إقامة البرهان في وجوب كسر الأوثان


بسم الله الرحمن الرحيم





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فقد أرسل الله - سبحانه وتعالى - الرسل للدعوة إلى توحيده - سبحانه -، والتحذير من الشرك وعبادة الطواغيت، فقال - تعالى -(ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)، وقال - تعالى -(وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)، وعلى هذا جاءت رسالة خاتم الرسل (فنشر الله به التوحيد وأعلى مناره، ودك به حصون الشرك وقلع آثاره، فصلوات الله وسلامه عليه.

ثم إن الناس مع كر السنين وتعاقب القرون ابتعدوا عن دينهم وجهلوا كثيراً من أمر التوحيد، فصارت قطعيات الدين والتوحيد محل نقاش وسؤال عند كثير من الجهلة وهم جهلة فعلاً وإن كبرت عمائمهم -، ولا غرابة في هذا فقد قال النبي ((بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ).

وإن من أعجب ما حصل في هذا الزمان هو ما تواتر من قيام حكومة (طالبان) الإسلامية بهدم الأصنام والأوثان في بلاد الأفغان، ووالله إنه لخبر أثلج صدور أهل التوحيد وأقر عيونهم، في حين أقض مضاجع أهل الشرك والتنديد على اختلاف أصنافهمº عباد الأوثان، وعباد ما يسمى بالتراث، والعجيب في هذا أنه قد بكى لأصنام (بوذا) المنهزمون من المحسوبين على أهل العلم المنتسبين للإسلام فكانوا في هذا في خندق واحد مع (عباد بوذا) والعياذ بالله-، فاحتضنتهم وسائل الإعلام، وشبهوا على العوام وأشباه العوام، وزعموا أنهم ينكرون بلسان الشرع وكذبوا في ذلك قاتلهم الله أنى يؤفكون-.

فوالله ما يشك صبيان التوحيد وأطفالهم بأن مثل هذا العمل من أعظم القربات وأجل الطاعات، وهو ما بعثت له الأنبياء وأرسلت الرسل، وما كنا نظن أن يأتي زمن نحتاج إلى أن نثبت بالأدلة أن هدم الأوثان والأصنام وأوكار الشرك من أعظم واجبات الدين، ولكننا في زمن أتى بالعجائب.

لذا فبين يديك بحث في إثبات أن كسر هذه الأوثان أمر جاء به الإسلام وأمر به، وأن ما قامت به (طالبان) مما يشكرها عليه أهل التوحيد، وقد قسمت هذا البحث إلى بابين كالتالي:

الباب الأول: في حكم التماثيل:

وتحته أربعة فصول:

الفصل الأول: حكم عمل التماثيل:

الفصل الثاني: عموم حرمة التماثيل:

الفصل الثالث: الأدلة على مشروعية كسر التماثيل:

الفصل الرابع: مذاهب و أقوال أهل العلم في ذلك:

الباب الثاني: في الرد على شبه علماء الضلالة:

وتحته خمسة فصول:

الفصل الأول: شبهة أن الصحابة تركوا التماثيل في البلدان التي فتحوها:

الفصل الثاني: شبهة أن المحرم من التماثيل ما كان يعبد من دون الله فقط:

الفصل الثالث: شبهة أن المصلحة تقتضي ترك هذه التماثيل:

الفصل الرابع: شبهة أن هذه التماثيل لأهل الذمة وهم يقرون عليها:

الفصل الخامس: شبهة قياس هذه التماثيل على لعب البنات:

ثم ختمت هذا البحث بخاتمة بيّنت فيها خطورة الجهل بمثل هذه المسألة.

أسأل الله - تعالى -أن ينفع بهذا البحث من قرأه وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الباب الأول حكم التماثيل

الفصل الأول: حكم عمل التماثيل:

جاء الإسلام لإقامة صرح التوحيد وتشييد أركانه، وهدم قلاع الشرك وإزالة بنيانه، فكان أصل دعوة المصطفى (هو إقامة توحيد الله - سبحانه وتعالى -، وخلع جميع الطواغيت وإزالتها على اختلاف أشكالها- والكفر بها كما قال - تعالى -(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)، وقال - تعالى -(ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)، فاعتنى الشارع بكل ما يقيم صرح التوحيد ويحمي جنابه، ويزيل شوائب ا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply