تلاوة القرآن الكريم


 بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم رحمك الله أن المقصود من تلاوة القرآن ليس مجرد التلاوة وتحريك اللسان بدون فهم أو بيان، فكم يوقظ القرآن ضمائرنا ولا تستيقظ، وكم يحذرنا ونظل نلهو ونلعب قال - تعالى -: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون} [البقرة: 78]. قال الشوكاني: قيل: (الأماني: التلاوة) أي: لا علم لهم إلا مجرد التلاوة دون تفهم وتدبر، وقال ابن القيم: ذم الله المحرفين لكتابه والأميين الذين لا يعلمون منه إلا مجرد التلاوة وهي الأماني، ولما راجع عبدالله بن عمرو بن العاص النبي - صلى الله عليه وسلم - في قراءة القرآن لم يأذن له في أقل من ثلاث ليال وقال: (لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث) فدل على أن فقه القرآن وفهمه هو المقصود بتلاوته لا مجرد التلاوة، وروى حذيفة - رضي الله عنه - أنه صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فكان يقرأ مسترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، فهذا تطبيق نبوي عملي للتدبر ظهر أثره بالتسبيح والسؤال والتعوذ. وفي قوله - تعالى -: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} [البقرة: 121] قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه..

 

وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: كان الفاضل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة ونحوها ورزقوا العمل بالقرآن، وإن آخر هذه الأمة يقرؤون القرآن منهم الصبي والأعمى ولا يرزقون العمل به، وفي هذا المعنى قال ابن مسعود: (إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به، وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به)، ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل، كما نقل أبو عبدالرحمن السلمي عن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب - رضي الله عنهم - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرئهم العشر فلا يتجاوزها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا)، وهذا يدل على أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يتعلمون منه التفسير مع التلاوة، فيبين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} [النحل: 44] فكان البيان منه بالألفاظ والمعاني، فلم لا نعتني بالمعاني ليخالط القرآن اللحم والدم ويستنير القلب، وينشرح الصدر ونذوق حلاوة التلاوة، فحقيقة التلاوة، إنما هي بالتأمل والتدبر عند القراءة: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24] والله - تعالى- يقول: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} [ص: 29].

و إليكم ثماني خطوات تعين على تدبر القرآن الكريم وهي:

- مراعاة آداب التلاوة من طهارة ومكان وزمان وإخلاص وبسملة.

- محاولة تفريغ النفس من شواغلها، وحصر الفكر مع القرآن والخشوع والتأثر، والشعور بأن القرآن يخاطبه.

- التلاوة بتأن وتدبر وانفعال وخشوع، وألا يكون همه نهاية السورة، بل الوقوف أمام الآية التي يقرؤها وقفة متأنية فاحصة مكررة.

- النظرة التفصيلية في سياق الآية: تركيبها، معناها، نزولها، غريبها، دلالاته.

- العودة إلى فهم السلف للآية وتدبرهم لها وتعاملهم معه.

- ملاحظة البعد الواقعي للآية، حيث يجعل من الآية منطلقا لعلاج حياته وواقعه.

- الثقة المطلقة بالنص القرآني، وإخضاع الواقع المخالف له، مع الاستعانة بالمعارف والثقافات الحديثة لفهم أوسع.

- القراءة في الكتب المتخصصة في أصول التفسير وقواعده.

 

القرآن والسعادة البشرية

إن العالم اليوم رغم التقدم التقني، وازدهار الصناعات والمخترعات، والأنظمة العالمية الجديدة، أخفق بمنظماته ومؤسساته ومخترعاته أن يحقق السعادة للإنسان، أو أن يوفر الأمن والراحة للبشر وها هي نسب مرض العصر القلق والاكتئاب تزداد يوما بعد يوم، وها هو الفقر والجهل، والجوع والقتل، والانتحار وانهيار القيم والمبادئ والأخلاق، تتضاعف أرقامه كل عام، يقول العالم الأسباني فيلا سبازا: (إن جميع اكتشافات الغرب العجيبة، ليست جديرة بكفكفة دمعة واحدة، ولا رسم ابتسامة واحدة للإنسان.. ) ويقول إلكسيس كاريل: (إن الحضارة العصرية لا تلائم الإنسان كإنسان.. وعلى الرغم من أنها أنشئت بمجهوداتنا إلا أنها غير صالحة.. إننا قوم تعساء، لأننا ننحط أخلاقيا وعقلي.. ) وقل مثل هذا عن بعض المنتسبين للإسلام؟ أموال ومناصب وأحلام، لكنهم في هموم وغموم وآلام، فأين المخرج؟ وإلى أين المفر؟

إنه القرآن، مفتاح العلم والسعادة، مفتاح الأنس والطمأنينة، مفتاح العزة والظهور، المفتاح لحل كل النزاعات والخلافات بين المسلمين، مفتاح الثبات في زمن تلاطم الأفكار وتغير المفاهيم، مفتاح الثبات في زمن مواجهة الفتن والشبهات، في مثل هذا الزمن كلنا يحتاج للقرآن ليشد إيماننا ويقيننا لنثبت أمام تلكم الشهوات والتحديات، كل مسلم يحتاج للقرآن ليؤنسه إن تطرقت إليه وحشة، ويسليه ويواسيه إن ألمت به مصيبة، ويرجيه ويعده إن ضاقت به حال، أو طاف به طائف اليأس والقنوط من روح الله، وينذره ويخوفه إن استولى عليه هوى، فليس أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمل فيه، وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها: تثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتعطيه قوة وانشراحا وبهجة وسرورا، فيصير في شأن، والناس في شأن آخر.. فلا تزال معاني القرآن تنهض بالعبد إلى ربه.. وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق، وتناديه كلما فترت عزماته وونى في سيره: هيا أسرع فقد تقدم الركب وفاتك الدليل.. إنه القرآن مفتاح القلوب، {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24] إنه القرآن.. كلام الرحمن:

أخي حاول وجاهد نفسك، واقرأ القرآن، بقلبك قبل اللسان، لتجد عذوبة معان ترويك من ماء البيان، ورقة تستروح منها نسيم الجنان، ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا لانت فأنفاس الحياة الآخرة، نور القلوب الذي لا تستضيء إلا به، وحياة الأرواح وشفاؤها {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين (57) قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [يونس: 57 - 58] فالقرآن، هو الذي يحقق السعادة للإنسان، وينشر الأمن والاطمئنان، عز وفخر ورفاهية وأمان، كل هذا يحققه القرآن، وسنة خير الأنام: (لقد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه).

 

القرآن بين ضعفنا وإعجازه في العلم والبيان

لسنا بحاجة إلى أن نبين حقيقة صدع بها الأصدقاء، وشهد بها الأعداء، لسنا بحاجة أن نذكر بتلك الحقيقة التي آمن بها المؤمنون، واعترف بها المعاندون؟ لسنا بحاجة أن نؤكد أن هذا القرآن الكريم، ذروة عالية، وقمة سامقة في بلاغة الأسلوب، وإعجاز البيان، وأنه أعجز فرسان الكلام، وفحول البيان؟ لسنا بحاجة لأن نؤكد هذا أو نكرره كلما أردنا الحديث عن قرآننا، فيكفينا عزة وفخرا أنه كلام ربنا، إننا نسمع الكثير ممن يحاول أن يبرهن الروح، روح الاستجابة والعمل، فحينما نزلت آية تحريم الخمر مثلا مشى رجل في سكك المدينة يعلن: ألا إن الخمر قد حرمت؟ فماذا حصل؟ كل من كان في يده قدح خمر رماه، بل كل من كان في فمه شربة مجها، ومن كان عنده في أوان أراقها، استجابة وطاعة لأمر الله - تعالى -، نسأل الله - تعالى -أن يرزقنا طاعته، وسرعة الاستجابة.

 

كيف كانوا يقرؤون القرآن؟

هل سألنا أنفسنا: لماذا نقرأ القرآن؟ وكيف يجب أن نقرأ القرآن؟ وما أثر هذه القراءة على قلوبنا؟ اسمعوا كيف كانوا يقرؤون القرآن، وكيف سما بهم الإيمان، قال النووي - رحمه الله -: (وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة) ومن ذلك:

- لقد قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة بآية واحدة يرددها: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (118)} [المائدة: 118].

- وقام تميم بن أوس الداري ليلة بهذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} [الجاثية: 21]

- وقام سعيد بن جبير ليلة يردد هذه الآية: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} [يس: 59] وروي عنه أنه أحرم بنافلة فاستفتح {إذا السماء انفطرت} [الانفطار: 1] فلم يزل فيها حتى نادى منادي السحر، وعن عامر بن عبد قيس أنه قرأ ليلة سورة المؤمن، فلما انتهى إلى قوله: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} [غافر: 18] فلم يزل يرددها حتى أصبح، ونقل عنه أنه قرأ قوله - تعالى -: {فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا} [الأنعام: 27] فجعل يبكي ويرددها حتى أسحر.

- وردد الحسن البصري ليلة {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [النحل: 18] حتى أصبح فقيل له في ذلك، فقال: إن فيها معتبرا، ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر.

- ومحمد بن المنكدر يسأله أبا حازم عن البكاء طيلة ليله، فيقول: آية من كتاب الله أبكتني: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} [الزمر: 47].

- وقال بعضهم: إني لأفتتح السورة فيوقفني بعض ما أشهد فيها، فلا أنتبه حتى يطلع الفجر.

- وكان بعضهم يقول: آية لا أتفهمها، ولا يكون قلبي فيها لا أعد لها ثواب.

- ويقول أبو سليمان الداراني: إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال أو خمس ليال، ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيره.

- قيل لبعضهم: إذا قرأت القرآن تحدث نفسك بشيء؟ فقال: (أو شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي؟ وكان بعض السلف إذا قرأ آية لم يكن قلبه فيها أعادها ثانية.

ولا يختص الأمر بالرجال دون النساء، فقد أخرج ابن أبي حاتم بسنده عن عمرو بن ميمون قال: مر النبي - عليه الصلاة والسلام - على امرأة تقرأ: {هل أتاك حديث الغاشية} [الغاشية: 1] فقال - عليه الصلاة والسلام - يستمع ويقول: (نعم قد جاءني).

- فعن عباد بن حمزة قال: دخلت على أسماء - رضي الله عنها - وهي تقرأ: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم} [الطور: 27] فوقفت عندها، فجعلت تعيدها وتدعو، فطال علي ذلك فذهبت إلى السوق، فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها وتدعو. هذا حال النساء المؤمنات.

أما الكبار من الرجال، فقد قال أبو بكر بن عياش: سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: كبر سني، وذهبت الصلاة مني، وضعفت ورق عظمي، وإني اليوم أقوم في الصلاة فما أقرأ إلا بالبقرة وآل عمران، لا إله إلا الله لما كبر سنه، ورق عظمه لم يعد يقدر على القيام في الليلة الواحدة إلا بنحو أربعة أجزاء، وكان - رحمه الله - قد ضعف عن القيام فكان لا يقدر أن يقوم إلى الصلاة حتى يقام، فإذا أقاموه فاستتم قائما، قرأ ألف آية وهو قائم.

أما حال الشباب، فهل سمعتم يا شباب القرآن، عن علي بن الفضيل بن عياض، شاب له قصة غريبة على مسامعنا، قال أبو بكر بن عياش: صليت خلف الفضيل بن عياض صلاة المغرب، وإلى جانبي علي ابنه، فقرأ الفضيل: {ألهاكم التكاثر} [التكاثر: 1] فلما بلغ {لترون الجحيم} [التكاثر: 6] سقط علي على وجهه مغشيا عليه، وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآية، ثم صلى بنا صلاة خائف، قال: ثم رابطت عند علي فما أفاق إلا في نصف الليل، وقال أبوه الفضيل: أشرفت ليلة على علي، وهو في صحن الدار يقول: النار.. النار.. متى الخلاص من النار؟! وقال: يا أبت، سل الذي وهبني إليك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة، قال أبوه: ولم يزل منكسر القلب حزينا، ثم بكى (أي الفضيل) وقال: كان يساعدني على الحزن والبكاء، يا ثمرة قلبي، شكر الله لك ما قد علمه فيك، قال محمد بن ناجية: صليت خلف الفضيل، فقرأ (الحاقة) في الصبح، فلما بلغ إلى قوله: {خذوه فغلوه} [الحاقة: 30] غلبه البكاء، فسقط ابنه علي مغشيا عليه، أعرفتم يا شباب بأي شيء اشتهر علي بن الفضيل، لم يشتهر بحرافته في الفن أو الرياضة، بل بشدة خوفه وغشيته عن سماع القرآن، حتى اشتهر بقتيل القرآن، وكان قتيلا للقرآن فعلا، فقد قال الخطيب: مات علي قبل أبيه بمدة من آية سمعها تقرأ، فغشي عليه وتوفي في الحال، قال إبراهيم بن بشار: الآية التي مات فيها علي بن الفضيل في الأنعام {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد.. } [الأنعام: 27] مع هذا الموضع مات، وكنت فيمن صلى عليه، - رحمه الله -.

لا إله إلا الله، ما أرق هذه القلوب، لله درك يا ابن الفضيل، أي خوف هذا الذي بلغ بك؟ وأي فتى كنت مع القرآن؟ حدث شباب الإسلام، عن حضور القلب والتدبر عند حفظهم للقرآن، حدثهم عن أثر القرآن على الأخلاق وعفة اللسان، أخبرهم يا ابن الفضيل عن حقيقة الالتزام، وكيف يحفظ القرآن، يا شباب: هذا هو علي بن الفضيل، وهذه هي حاله مع القرآن، وهذا هو لقبه: قتيل القرآن، القرآن الذي هجره بعض الشباب فربما مر الشهر والشهران والثلاثة لم يقرأ منه شيئا، فضلا عن أن يحفظ، أو يتدبر الآيات ويبكي.

إن القرآن، يشكو الهجران، أيها الشاب اسأل نفسك بصراحة: كم مرة تسمع الغناء في الشهر الواحد، وكم مرة في الشهر تقرأ القرآن، كم مرة دمعت عيناك وأنت تقرأ أو تسمع الآيات، وكم مرة دمعت وأنت في لذات وشهوات؟ وهل يجتمع في القلب كلام الرحمن ورقية الشيطان؟ وإن اجتمعا فتردد وحيرة وخذلان، هذا حال الشباب والكبار، من النساء والرجال، مع تدبر القرآن.

أما حال الصغار، فقد حارت فيها الأفكار حكى الشيخ ابن ظفر المكي: أن أبا يزيد طيفور بن عيسى البسطامي كان صغيرا فلما تحفظ: {يا أيها المزمل (1) قم الليل إلا قليلا} [المزمل: 1 - 2] قال لأبيه: (يا أبت من الذي يقول الله - تعالى -له هذا؟ قال: يا بني ذلك النبي، قال: يا أبت ما لك لا تصنع كما صنع - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: يا بني إن قيام الليل خصص به - صلى الله عليه وسلم - وبافتراضه دون أمته؟ فسكت عنه، فلما تحفظ قوله - سبحانه -: {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك} [المزمل: 20] قال: يا أبت إني أسمع أن طائفة كانوا يقومون الليل، فمن هذه الطائفة؟ قال: يا بني أولئك الصحابة - رضي الله عنهم -، قال: يا أبت: فأي خير في ترك ما عمله النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؟ قال: صدقت يا بني، فكان أبوه بعد ذلك يقوم من الليل ويصلي، فاستيقظ أبو يزيد ليلة فإذا أبوه يصلي، فقال: يا أبت: علمني كيف أتطهر وأصلي معك) فقال أبوه: (يا بني ارقد فإنك صغير بعد) قال: يا أبت: إذا كان يوم يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم أقول لربي: إني قلت لأبي: كيف أتطهر لأصلي معك؟ فأبى، وقال لي: ارقد، فإنك صغير بعد) أتحب هذا؟ فقال له أبوه: لا والله يا بني ما أحب هذا، وعلمه فكان يصلي معه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply