لماذا يلعنونهما ؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم





من الذي دعا الناس إلى الإسلام؟ …

دعاهم إلى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فمن الذي قام بالدين تصديقا وعلما وعملا وتبليغا من بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟.

قام به الصحابة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضوان الله عليهم..

إذاً فتزكية الصحابة والترضي عنهم وتعديلهم تزكية لدين الإسلام ورضاء به وقبول به، والطعن فيهم ورميهم بالكفر والنفاق طعن في الدين وإفساد لما جاء به الرسول، وموجب للإعراض عما جاء به.

وهذا كان مقصود أول من أظهر بدعة التشيع، وهو عبد الله بن سبأ..

كان قصده الصد عن سبيل الله، وإبطال ما جاءت به الرسل عن الله - تعالى -، ولهذا كان هؤلاء الشيعة يظهرون هذه الحقيقة بحسب ضعف الملة، ويعاونون كل مشرك وكافر على أهل الإسلام، وقد جرب الناس منهم ذلك غير مرة على مر التاريخ، فقد أعانوا التتار المشركين على أهل الإسلام، وأعانوهم على إسقاط الخلافة العباسية، وأعانوا النصارى على المسلمين بالشام ومصر، فهم مع كل عدو على أهل السنة.

قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟، قالوا: أصحاب موسى - عليه السلام -.

وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟، قالوا: أصحاب عيسى - عليه السلام -.

وقيل للرافضة: من شر أهل ملتكم؟، قالوا: أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.

ولهذا لم يجعل الله نصيبا في الفيء، حيث ذكر في سورة الحشر الأصناف التي لها نصيب من الفيء المهاجرين والأنصار ثم قال: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}..

وهم قلوبهم مليئة بالغل والحقد والسب والتكفير للصحابة جميعهم إلا ثلاثة أو خمسة حتى أمهات المؤمنين..

قال الشعبي: \" أحذركم هذه الأهواء المضلة، وشرها الرافضة، لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة، ولكن مقتا لأهل الإسلام وبغيا عليهم (يريدون أن يغمصوا دين الإسلام كما غمص بولص بن يوشع ملك اليهود دين النصرانية)..

قد حرقهم علي - رضي الله عنه - بالنار، ونفاهم إلى البلدان، منهم عبد الله بن سبأ: يهودي من يهود صنعاء نفاه إلى ساباط.. وحرق منهم قوما أتوه فقالوا: أنت ربنا، فأمر بالنار فأججت فألقوا فيها، وقال فيهم علي - رضي الله عنه -: لما رأيت الأمر أمرا منكرا *** أججت ناري ودعوت قنبرا

إن محنتهم محنة اليهود:

قالت اليهود لا يصلح الملك إلا في آل دواد، وكذا قالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي..

وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يبعث الله المسيح الدجال وينزل سيف من السماء، وكذا قالت الرافضة قالوا: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج الرضا من آل محمد، وينادي مناد من السماء: اتبعوه.. \" …

ومشابهة الرافضة لليهود كثيرة لا تنقضي، ولا عجب، فإن التشيع بذرة يهودية في أرض مجوسية سقتها أيد نصرانية..

إن الرافضة يكرهون صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حملة الدين والمبلغين له، وعلى رأسهم أبا بكر وعمر، ويلعنونهما مع عثمان بعد كل صلاة، وقد بلغ بهم كراهيتهم للصحابة رضوان الله عليهم أنهم يكرهون التسمي بأبي بكر وعمر وعثمان، والتكلم بلفظ عشرة أو فعل شيء يكون عشرة، حتى في البناء لا يبنون على عشرة أعمدة، والسبب بغضهم خيار الصحابة وهم العشرة المبشرون بالجنة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة، هؤلاء يبغضونهم إلا عليا لحاجة في نفوسهم، ويبغضون سائر المهاجرين والأنصار.

وأما علي فعامتهم قد يحبونه، لكن علماءهم والعارفين منهم بحقيقة التشيع فهم يبغضون الإسلام وكل شيء ينتمي إليه، وإنما يخاطبون أقوامهم كل بحسب مرتبه، يقول القاضي أبو بكر بن الطيب:

\"فقالوا للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلما أن تجعل التشيع عنده دينك وشعارك، واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين، والتبريء من تيم وعدي، وبني أمية وبني العباس، وأن عليا يعلم الغيب! يُفوض إليه خلق العالم!!..

وما أشبه ذلك من أعاجيب الشيعة وجهلهم.. \"

إلى أن قال:

\" فإذا أنست من بعض الشيعة عند الدعوة إجابة ورشدا، أوقفه على مثالب علي وولده\".

إن أعظم شيء يتعلق به الروافض إمامة علي وأولاده من بعده وتولي آل البيت، إلى اثني عشر إماما، ومن هنا سموا بالإمامية، وليس لهم في ذلك أي مستند شرعي أو عقلي، لكن إنما يفعلون ذلك من أجل خديعة المسلمين كي ينساقوا إلى دينهم بحجة محبة آل البيت، حتى إذا تم لهم ذلك عرفوا من آنسوا منه ضلالة وغيا بحقيقة مذهبهم وأنه إبطال لشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فطعنوا ليس في الصحابة فحسب، بل في علي أيضا، بل في محمد - عليه الصلاة والسلام -، كل ذلك ثأرا وحقدا على الإسلام والمسلمين والنبي وأصحابه إذ كانوا السبب في زوال دولتهم فارس:

فما مذهب التشيع إلا إحياء لدين الفرس الزائل..

والقصة تبدأ من حين بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - الرسل إلى أمم الأرض وملوكها يدعوهم إلى الإسلام، فأرسل إلى ملك الروم هرقل، وكان رجلا حذاء ينظر في النجوم، وكان عنده علم بحلول زمن يظهر فيه نبي، فلما بلغته رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يسلم لكنه خشي على ملكه، فرد ردا جميلا..

أما كسرى ملك الفرس فإنه لما أتاه الكتاب مزقه كبرا وجهلا وعنادا، فدعا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (مزق الله ملكه)..

فلم تمض أعوام حتى مزق الله ملك فارس.. فمن الذي مزقه؟ …

مزقه بإذن بالله رجال حفاة عرب مشتتون ليسوا أهل قوة ولا حضارة كانوا إلى عهد قريب تحت حكمهم وحكم الروم، ولا يخطر ببالهم يوما ما أن ينازعوا كسرى ملكه، والفرس أهل حضارة وقوة وكبرياء، فلما زالت دولتهم على أيديهم كانت الفاجعة عظيمة لم يستوعبه القوم، فحنقوا على الإسلام، وكادوا له، فلجأت جماعات منهم إلى إظهار الإسلام وإبطان الكفر، انتحلوا آل البيت، ونادوا بحقوق آل البيت ونصرتهم، وقد كان آل البيت قد تعرض للبخس والظلم من قبل الولاة، فوجدوا لأجل ذلك تجاوبا من كثير من الناس دون أن يدركوا حقيقة دعوتهم، لكن لماذا آل البيت بالذات؟..

انتحلوا آل البيت لأنه البيت الأول في الإسلام تعظيما وفخرا وشرفا ومحبة وإجماعا...

وسبب آخر:

أنهم قوم نشأوا على تعظيم آل كسرى وتأليههم، حتى ترسخ فيهم هذا الاعتقاد، فلما زال آل كسرى بزوال دولتهم ومات آخر ملوكهم يزدجرد كان لا بد في عقيدهم من آل آخر يحل محلهم، فكان آل البيت هو الآل المناسب بكل المقاييس، حيث إنه البيت المعظم في الإسلام والمقدم على سائر الناس، ومن حيث إن العرق الكسروي اتصل به، حيث تزوج الحسين بن علي ابنة كسرى عندما جيء بها سبية إلى المدينة، فولدت زين العابدين علي بن الحسين بن علي، الإمام بعد أبيه في نظر الشيعة، فاتصل البيتان، وكان في ذلك تحقيق أرب الشيعة الحانقين على الإسلام فركبوا محبة آل البيت، وأظهروا ذلك، وأضمروا الحقد على الإسلام، فانخدع بهم من لا علم عنده بحقيقة حالهم، وبحقيقة دين الإسلام..

فهم كاذبون في محبة آل البيت، ما زعموا محبتهم إلا لحاجة فاسدة في نفوسهم، فمما يبين ذلك أنهم خصوا هذه المحبة الظاهرة بآل علي وفاطمة، أما عائشة فهي عندهم كافرة زانية، وسائر أمهات المؤمنين كافرات..

إذن هو تول لبعض آل البيت دون بعض لحاجة معلومة، وإلا لو كانوا صادقين، لتولوهم جميعا، فكلهم ممن - رضي الله عنهم - وماتوا مسلمين.

إن الله - تعالى -قد رضي عن الصحابة، قال - تعالى -: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان - رضي الله عنهم - ورضوا عنه}.. - {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}.. - {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوهم من أثر السجود}.

أما الأحاديث فمنها قوله - عليه الصلاة والسلام -:

- (لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة)..

- (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه)..

- (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر).

وقال ابن عباس: (لاتسبوا أصحاب محمد، فلمقام أحدهم ساعة ـ يعني مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ خير من عمل أحدكم أربعين سنة) رواه ابن بطة بإسناد صحيح، وفي رواية وكيع: (خير من عبادة أحدكم عمره)..

ولقد صدق عبد الله بن مسعود في وصفهم حيث قال: \" إن الله - تعالى -نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون عن دينه، فما رآه المسلمون حسنا، فهو عند الله حسن، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيء\".

لكن الروافض لا يؤمنون بكل ما سبق، فالقرآن عندهم محرف لا يثبت، ولهم كتاب في ذلك هو: \"فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب\" للطبرسي، وإذا كان الصحابة كفارا بحسب زعمهم فلا حجة في السنة ولا في أقوالهم..

والروافض لا يتورعون من الكذب، فدينهم دين الكذب، وهم يقولون: \"التقية تسعة أعشار الدين\"،

ويقولون عمن يزعمون أنهم أئمتهم: \" التقية ديني ودين آبائي\"..

فإذا قابلوا خصما لهم فقال لهم أنتم تقولون: القرآن محرف والصحابة كفار، وعلي يفوض إليه أمر العالم، وغير ذلك من ضلالاتهم قالوا بملء فيهم:

نحن لا نقول ذلك، مع أنهم يقولون، لكن دينهم الكذب، فهم يكذبون مع خصومهم بلا تردد، ولذا يجب عدم الانخداع بهم، ومحاكمتهم إلى كتبهم، وأن يقال لهم: إن كنتم حقيقة لا تقولون بذلك، فتبرءوا من الكافي، الذي هو عندهم كالقرآن عندنا، وأعلنوا ذلك، واجمعوا كل نسخه، ومن ثم حرقوها، فإن فعلتم ذلك صدقناكم، أما أن تزعموا أنكم لا تقولون بما اشتهر عنكم، وفي نفس الوقت تتولون الكافي وتعتمدونه وتقرون بكل ما فيه، فذلك ينسف دعواكم من الأساس، حيث إن الكافي يحتوي على كل ما ذكرناه عنكم وأكثر، ومع ذلك أنتم تجعلونه أحسن من كتاب الله - تعالى -، وتتبعون كل ما فيه..

إن هذا الدين متين، وهو باق أبدا إلى يوم الدين، وأعداؤه كثيرون، وألدهم وأخطرهم ذلك العدو الذي هو من داخل المسلمين، والذي يتمسح بالإسلام ويزعم اتباعه والدين منه براء، لذا ليس كل من انتسب إلى الإسلام فهو مسلم، حتى يدين بالدين الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولا يمكنه ذلك إلا إذا ترضى عن الصحابة وتولاهم وأخذ وعمل بما بلغوه، فإذا كان يكفرهم فمعنى ذلك الإعراض عما جاءوا به وبلغوه، أي الإعراض عن دين الإسلام، وهذا حقيقة مذهب الرفض..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply