سورة الإنسان


 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحلقة الأولى: \"هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا (1) إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا (2) إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا (3) إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا (4) إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا (5) عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا (6) يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا (7) ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا (8) إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا (9) إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا (01) فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا (11) وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا (12) متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا (13) ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا (14) [الإنسان: 1- 41]

-: بين يدي السورة: -

سورة مكية، تعرف الإنسان بنفسه: مَن هو؟ ومِن أين جاء؟ ولماذا جاء؟ وإلى أين ينتهي؟ وماذا بعد النهاية؟ هذه الأسئلة التي حارت فيها أفهام، وضلّ بسببها أقوامٌ، فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم [البقرة: 213].

وقد أَوجَزَتِ السورةُ في ذكر عذاب الكفار، وأطالت في ذكر نعيم الأبرار، ثم خُتمت بالحديث عن القرآن، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصبر على ما يلقاه من المكذبين من الأذى، فإنّ اللَّه قادرٌ على أن يبدّل خيرًا منهم: وما ذلك على الله بعزيز

[إبراهيم: 20]

فلو أنّ إنسانًا حائرًا، شاكًا مترددًا قرأ هذه السورة أو استمع إليها، وهو منزه قلبه عن الهوى والعصبية والحمية الجاهلية، ما تردّد بعدها لحظةً، ولا شكّ بعدها بُرهةً، فإنها كلامُ اللَّه: ومن أصدق من الله قيلا [النساء: 122]؟ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير [الملك: 14].

قال - تعالى -: هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا (1) إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا (2) إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا

[الإنسان: 1- 3]

-: تفسير الآيات: -

قوله - تعالى -: \"هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، هذا سؤال للتقرير، ومعناه: قد أتى على الإنسان زمانٌ لم يكن شيئًا مذكورًا، كما تقولُ لمن أَكرَمتَه: هل أكرمتُك؟ ولمن أحسنتَ إليه: أأحسنتُ إليك؟ كلّ مولود له تاريخُ ميلاد، فأين كان قبل ذلك التاريخ؟ لم يكن شيئا مذكورا كان عَدَمًا، إذن: مِن أين جاء الإنسانُ؟ مِنَ العدم. ومَنِ الذي جاء به؟ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج فالذي جاء بالإنسان مِنَ العدِم إلى الوجودِ هو اللَّه: أم خلقوا من غير شيء؟

مستحيل، أم هم الخالقون [الطور: 35] أنفسهم؟ أيضًا مستحيل، هل ادَّعى أحدٌ أنه خلق نفسه أو غيره؟ لا، بل الكل متفق على أن الخالق هو اللَّه، قال - تعالى -: ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله [الزخرف: 87]، والله - تعالى -خَلَقَ الإنسان الأول آدم من طين، أما الإنسان المذكور هنا فالمراد به بنو آدم، والله يقول: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج أي من نطفة مختلطة، والمراد بها نطفةُ الرجلِ ونطفةُ المرأة، كما قال - تعالى -: فلينظر الإنسان مم خلق (5) خلق من ماء دافق (6) يخرج من بين الصلب والترائب [الطارق: 5- 7]، والمراد بالصلب صُلُب الرجل، والمراد بالترائب ترائب المرأة، قال اللَّه - تعالى -: الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين (7) ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين [السجدة: 7، 8]، وقال - تعالى -: ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين\" [المؤمنون: 12-14]..

ولماذا خَلَقَ اللهُ الإنسانَ؟ قال - تعالى -: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه أي لنختبره ونمتحنه، كما قال - تعالى -: \"الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا\" [الملك: 2]، وقال - تعالى -: \"إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا\" [الكهف: 7]، وقال - تعالى -: \"وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا\" [هود: 7]، إذن لم يخلق اللَّهُ الخلق عبثًا، وما كان ليتركهم سُدًى، بل خلق الخلق ليختبرهم ويمتحنهم بالأمر والنهي، كما قال - تعالى -: \"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون\" [الذاريات: 56] أي لآمرهم بعبادتي، فمن أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار.

وحتى يتمكن الإنسان من معرفة ما خُلق له والقيام به أعطاهُ اللَّه وسائل المعرفة والعلم والإدراك وهي المذكورة في قوله - تعالى -: \"فجعلناه سميعا بصيرا\" فبالسمع يستمع إلى آيات اللَّه المقروءة، وبالبصر يتأمل آيات اللَّه المنظورة، فيؤمن به ويعبده، وهذا كقوله - تعالى -: \"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون\" [النحل: 78]، ومع هذه الوسائل أعطاه اللهُ القدرة على سلوك أي السبل شاء، سبيل اللَّه، أو سبيل الشيطان.

ثم بعد ذلك كله أرسل إليه الرسل مبشرين ومنذرين \"لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل\" [النساء: 165]، قال - تعالى -: \"ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة\" [الأنفال: 42]، قال - تعالى -: \"إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا\" المراد بالهداية هنا هداية البيان والإرشاد، فالله - تعالى - قد هدى الإنسان أي بيّن له طريق الخير والشر، وأرشده إلى طريق الخير، وحذره من طريق الشر، كما قال - تعالى -: \"وهديناه النجدين\" [البلد: 10] أي الطريقين، طريق الخير وطريق الشر.

وهذه الهداية يقوم بها الأنبياء وأتباعهم، فمن قَبِلَها منهم واتَّبَعَهُم مَنَّ اللهُ عليه بالهداية الثانية وهي هدايةُ التوفيق، وهو خَلقُ قُدرةِ الطاعة، ومَن رفض هداية الأنبياء وكذب وتولى حقت عليه كلمة العذاب، كما قال - تعالى -: وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون [فصلت: 17]، والهداية هنا هي هداية البيان والإرشاد التي هداهم إليها أخوهم صالحٌ - عليه السلام -، ولكنهم آثروا الباطل على الحق، فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون [فصلت: 17].

وقوله - تعالى -: إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا أي أن الإنسان بعد بيان الأنبياء له، وهدايتهم إياه، إمَّا أن يتبعهم على ما جاءوا به من الهدى ودين الحق فيكون شاكرًا، وأمَّا أن يتولى عنهم ويرفض الذي جاءوا به فيكون كفورًا، ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد [لقمان: 12].

فإن قيل: لِمَ جمع اللَّه - تعالى -بين الشاكر والكفور، ولم يجمع بين الشكور والكفور مع اجتماعهما في المبالغة؟ فالجواب: أنه - سبحانه - إنما جمع بين الشاكر والكفور نفيًا للمبالغة في الشكر، وإثباتًا لها في الكفر، لأن شكر اللَّه - تعالى -لا يؤدى كاملاً، فانتفت عنه المبالغة، ولم تنتف عن الكفر لأنه كثير، فقلّ شكرُه لكثرة النعم عليه، وكُفرُه وإن قل فكثير لكثرة الإحسان إليه.

قال - تعالى -: إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا..... هذه الآيات تخبر عمّا للناس عند اللَّه بعد رجوعهم إليه، ولما كان منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون [آل عمران: 110]، بيّن - سبحانه - جزاء كلٍّ, فقال: إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا، والسلاسِلُ قيودُ الأرجل، والأغلالُ قيودٌ تُوضع في الأيدي وتضمها إلى الأعناق، كما قال - تعالى -: إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون (71) في الحميم ثم في النار يسجرون [غافر: 71، 72]، وقد أخبر - سبحانه - عن طول السلسلة الواحدةِ فقال: ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه [الحاقة: 32]. وأما السعير فهو اللهب والحريق في نار جهنم، وحسبهم ما ذُكِرَ، أما الأبرار فيفصّل ربنا - سبحانه - ما أعد لهم من النعيم فيقول: إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، الأبرار: جمع بارّ من البر، وهو اسمٌ جامعٌ للخير كله، كما قال - تعالى -: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون [البقرة: 177].

أولئك يشربون في الجنة من كأس كان مزاجها كافورا والكافورُ أطيبُ من الطيب. قال العلماء: كان النّاس إذا شربوا الخمر وضعوا عليها شيئًا من الكافور لتطيب رائحتها، فذكر اللَّه - تعالى -أنّ الأبرار يشربُون في الجنة من الخمر التي لا يصدعون عنها ولا ينزفون [الواقعة: 19]، وهي مع ذلك قد مُزجت بالكافور زيادةً في طيبها، بينما المقرّبون يشربون من الكافور الخالص غير الممزوج، كما قال - تعالى -: عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا، والأبرار هم المقتصدون، بينما المقربون هم السابقون في الخيرات، الذين اجتهدوا في الطاعات فَرضِها ونفلها، وتركوا المحرمات وغيرها من المكروهات، ومِن أعمالِ الأبرار التي نالوا بها ما نالوه أنهم يوفون بالنذر فإذا أَلزمُوا أنفسهم شيئًا من الطاعات غير اللازمة أوفوا بما التزموا به، وإذا أَدَّوا ما أَلزَموا به أنفسهم من الطاعات فلا بد أنهم أكثرُ أداءً وأكثرُ وفاءً لما أَلزَمهم به اللَّه - سبحانه -، ويخافون يوما كان شره مستطيرا أي منتشرًا عامًا في كل الناس، إلا من رحم اللَّه، قال قتادة: استطار - والله - شرّ ذلك اليوم حتى ملأ السماوات والأرض، ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، وهذا مما يُنال به البّر، كما قال - تعالى -: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [آل عمران: 92]، وإذا كان إطعام الطعام على حبّه محمودًا فإن الإيثار أعظمُ منه حمدًا، قال - تعالى -: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة [الحشر: 9]، فالذي يطعم الطعام على حبه قد لا يكون محتاجًا إليه، أمّا الذي يؤثر على نفسه فهو محتاج إلى ما يُؤثرُ به غيره، وهذا أمرٌ لا تطيقه كلّ النفوس.

وإطعامُ الطعامٌ عملٌ من أعمال البر، ولكنّ أعمال البر لا تنفع إلا إذا أُريد بها وجه اللَّه، ولذا قال الأبرار: إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، فقد يُطعِمُ الرجلُ طمعًا في أن يُطعم، وقد يُعطي طمعًا في أن يأخذ، وقد يُطعِمُ طمعًا في المدح والثناء، ولكنّ الأبرار يُطعُمِونَ الطعام على حبه يرجون رحمة اللَّه، كما قال - تعالى -: فأنذرتكم نارا تلظى (14) لا يصلاها إلا الأشقى (15) الذي كذب وتولى (16) وسيجنبها الأتقى (17) الذي يؤتي ماله يتزكى (18) وما لأحد عنده من نعمة تجزى (19) إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى (20) ولسوف يرضى [الليل: 14- 21].

وقوله - تعالى -: إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا قال مجاهد وسعيد بن جبير: أما والله ما قالوه بألسنتهم، ولكن عِلم اللهُ به من قلوبهم فأثنى عليهم به، أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين [العنكبوت: 10].

وقوله - تعالى -: إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا يبين علة إطعام الطعام لوجه اللَّه، فهم يخافون يومًا ضيقًا شديدًا، كان شرّه مستطيرًا، فهم يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا (7) ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا عسى اللَّه أن يقيهم شرّ ذلك اليوم، وقد وقاهم، قال - تعالى -: فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا، لقد كانوا يخافون شرّ ذلك اليوم فوقاهم الله شر ذلك اليوم، وهذه وحدها كافية، ولكنّ اللَّه زادهم مِن فضله، ولقاهم نضرة في وجوههم، وسرورا في قلوبهم، والقلبُ إذا سُرّ استنار الوجه، وجزاهم بما صبروا على طاعته، وعن معصيته، وعلى قَدَره، جنة عالية (22) قطوفها دانية، وحريرا كما قال - تعالى -: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير [الحج: 23]، متكئين فيها على الأرائك والاتكاءَ جلسة الاستراحة، وعُنوانُ خُلُوّ البال، وطمأنينة الفؤاد، وكلّ ما حولهم يعين على ذلك، لا يرون فيها شمسا يزعجهم حرّها، ولا زمهريرا يؤذيهم بردُه، ودانية عليهم ظلالها أي قريبةٌ إليهم أغصانُها، وذللت قطوفها تذليلا بحيث إنه إن قام ارتفعت معه، وإن قعد تذللت له، وإن اضطجع تذللت له، قاله مجاهد - رحمه الله -.

فإلى عشّاق النزهة والفسحة، وإلى طُلاب ظلّ الأشجار وضفاف الأنهار، أما ترغبون في مثل هذه الأشجار! أما ترغبون في مثل هذه الأنهار! أما ترغبون في جنة عالية (22) قطوفها دانية [الحاقة: 22، 23]، اسمعوا وعوا: إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون (55) هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون (56) لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون (57) سلام قولا من رب رحيم [يس: 55- 58] فمن رغب فليعمل، فإنّ اللَّه يقول:ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا [الإسراء: 19].

وللحديث بقية إن شاء الله - تعالى .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

سورة الانسان الحلقة الاولى

-

الطبيب عبدالرحمن عبدالله الحسو

23:15:58 2020-09-05

المقال رائع ومفهوم جدا … …. ارجو الحصول على الحلقات التالية… …. لدي تعليق مهم جدا حول الآية من سورة الطارق (فلينظر الانسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب… … ) الكلام عن [الإنسان] الذي يخرج (يولد) من بين صلب المرأة وترائب المرأة / وليس الكلام عن الماء الدافق من اين يخرج ولي كلام علمي طبي فسلجي حول اهمية [الماء الدافق] … … … والى لقاء قريب ان شاء الله