آل النَبِي -صَلَّىَ اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم 5


 بسم الله الرحمن الرحيم

 

كلمة \"آل\" كثيرة الاستعمال في لغة العرب، وتطلق على آل النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيره: وهذا مبني على خلاف استقاقها، وسنعرض ذلك فيما يلي:

 

 

 

بنيتها اللغوية:

 

قيل: أصله \"أهل\" قلبت الهاء همزة ثم سهلت، على قياس أمثالها فقيل: آل، ولهذا إذا صُغِّر رُد إلى الأصل، فقالوا: أُهيل، وقيل: بل أصله أول من آل يَؤول إذا رجع، ذكر صاحب لسان العرب في باب الهمزة والواو واللام: سُمِّي بذلك من يؤول إلى الشخص ويُضاف إليه، ويقويه: أنه لا يضاف إلا إلى مُعظَّم , فيقال لحملة القرآن: آل الله، وكذا آل محمد والمؤمنين الصالحين، ولا يقال آل الحجام، وآل الخياط، بخلاف أهل. ولا يضاف آل أيضاً إلى غير العاقل، ولا إلى المضمر عند الأكثر، وجوزه بعضهم بقلة. وقد ثبت في شعر عبد المطلب قوله في قصة أصحاب الفيل.

 

وانصر على آلِ الصلِيـــــــبِ وعابديـه اليوم آلَك

 

وقد يطلق آل فلان على نفسه، وعليه وعلى من يضاف إليه جميعاً، وضابطه أنه إذا قيل: فعل آل فلان كذا، دخل هو فيهم إلا بقرينة، ومن شواهده قوله -صلى الله عليه وسلم- للحسن بن علي –رضي الله عنهما-: (إنَّا -آلَ محمدٍ, - لا تحِلٌّ لنا الصّدقة)(1 ).

 

وإن ذكرا معاً، وهو كالفقير والمسكين، وكذا الإيمان والإسلام، والفسوق والعصيان(2 ).

 

 

 

معناها على قولين:

 

-    قالت طائفة: يُقال آل الرجل له نفسه، وآل الرجل لمن يتبعه نفسه، وآله لأهله وأقاربه، فمن الأول قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاءه أبو أوفى بصدقته: (اللَّهم صلَّ على آل أبي أوفى)(3)، وقوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِل يَاسِينَ} (130) سورة الصافات. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهم صلِّ على محمدٍ, وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم)(4). فآل إبراهيم هو إبراهيمº لأن الصلاة المطلوبة للنبي هي الصَّلاة على إبراهيم نفسه، وآله تبع له فيها.

 

-    وقال آخرون: لا يكون الآل إلا الأتباع والأقاربُ، وقوله: (كما صليت على آل إبراهيم) آل إبراهيم هنا هم الأنبياء، والمطلوبُ من الله -سبحانه- أن يصلي على رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما صلّى على جميع الأنبياء من ذرية إبراهيم لا إبراهيم وحده، كما هو مصرح به في بعض الألفاظ من قوله على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وأما قوله تعالى:{سَلَامٌ عَلَى إِل يَاسِينَ}(130) سورة الصافات فهذه فيها قراءتان:

 

إحداهما: إلياسين بوزن إسماعيل، وفيه وجهان: أحدهما: أنه اسم ثانٍ, للنبي إلياس، وإلياسين كميكال وميكائيل.

 

والوجه الثاني: أنه جمع فيه وجهان: أحدهما: أنه جمع إلياس، وأصله إلياسيين، بيائين كعبرانيين، ثم خففت إحدى اليائين فقيل إلياسين، والمراد أتباعه، كما حكى سيبويه الأشعرون ومثله الأعجمون.

 

والثاني: أنه جمع إلياس محذوف الياء.

 

والقراءة الثانية: (سلام على آل ياسين) وفيه أوجه:

 

أحدها: أن ياسين اسم لأبيه فأضيف إليه الآل، كما يُقال آل إبراهيم.

 

والثاني: أن آل ياسين هو إلياسُ نفسه، فيكون آل مضافة إلى يس، والمراد بالآل يس نفسه، كما ذكر الأولون.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply