سلسلة مقالات علل أحاديث التفسير ( 4 )


 بسم الله الرحمن الرحيم

(البسملة وكيفية قراءتها)

[4] حديث: أم سلمة أنها ذكرت ـ أو كلمة غيرها ـ قراءة رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -): بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين، يقطع قراءته آية آية.

قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة مالك يوم الدين.

الحديث أورده ابن جزي الكلبي الغرناطي(741هـ) في تفسيره المسمى (التسهيل لعلوم التنزيل) (1: 12)، والقرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (1: 10)، والألوسي في روح المعاني (1: 42)، والشوكاني في فتح القدير (1: 17)، والشنقيطي في أضواء البيان (8: 357 ـ 358).

وأورده ابن كثير في تفسيره (1: 18، 22) في الكلام عن البسملة.

وفي (4: 435) سورة المزمل عند قوله - تعالى -ورتل القرآن ترتيلا.

وأورده أ. د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 70 ـ 71)، فقال: \"وثبت عن النبي (- صلى الله عليه وسلم -) أنه كان يقطع قراءته آية آية، ومنها البسملة...(ثم أورد حديث أبي داود ـ الآتي ـ مسندًا).

قال: \"وأخرجه أبو عمرو الداني: من طريق أبي عبيد ـ وهو القاسم بن سلام ـ عن يحيى بن سعيد، به، وأخرجه ـ أيضًا ـ: من طريق محد بن سعدان، عن يحيى بن سعيد به، وزيادة: [ثم يقف] بعد كل آية.

ثم قال (يعني الداني): ولهذا الحديث طرق كثيرة وهو أصل في هذا الباب، وفي زيادة قوله: [ثم يقف] بيان لمعنى التقطيع.

وقال ابن الجزري: وهو حديث حسن وسنده صحيح.

وأخرجه الحاكم: من طريق حفص بن غياث عن ابن جريج به بلفظ: \" يقطعها حرفًا حرفًا. وصححه وسكت عنه الذهبي\". انتهى بحروفه.

وإليك سياق طرقه واختلاف ألفاظه وبيان علله:

الحديث مداره على عبدالملك بن جريج: رواه عنه حفص بن غياث، وعمر بن هارون، وهمام بن يحيى، ويحيى بن سعيد الأموي وروايته أشهر الروايات.

 

فأما حديث حفص بن غياث:

فأخرجه أبو يعلى في مسنده (12: 350/ برقم 6920): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.

وأخرجه أبو العلاء العطار في التمهيد برقمي (324)، (325): من طريق أبي بكر، عنه به ولفظه: كان رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين يعني حرفًا حرفًا.

 

وأما حديث عمر بن هارون:

فأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم 2214): أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا خالد بن خداش.

وأخرجه في الشعب (2: 435/ برقم 2330): أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو رجاء محمد بن حامد التميمي بمكة، ثنا أبو عبد الله محمد بن الجهم السمري، ثنا الهيثم بن خالد المقرئ.

كلاهما (خالد بن خداش، والهيثم بن خالد) عنه به: أن رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية، الحمد لله رب العالمين آيتين، الرحمن الرحيم ثلاث آيات، مالك يوم الدين أربع آيات، وقال: هكذا إياك نعبد وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه. ورواه ابن خزيمة في كتابه عن الصغاني. كذا في (الكبرى).

وفي (الشعب) بلفظ: أن النبي (- صلى الله عليه وسلم -) كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ماضية، الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين ولذلك كان يقرأها.

قال البيهقي (2: 44): \" رواه حفص بن غياث، عن ابن جريج بمعناه. ورواه عمر بن هارون ـ وليس بالقوي ـ عن بن جريج فزاد فيه\".

 

* عمر بن هارون هذا، هو البلخي متروك، وكان من الحفاظ. خرج له الترمذي وابن ماجه.

قال محمد بن سعد: كتب الناس عنه كتابًا كبيرًا، وتركوا حديثه، وقال البخاري: تكلم فيه يحيى بن معين.

قلت: رماه بالكذب.

وقال أبو بكر الخطيب: وذكر مسلم بن عبد الرحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أم عمر بن هارون فمن هناك أكثر السماع منه.

وقال أبو أحمد بن عدي: يقال إنه لقي بن جريج بمكة وكان حسن الوجه، فسأله ابن جريج ألك أخت؟ قال: نعم فتزوج بأخته، فقال: لعل هذا الحسن يكون في أخته كما هو في أخيها، فتفرد عن ابن جريج، وروى عنه أشياء لم يروها غيره،. انظر تهذيب الكمال (21: 524).

فما ذكر من زيادات تفرد بها لا يسلم له ذلكº لما فيه من كلام!.. نعم لو كان عدلاً لقبلنا منه هذاº لكونه كان خصيصًا بابن جريجº لما بينهما من القرابة.

 

وأما حديث همام بن يحيى:

فأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم 2213): أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ ببغداد، ثنا أحمد بن سلمان، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا عبد الله بن رجاء، عنه به بلفظ: أن قراءة رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) كانت بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين يعني كلمة كلمة.

 

وأما حديث يحيى بن سعيد الأموي:

فأخرجه أحمد في مسنده (6: 302/ برقم26625).

وأخرجه أبو داود (4: 37/ برقم 4001)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم2212).

وأخرجه أبو يعلى في مسنده (12: 451/ برقم7022)، ومن طريقه أبو العلاء العطار في التمهيد برقم (323): حدثنا أبو خيثمة.

وأحرجه الدارقطني في سننه (1: 312/ برقم 17): من طريق عبدالله بن محمد.

كلاهما (أبو داود، وعبدالله بن محمد) عن سعيد بن يحيى الأموي.

وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 185) في كتاب القراءات عن رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) / باب في فاتحة الكتاب برقم (2927)، وفي الشمائل برقم (317): حدثنا علي بن حجر.

وأخرجه الحاكم في مستدركه (2: 253/ برقم 1910): من طريق علي بن حجر بن إياس السعدي.

وأخرجه (كذلك) في المستدرك (2: 253/ برقم 2909)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2: 435/ برقم2319): أخبرنا الحسين بن أيوب ومحمد بن الحسن، قالا: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام.

(ولم يذكر البيهقي في روايته محمد بن الحسن).

خمستهم (أحمد، وأبو خيثمة، وسعيد بن يحيى الأموي، وعلي بن حجر، وأبو عبيد القاسم بن سلام) عن يحيى بن سعيد، ثنا ابن جريج، عن عبدالله بن أبي مليكة، عنها بلفظ: أن النبي (- صلى الله عليه وسلم -) كان يقطع قراءته آية آية: الحمد لله رب العالمين ثم يقف، الرحمن الرحيم ثم يقف.

قال ابن أبي مليكة: وكانت أم سلمة تقرأها ملك يوم الدين. هذا لفظ أبي عبيد.. ولفظ سعيد عند أبي داود، هو المصدر به، ولفظ أبي يعلى نحوه.

قال الدارقطني: \" إسناده صحيح وكلهم ثقات، قال لنا: عبدالله بن محمد: ورواه عمر بن هارون، عن ابن جريج فزاد فيه كلامًا\".

وقال الحاكم: \"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه\".

 

* وأبو عبيد هذا اسمه القاسم بن سلام (بتشديد اللام) البغدادي، الإمام المشهور، ثقة فاضل مصنف. قاله الحافظ في (التقريب)، وزاد: ولم أر له في الكتب حديثا مسندًا بل أقواله في شرح الغريب. اهـ.

وقال السيوطي في (الإتقان): أول من صنف في القراءة أبو عبيد القاسم بن سلام. اهـ.

قلت: أما قول ابن حجر لم أر له حديثًا مسندًا فهذا يرده!.. ويحتمل أنه أراد في الكتب الستة وملحقاتها. وهو الأظهر فلا يتوقع غفلة الحافظ عن مروياته.

 

والحديث في أصله معلول من حديث ابن جريج.. لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة، خالفه الليث بن سعد.

أخرجه ابن المبارك في مسنده (1: 33/ برقم56)، وفي الزهد (ص421/ برقم1195)، ومن طريقه أبو العلاء الهمداني في التمهيد برقم (329).

وأخرجه أحمد في مسنده (6: 294/ برقم26569)، (6: 300/ برقم 26606): ثنا يحيى بن إسحاق.

وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص53): حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 453/ برقم1165): من طريق يحيى بن بكير.

وأخرجه أبو داود في سننه (2: 73/ برقم 1466): حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي.

وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 182/ برقم 2923)، وفي الشمائل (ص257/ برقم315)، والنسائي في الكبرى (1: 349/ برقم1095)، (1: 432/ برقم 1375)، (5: 22/ برقم 8057)، والصغرى (3: 214/ برقم1629)، والفريابي في فضائل القرآن (326)، ومن طريقه أبو العلاء العلاء العطار برقمي (326)، (327): عن قتيبة بن سعيد.

وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2: 188/ برقم 1158): ثنا الربيع بن سليمان المرادي، نا شعيب.

وأخرجه أبو العلاء العطار في التمهيد برقم (328): من طريق أبي خالد يزيد بن عبدالله بن موهب، وعيسى بن حماد.

ثمانيتهم (ابن المبارك، ويحيى بن إسحاق، وعبدالله بن صالح، ويحيى بن بكير، ويزيد بن خالد، وقتيبة، وشعيب، وعيسى بن حماد): عن الليث، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك: أنه سأل أم سلمة زوج النبي (- صلى الله عليه وسلم -) عن قراءة النبي (- صلى الله عليه وسلم -) وصلاته، فقالت: ما لكم وصلاته؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفًا حرفًا. لفظ الترمذي.

قال أبو عيسى: \"هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.

وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة: أن النبي (- صلى الله عليه وسلم -) كان يقطع قراءته وحديث ليث أصح\".

وقال أبو عبد الرحمن: \"يعلى بن مملك ليس بذلك المشهور\".

وقال الحاكم: \" هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه\".

وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 185) في كتاب القراءات عن رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) / باب في فاتحة الكتاب برقم (2927) من حديث ابن جريج (كما سبق).

وقال: \" هذا حديث غريب وبه يقول أبو عبيد ويختاره، هكذا روى يحيى بن سعيد الأموي وغيره: عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة. وليس إسناده بمتصلº لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.

وحديث الليث أصح، وليس في حديث الليث: وكان يقرأ ملك يوم الدين \". اهـ.

قال في عون المعبود (11: 24): \" قلت كلام الإمام الترمذي وحديث الليث أصح يعني أصح من رواية ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة.

وكأنه يريد أن ابن أبي مليكة إنما سمعه من يعلى بن مملك كما حدث به الليث.

وأقول: لا مانع أن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة سمع الحديث من يعلى فحدث به الليث كما سمعه، وسمعه من أم سلمة فحدث به ابن جريجº فإن صاحب (الخلاصة) صرح أنه روى عن: عائشة، وأم سلمة، وأسماء وابن عباس، وأدرك ثلاثين من الصحابة. وثقه أبو حاتم وأبو زرعة. انتهى.

فمع ثقته فما المانع أنه سمع الحديث منهما جميعًا، وعلى فرض أنه سمعه من يعلى بن مملك فقد وثق يعلى بن مملك ابن حبان، فالحديث ثابت على كل تقدير، كذا قاله بعض العلماء، والله أعلم.

قال المنذري: وأخرجه الترمذي، ولم يذكر التسمية، وقال: حديث غريب. ثم ذكر كلام الترمذي - رحمه الله -\" اهـ.

وقال في تحفة الأحوذي (8: 199): \"قلت صرح الحافظ في تهذيب التهذيب أن بن أبي مليكة روى عن أسماء وعائشة وأم سلمة، وفي (البخاري) قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة، فيجوز أن بن أبي مليكة كان يروي الحديث أولا عن يعلى عن أم سلمة ثم لقيها فسمعه منها فروى عنها بلا واسطة والله - تعالى -أعلم \".

قلت: هذا الاحتمال الذي أورده العظيم آبادي والمباركفوري، ينقصه التحرير على طريقة محققي أهل الحديثº فالترمذي رجح رواية الليث معتمدًا على قاعدة يكثر حمل المرسلات عليها، وهي: أن الراوي إذا لم يعرف بتدليس وذكر بينه وبين أحد الرواة في الإسناد راويًا، ثم وقفنا على روايته عنه مباشرة ـ بدون واسطه ـ حملنا هذه الرواية على الانقطاع، ما لم يصرح بالسماع في هذه الرواية أو غيرها.

وأما اعتمادهما على قول صاحبي (الخلاصة)، و(التهذيب) في إثبات السماع، فهذا عجيب منهما فإن الخزرجي وابن حجر يثبتان الرواية على ظاهر الأسانيد لا السماع، كما هي عادة المزي في ذكر تلاميذ الراوي! لا أن كل من ذكره في الرواة أثبت له بذلك السماع.. فتنبه لهذا!.

ثم إن ما ذهبا إليه تخرص من القول.. فقد أخرج الحديث عبدالرزاق في مصنفه (3: 38/ برقم 4709)، وعنه أحمد في المسند(6: 279/ برقم26589)، (6: 308/ برقم26667).

وأخرجه الطبراني في الكبير (23: 293/ برقم 645) من طريق عبدالرزاق.

وأخرجه إسحاق في مسنده (4: 156/ برقم1935)، ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (6: 366/ برقم2639): أخبرنا محمد بن بكر.

وأخرجه أحمد في المسند (6: 279/ برقم 26589): ثنا محمد بن بكر (قرنه بعبدالرزاق).

وأخرجه النسائي في الكبرى (1: 418/ برقم 1324)، والصغرى (3: 214/ برقم1628): أخبرني هارون بن عبد الله، قال: نا حجاج.

وأخرجه الطبراني في الكبير (23: 407/ برقم 977): حدثنا حجاج بن عمران السدوسي، ثنا أبو سلمة بن خلف الجوباري، ثنا أبو عاصم.

أربعتهم (عبدالرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج، أبو عاصم) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، قال: أخبرني يعلى بن مملك: أنه سأل أم سلمة زوج النبي (- صلى الله عليه وسلم -) عن صلاة النبي (- صلى الله عليه وسلم -) بالليل، فقالت: كان النبي (- صلى الله عليه وسلم -) يصلي العشاء الآخرة، ثم يسبح، ثم يصلي بعد ما شاء الله من الليل، ثم ينصرف فيرقد مثل ما يصلي، ثم يستيقظ من نومته تلك، فيصلي مثل ما نام، وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح. لفظ ابن حبان.. وصرح ابن جريج بسماعه.

زاد حجاج في روايته عند النسائي: ابن جريج [عن أبيه].. وقال أبو عاصم عند الطبراني: [أخبرني أبي].

فآلت رواية ابن جريج ـ صراحة ـ إلى رواية الليث على ما فيها من تدليس.

فهذا يرد ما ذهبا إليه (- رحمهما الله -).

وقد وقفت على الحديث من رواية الليث عن ابن لهيعة عن ابن أبي مليكة، به.

أخرجه الطبراني في الكبير (23: 292/ برقم 646) حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا أبو صالح.

فيكون هذا نزول من الليث فيه، وذاك علو، على الاحتمال فقد رواه عبدالله بن صالح على الجادة كما سبق عند البخاري في (خلق أفعال العباد).

 

* والمدار في هذه الرواية على يعلى بن مملك لم يوثقه سوى ابن حبان.. وقد تفرد بالرواية عنه ابن أبي مليكة.. وقال النسائي (كما سبق): \"ليس بذلك المشهور\".. ولذا قال ابن حجر في (التقريب): \"مقبول\".. يعني أنه يحتاج على روايته متابع.

وإذا كان حديثه أصل في هذا الباب احتاج إلى متابع (والله أعلم).. وقد يحتمل إذا لم يحفظ عليه مخالفة أو نكارة في روايته، وهذا ما ذهب إليه من قبل روايته (والله أعلم).

وفي الباب عن عمر:

أخرجه الدارقطني في (الأفراد) كما في أطرافه برقم (192)، وقال: \"تفرد به معتمر، عن أبيه. وتفرد به أبو المعتمر عمار بن زربي، عن معتمر\".

* وعمار بن زربي هذا أبو المعتمر بصري.. قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. وكذبه عبدان الأهوازي. انظر (الميزان).

 

فائـــــــدة:

قال البيهقي في الشعب (2: 520): \"ومتابعة السنة أولى مما ذهب بعض أهل العلم بالقرآن من تتبع الأغراض والمقاصد، والوقوف عند انتهائها\".

وقال المناوي (5: 238): \" كان يقطع قراءته بتشديد الطاء من التقطيع، وهو جعل الشيء قطعة قطعة أي يقف على فواصل الآي آية آية، يقول: الحمد لله رب العالمين ثم يقف، ويقول: الرحمن الرحيم ثم يقف وهكذا، ومن ثم ذهب البيهقي وغيره إلى أن الأفضل الوقوف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها، ومنعه بعض القراء إلا عند الانتهاء.

قال ابن القيم: وسنة رسول الله أولى بالاتباع. وسبقه البيهقي، فقال في (الشعب): متابعة السنة أولى مما ذهب إليه بعض القراء من تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها \". اهـ.

وأورده الزركشي في البرهان (1: 98): ونقل عن الجعبري قوله: \" إنه إنما كانت قراءته (- صلى الله عليه وسلم -) كذلك ليعلم رؤوس الآي.. قال: ووهم فيه من سماه وقف السنةº لأن فعله - عليه السلام - إن كان تعبدًا فهو مشروع لنا، وإن كان لغيره فلا، فما وقف - عليه السلام - عليه دائمًا تحققنا أنه فاصلة، وما وصله دائمًا تحققنا أنه ليس بفاصلة، وما وقف عليه مرةً ووصله أخرى احتمل الوقف\". اهـ.

وانظر لهذا الخلاف البرهان كذلك (1: 350)، (1: 468) وما في بابه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply