أقسام الناس فيما يجب في حقهم من الولاء والبراء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 





الناس في الولاء والبراء على ثلاثة أقسام:

القسم الأول:

من يحب محبة خالصة لا معاداة معها، وهم المؤمنون الخلَّص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وفي مقدمتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -º فإنه تجب محبته أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين، ثم زوجاته أمهات المؤمنين، وأهل بيته الطيبين، وصحابته الكرام، خصوصا الخلفاء الراشدين، وبقية العشرة، والمهاجرين والأنصار، وأهل بدر، وأهل بيعة الرضوان، ثم بقية الصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين، ثم التابعون والقرون المفضلة وسلف هذه الأمة وأئمتهاº كالأئمة الأربعة.

قال - تعالى -: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفِر لَنَا وَلِإِخوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجعَل فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.



ولا يبغض الصحابة وسلف هذه الأمة من في قلبه إيمان، وإنما يبغضهم أهل الزيغ والنفاق وأعداء الإسلام، كالرافضة والخوارج، نسأل الله العافية.



القسم الثاني:

من يبغض ويعادي بغضا ومعاداة خالصين لا محبة ولا موالاة معهما، وهم الكفار الخلص من الكفار والمشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين على اختلاف أجناسهمº كما قال - تعالى -: {لَا تَجِدُ قَومًا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادٌّونَ مَن حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءَهُم أَو أَبنَاءَهُم أَو إِخوَانَهُم أَو عَشِيرَتَهُم}، وقال - تعالى - عائبا على بني إسرائيل: {تَرَى كَثِيرًا مِنهُم يَتَوَلَّونَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئسَ مَا قَدَّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيهِم وَفِي العَذَابِ هُم خَالِدُونَ وَلَو كَانُوا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مَا اتَّخَذُوهُم أَولِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنهُم فَاسِقُونَ}.



القسم الثالث:

من يحب من وجه ويبغض من وجه، فيجتمع فيه المحبة والعداوة، وهم عصاة المؤمنينº يحبون لما فيهم من الإيمان، ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر والشرك.

ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهمº فلا يجوز السكوت على معاصيهم، بل ينكر عليهم، ويؤمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، وتقام عليهم الحدود والتعزيرات حتى يكفوا عن معاصيهم ويتوبوا من سيئاتهم، لكن لا يُبغَضون بغضا خالصا ويتبرأ منهمº كما تقوله الخوارج في مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك، ولا يُحَبٌّون ويوالون حبا وموالاة خالصين كما تقوله المرجئة، بل يعتدل في شأنهم على ما ذكرناº كما هو مذهب أهل السنة والجماعة.



والحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان، والمرء مع من أحب يوم القيامةº كما في الحديث.

وقد تغير الوضع وصار غالب موالاة الناس ومعاداتهم لأجل الدنياº فمن كان عنده مطمع من مطامع الدنياº والوه، وإن كان عدوا لله ولرسوله ولدين المسلمين، ومن لم يكن عنده مطمع من مطامع الدنياº عادوه، ولو كان وليًّا لله ولرسوله عند أدنى سبب، وضايقوه واحتقروه.



وقد قال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: \"من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في اللهº فإنما تنال ولاية الله بذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا\". رواه ابن جرير.



وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -º قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله - تعالى - قال من عادى لي وليًّاº فقد آذنته بالحرب) الحديث. رواه البخاري.



وأشد الناس محاربة لله من عادى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسبهم وتنقصهم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاº فمن آذاهمº فقد آذاني، ومن آذانيº فقد آذى الله، ومن آذى اللهº يوشك أن يأخذه). أخرجه الترمذي وغيره.



وقد صارت معاداة الصحابة وسبهم دينا وعقيدة عند بعض الطوائف الضالة!! نعوذ بالله من غضبه وأليم عقابه، ونسأله العفو والعافية.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply