تخريج حديث : \ سلمان منا آل البيت \


  بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبعدº

حديث: سلمان منا أهل البيت.

رواه الحاكم في المستدرك (3/598)، والطبراني (6/261) من طريق كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خط الخندق عام حرب الأحزاب، حتى بلغ المذاحج، فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا، فاحتج المهاجرون: سلمان منا، وقالت الأنصار: سلمان منا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره.

 

قال الهيثمي في المجمع (6/130): رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله المزني وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات. ا. هـ.

وكثير بن عبد الله المزني قال عنه الحافظ الذهبي في الميزان (3/406): قال ابن معين: ليس بشيء.

وقال الشافعي وأبو داود: ركن من أركان الكذب.

وضرب أحمد على حديثه.

وقال الدارقطني وغيره: متروك.

وقال أبو حاتم: ليس بالمتين.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة.

وأما الترمذي فروى من حديثه: الصلح جائز بين المسلمين. وصححه فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. ا. هـ.

فقول الهيثمي: وقد ضعفه الجمهور لا يستقيم مع عبارات العلماء المذكورة آنفا.

ولذلك أورده العلامة الألباني في ضعيف الجامع (3272) وقال: ضعيف جدا.

وقال العلامة الألباني في الحاشية من ضعيف الجامع: قلت: وقد صح موقوفا على علي - رضي الله عنه - كما حققته في المصدر المذكور أعلاه. ا. هـ.

يقصد الشيخ بالمصدر المذكور الضعيفة (3704).

 

والحديث الموقوف على علي في مسند الفردوس عن علي - رضي الله عنه -: سلمان منا أهل البيت، وهو ناصح فاتخذه لنفسك.

وليس إسناده أمامي الآن، ولكن الشيخ صححه موقوفا على علي.

 

وقد جاء الحديث برواية أخرى:

عن أنس قال: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد إن الله- تبارك وتعالى -يحب ثلاثة من أصحابك يا محمد. ثم أتاه فقال: يا محمد إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك. قال أنس: فأردت أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهبته، فلقيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر إني كنت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن جبريل - صلى الله عليه وسلم - قال: يا محمد إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة، فلعلك أن تكون منهم. ثم لقيت عمر بن الخطاب فقلت له مثل ذلك، ثم لقيت علي بن أبي طالب فقلت له كما قلت لأبي بكر وعمر، فقال علي: أنا أسأله، إن كنت منهم حمدت الله تبارك وتعالى، وإن لم أكن منهم حمدت الله تبارك وتعالى. فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أنساً حدثني أن جبريل - صلى الله عليه وسلم - أتاك فقال: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك، فإن كنت منهم حمدت الله تبارك وتعالى، وإن لم أكن منهم حمدت الله - عز وجل -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"أنت منهم أنت منهم، وعمار بن ياسر، وسيشهد مشاهد بين فضلها، عظيم أجرها، وسلمان منا أهل البيت فاتخذه صاحباً \".

 

قال الهيثمي في المجمع (9/118): قلت: روى الترمذي منه طرفاً. رواه البزار وفيه النضر بن حميد الكندي وهو متروك. ا. هـ.

 

فالحديث لا يثبت، وإذا لم يثبت سقط الاستدلال به على أن سلمان من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

 

إضافة:

الــــحــــمــــدُ لــــلــــهِ وبــــعــــدُº

بعد خروج كتاب السلسلة الضعيفة - المجلد الثامن - قرأت تخريج الحديث، والذي كان يهمني تخريج الحديث موقوفا على علي بن أبي طالب كما أشار إلى ذلك الشيخ الألباني - رحمه الله - في حاشية ضعيف الجامع.

وقد خرجه الشيخ الألباني - رحمه الله - في الموضع المشار من الضعيفة، وسأنقل تخريج العلامة الألباني - رحمه الله - بنصه:

...نعمº قد صح الحديث موقوفا على علي - رضي الله عنه - فها أنا أذكرها إن شاء الله - تعالى -.

الـطـريـقُ الأولـى: عن أبي البختري قال: قالوا لِعَليٍّ,: أخبرنا عن سلمان، قال: أدرك العلم الأول، والعلم الآخر، بحر لا ينزح قَعرُه، هو منا أهل البيت.

أخرجه ابن أبي شيبة في \" المصنف \"، وابن سعد، وأبو نعيم في \" الحلية \"، وابن عساكر.

وإسناده صحيح على شرط الشيخين، واسم أبي البختري سعيد بن فيروز.

الثانية: عن زاذان قال: سئل عليُّ عن سلمان الفارسي؟ فقال: ذاك أميرٌ منا أهل البيت، مَن لكم بمثل لقمان الحكيم، عَلِمَ العلم الأول، وأدرك العلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف.

أخرجه ابن سعد، والبغوي في \" مختصر المعجم \"، ومن طريقه وطريق غيره: ابن عساكر.

ورجاله ثقات.

الثالثة: عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي الأسود عنه.

أخرجه البغوي وابن عساكر، وكذا أبو نعيم مقرونا بالطريق الثانية.

وله عن علي طريق آخر موقوفا عليه مختصرا في أثناء حديث لعبد الله بن سلام بلفظ: دعوه فإنه رجل منا أهل البيت. وسنده حسن. ا. هـ.

فالحديث لا يصح مرفوعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويصح موقوفا عن علي - رضي الله عنه -.

ومن له تعليق، أو تعقيب، أو إضافة فجزاه الله خيرا.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply