاء من مرحلتي المعرفة المستندية والمعرفة التحليلية علينا أن نتساءل إن كانت هذه الأفكار والآراء التي أفرغها حافظ في قوالب الكلمات والجمل وعبر عنها بلغته الخاصة قد ابتدعها بنفسه والأفكار والآراء تخص غيره من الناس؟

 

أصالات القرآن الثلاث

عندما نقرأ عن القرآن تتضح لنا \"أصالات القرآن الثلاث\":

أولاها: أصالة الانتساب، أي إننا بغير أن يخامرنا أدنى شك، أو أن نحتاج إلى دراسة النسخ القديمة، نكون واثقين بأن ما يقرأ اليوم باسم القرآن المجيد، هو الكتاب عينه الذي نزل على محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم -

 

والأصالة الثانية: هي أصالة المحتوى، أي إن المعارف القرآنية ليست ملتقطة ولا مقتبسة، بل هي مبتكرة. والتحقيق في هذا الجانب تتكفل به المعرفة التحليلية.

 

والأصالة الثالثة: هي الأصالة الإلهية، أي إن هذه المعارف قد فاضت مما وراء أفق الرسول – صلى الله عليه وسلم - الذهني والفكري، وإنه لم يكن سوى ناقل هذا الوحي ومبلغ هذه الرسالة، وهذا ما تتكفل به معرفة أصل القرآن.

عندما نصل إلى معرفة الأصل من خلال المعرفة التحليلية لأصالة القرآن فنحن نؤكد على كون القرآن معجزة إلهية ولن يستطيع احد التشكيك به أو الإتيان بمثله

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply