حول حديث : \ نجد قرن الشيطان \


 بسم الله الرحمن الرحيم 

سؤال حول حديث: \"نجد قرن الشيطان\"!:

يستشهد به المذهبيون والمتصوفة لتنفير الناس من الدعوة السلفية، وظهور محمد بن عبد الوهاب من هناك. وقد حصلت على رد بالإنجليزية عليهم، وسلمت بما فيه، فقد كان مقنعا.

إلا أني تصفحت صفحة، أظن الروافض، فيها رد على ذلك الرد الإنجليزي، لكن بالعربية هذه المرة! والصراحة، لخبطوني وأنا الجاهل!

أختم بأنه: لابد من وجود رد منطقي للرد الرافضي، إذ أنه من غير الممكن أن تكون نجد الجزيرة هي المعنية! ماذا في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لتكون نجد قرن الشيطان؟؟ والله لا شيء سوى كل خير! كل خير!

نحمد الله أن جعلنا من أهل السنة والجماعة، ورحم الله بن عبد الوهاب، وبن القيم، وبن تيمية، ورحم الله بن باز والألباني ومن سار على الدرب القويم في فهم الدين.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

 

الجواب:

قبل الجواب على سؤالك والرد على ما يدعيه الرافضة من أن قرن الشيطان هي نجد ويقصدون بنجد هي الجزيرة، لابد لنا من جمع الروايات لنعرف ما هو مقصود النبي - صلى الله عليه وسلم - بنجد؟

لأن أهل البدع يعتمدون في تقرير مثل هذه الشبه على بعض الروايات ويتركون الباقي.

الروايات الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وهو مستقبل المشرق يقول: ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان. رواه الشيخان.

وفي رواية لمسلم: رأس الكفر من هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان.

ففي هذا الحديث لفظ: المشرق.

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال الثالثة: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان. رواه البخاري والترمذي وأحمد. وفي هذا الحديث لفظ: نجدنا.

عن ابن فضيل عن أبيه قال: سمعت سالم بن عبدالله بن عمر يقول: يا أهل العراق! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة! سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الفتنة تجيء من ههنا، وأومأ بيده نحو المشرق، من حيث يطلع قرنا الشيطان وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض..... الحديث. رواه مسلم بهذا اللفظ.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال دعا النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا، وبارك لنا في شامنا ويمننا. فقال رجل من القوم يا نبي الله وفي عراقنا. قال: إن بها قرن الشيطان، وتهيج الفتن، وإن الجفاء بالمشرق.

قال الهيثيمي في المجمع: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.

وهاتان الروايتان صريحتان في تعيين المراد مما أبهم في غيرها من الروايات.

كلام العلماء على المقصود من هذه الأحاديث:

لقد تكلم العلماء في تحديد تلك البقعة وهي نجد، والعجيب أن بعض العلماء حددوا تلك البقعة قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

وأما المراد بالمشرق في الأحاديث العراق، وأن نجد هو نجد العراق لا نجد اليمامة.

قال الإمام الخطابي (ت: 388) كما حكى عنه الحافظ ابن حجر (13/47):

نجد من جهة المشرق، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهل المدينة. ا. هـ.

وقال الحافظ (ت: 852) أيضا في الفتح (6/352) عند قول النبي - صلى الله عليه وسلم - \" رأس الكفر نحو المشرق \":

وفي ذلك إشارة إلى شدة كفر المجوس، لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة. ا. هـ.

وقال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - في تخريجه لكتاب فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي (ص26):

فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم، وإنما هو العراق، وبذلك فسره الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني... وقد تحقق ما أنبأ به - عليه السلام -، فإن كثيرا من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق... فالحديث من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - وأعلام نبوته. ا. هـ.

ومن استقرأ التاريخ علم أن مصداق هذه الأحاديث قد وقع منذ زمن الصحابة ومن بعدهم فكان قتل عثمان - رضي الله عنه - على أيدي أهل العراق ومن ما لأهم من أجلاف أهل مصر، ومن العراق ظهر الخوارج، والشيعة، والرافضة، والباطنية، والقدرية، والجهمية، والمعتزلة.

وقد تصدى للرد على القائلين من أصحاب البدع من الرافضة وغيرهم في أن المقصود بنجد هي نجد اليمامة وتطبيق هذه الأحاديث وإنزالها على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب جملة من المؤلفين ومنهم:

- محمد بشير السهسواني في كتابه: صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان.

- حكيم محمد أشرف سند هو في كتاب: أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان.

وفي هذا القدر كفاية للرد على أولئك الرافضة - قبحهم الله - في تلبيسهم على الناس لهذا الحديث.

ومن كان لديه إضافة فليتحفنا بها، وجزاه الله خيرا.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply