شبهة أن النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ - طلق سودة لأنها أسنت


 بسم الله الرحمن الرحيم

 

اعترض النصارى والمستشرقون بان رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) طلق أم المؤمنين سودة لمجرد أنها أسنت و استدلوا استدلال خاطىء بما جاء في الصَّحِيحَينِ مِن حَدِيث هِشَام بن عُروَة عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَة قَالَت : لَمَّا كَبِرَت سَودَة بِنت زَمعَة وَهَبَت يَومهَا لِعَائِشَة فَكَانَ النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) يَقسِم لَهَا بِيَومِ سَودَة . مسلم-كتاب الرضاع-باب جواز هبتها نوبتها لضرتها برقم 1463  . وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عروة قال:لَمَّا أَنزَلَ اللَّه فِي سَودَة وَأَشبَاههَا : {وَإِن اِمرَأَة خَافَت مِن بَعلهَا نُشُوزًا أَو إِعرَاضًا} وَذَلِكَ أَنَّ سَودَة كَانَت اِمرَأَة قَد أَسَنَّت فَفَرَقَت أَن يُفَارِقهَا رَسُول اللَّه (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) وَضَنَّت بِمَكَانِهَا مِنهُ وَعَرَفَت مِن حُبّ رَسُول اللَّه (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) عَائِشَة وَمَنزِلَتهَا مِنهُ فَوَهَبَت يَومهَا مِن رَسُول اللَّه (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) لِعَائِشَة فَقَبلَ ذَلِكَ رَسُول اللَّه (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ). صحيح البخاري-كتاب النكاح-باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها وكيف يقسم برقم 5212   

 

الرد على الشبهة :

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد : من المعلوم أن زواج رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) من سودة –رَضِيَ اللهُ عَنهُا- كان من الأساس زواج رحمة و رأفة لا زواج رغبة فقد تزوجها رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) و هي في السادسة و الستين من عمرها و كانت قد أسلمت مع زوجها و هاجرا إلى الحبشة فراراًً من أذى الجاهلين من قريش و مات بعد أن عادا و كان أهلها لا يزالون على الشرك فإذا عادت إليهم فتنوها في دينها فتزوجها رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) لحمايتها من الفتنة و لكن بعد زمن وصلت أم المؤمنين إلى درجة من الشيخوخة يصعب معها على رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) أن يعطيها كامل حقوقها و فأراد تطليقها أيضاً رأفةً بها كي لا يذرها كالمعلَّقة و كي لا يأتي الجهال في عصرنا و يقولوا أن الرسول (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) لم يكن يعدل بين أزواجه فقالت رَضِيَ اللهُ عَنهُا:  (فإني قد كبرت و لا حاجة لي بالرِّجال و لكنى أريد أن اُبعث بين نسائك يوم القيامة) فأنزل الله تعالى :  { وَإِنِ امرَأَةٌ خَافَت مِن بَعلِهَا نُشُوزًا أَو إِعرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَن يُصلِحَا بَينَهُمَا صُلحًا وَالصٌّلحُ خَيرٌ وَأُحضِرَتِ الأَنفُسُ الشٌّحَّ وَإِن تُحسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرًا}  سورة النساء ، الآية 128  

ذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن خالد ابن عرعرة عن علي بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنهُ أن رجلا سأله عن هذه الآية فقال هي المرأة تكون ثم الرجل فتنبو عيناه عنها من دمامتها أو فقرها أو كبرها أو سوء خلقها وتكره فراقه فإن وضعت له من مهرها شيئاً حل له أن يأخذ وإن جعلت له من أيامها فلا حرج وقال الضحاك لا بأس أن ينقصها من حقها إذا تزوج من هي أشب منها وأعجب إليه  تفسير الإمام القرطبي (5/404)  

وعلمتنا هذه الآية الكريمة أيضاً: المباركة أن إذا امرأة خافت من زوجها أن ينفر عنها أو يعرض عنها فلها أن تسقط عنه بعض حقوقها سواءً نفقة أو كسوة أو مبيت و له أن يقبل ذلك فلا حرج عليها في بذلها ذلك له و لا حرج عليه في قبوله ،  فراجعها رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) و كان يحسن إليها كل الإحسان. والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .  

 

من أهم المصادر والمراجع:

1. تفسير الإمام القرطبي (5/404)  

  موقع اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 4 )

تقسيم الليالي بين زوجات المعدد

-

غريب الدار

14:14:48 2021-02-27

هل يصلح دليلا لكل المعددين ان يبيت عند زوجته الأولى ليلتين وعندالثانية ليلة واحدة يعني يأخذ ليلة واحدة من الثانية أو العكس وهم صغار في السن.والسبب في ذلك الرجل فكر ان يطلق الزوجةالثانية لظرف أولمشاكل بينه وبينها عندها ضعفت الثانية ومضطر ة وطلب منها الزوج يتنازل من ليلة واحدة يعني الجمعة والسبت عندالأولى فوافقت .وليس هي من عرضت وتنازلت مثل سودة رضي الله عنها . وهذا الاخ يستدل بحديث سودة رضي الله عنها. هل ينطبق عليه قصة سودة مع كل معدد في هذا الزمان يوزع الليالي مثل ماأراد . أفيدوني نفع الله بكم.

يا حبيبي يا رسول الله

17:24:41 2021-02-26

لا يمكن ان يكون هو الذي قيل انه على خلق عظيم ان يتخلى عن عجوز لا أهل لها .. وهو الذي يملك زوجات اخريات ويحق له التعدد دون عدد .. فما يضيره ليلة مع زوجة عجوز .. ولكني اعتقد انها كبرت وليست بتلك المرأة التي تريد ملاطفة زوج .. فوهبت ليلتها لعائشة والله أعلم

عليكم بالتحقق

-

خالد

15:19:49 2020-09-16

السلام عليكم حديث تطليقها محكوم عليه بالضعف و ما صح أنها رضي الله عنها خافت أن يطلقها رسول الله عليه الصلاة و السلام و نحن نظن بالرسول عليه الصلاة و السلام كل خير و هو على خلق عظيم و أخلاقه و عظمته فوق ما يروى و أسبق

طلاق النبي لسودة لا يصح

02:04:16 2020-02-15

الأخبار الواردة في تطليق النبي لسودة لا تصح إنما الثابت إنها وهبت يومها طواعية لعائشة حبا فيها