فضل التوكل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 





التوكل مأخوذ من الوكالة، يقال: وكّل فلان أمره إلى فلان، أي فوض أمره إليه، واعتمد عليه، فالتوكل عبارة عن اعتماد القلب على الموكّل.

وقد أثنى الشرع على المتوكلين، فقال الله - تعالى -\"وعلى الله فليتوكل المؤمنون\"وقال - عز وجل -:\"ومن يتوكل على الله فهو حسبه\". وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه يدخل الجنة من أمته سبعون ألفًا لا حساب عليهم، ثم قال:\"هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون\".

وعن عمر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: \"لو أنكم توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا\".

وقد يظن البعض أن معنى التوكل ترك الجهد بالبدن، والاكتفاء فقط بدعاء القلب للخالق، وهذا ظن خاطئ، فإنما يظهر تأثير التوكل في حركة العبد وسعيه إلى مقاصده، وسعي العبد إما أن يكون لجلب مصلحة أو دفع ضرر، وفي كل الأحوال، على العبد أن يسعى، ويبذل ما يستطيع، ويعقد نيته- وهو في سعيه- متوكلاً على ربه، جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال:\"اعقلها وتوكل\"، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: المتوكل الذي يُلقي حَبَّه في الأرض، ويتوكل على الله.

فهؤلاء هم المتوكلون الذين أثنى عليهم ربنا سبحانه، والذين يدخلون الجنة بلا حساب، أما المتواكلون الذين يجلسون في بيوتهم ويتمنون على الله الأمانيّ، فأولئك لن ينالوا شيئا في الدنيا، فإن السماء -كما قال عمر - رضي الله عنه - لا تمطر ذهبا ولا فضة، ويوم القيامة سيحاسبهم الله - تعالى - حساباً عسيراً على تقاعسهم وكسلهم.

اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من المتوكلين الذين ترزقهم كما ترزق الطير في الدنيا، وتدخلهم الجنة بغير حساب في الآخرة..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply