دور الأب في الأسرة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

عندما نتأمل في العلاقة بين الأب وأبنائه، نجد أن هناك عنصرًا أساسيًا يشكل جزءًا كبيرًا من هذه العلاقة، وهو عنصر "الهيبة". هيبة الأب ليست مجرد خوف أو ترهيب، بل هي احترام متبادل يبنى على أساس الحب والثقة.
وقد أشار القرآن الكريم في عدة آيات إلى أهمية البر بالوالدين واحترامهما. قال تعالى: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (الإسراء: 23). وفي هذه الآية، يُعطى الوالدين مكانة خاصة بعد الله تعالى، مما يشير إلى أهمية الاحترام والتقدير لهما.
الأب، بوصفه العمود الفقري للأسرة، يحمل مسؤولية كبيرة في تربية أبنائه على أمر الله وشرعه. قال تعالى: "يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ" النساء:11. وهذا يتطلب منه التوجيه بالمحبة والاحترام، وباللين دون اللجوء إلى العنف. وهو يتفقد حال أبنائه في الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: " مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ". وكذلك أن يسألهم عن تلاوتهم للقرآن وحفظه، وكذلك عن صلتهم بالرحم وأصدقائهم وتعليمهم. فالصلاة وحدها، عندما يتعاهد الأب أبناءه فيها ويصحح أدائهم لها، تخلق جوًا من المحبة والاحترام بينهم.
وفي النهاية، يجب أن نتذكر أن الجزاء من جنس العمل. فبقدر هيبة الأب لله في أبنائه، تكون هيبتهم له. وهذا يؤكد على أهمية دور الأب في تربية أبنائه على الدين والتقوى.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply