كلمات في العقيدة أدعية الأنبياء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 





- الدعاء هو العبادة

يحرص صاحبي على رفع يديه بعد كل صلاة - فرض أو نافلة - يدعو الله تبارك وتعالى... وربما بقي رافعاً يديه لأكثر من خمس دقائق بين الأذان والإقامة يلهج بالدعاء..

اجتمعنا في المسجد بعد صلاة المغرب وكانت نيتي أن أمكث حتى صلاة العشاء.. كان صاحبي في طريقه للخروج من المسجد.. فلما انتبه إلي جالساً.. أتاني.. جلس وهو ينظر إلى ساعته..

- سأمكث عشر دقائق - على الكثير - لدي مسألة أريد رأيك فيها.. وضعت المصحف على المنضدة بجواري.. أعرته انتباهي..

- ما معنى دعاء الحاجة ودعاء العبادة.. والفرق بينهما؟! فقد سمعت في إذاعة القرآن شيخاً يقول.. -وإجماع العلماء أن دعاء العبادة أفضل من دعاء الحاجة-.... ولم أعرف اسم الشيخ المتحدث.

اعتدلت في جلستي...

- دعاء العبادة أن تذكر الله وتثنى عليه دون ذكر مباشر لمرادك ودعاء الحاجة أن تسأل الله أن يقضي حاجتك من شفاء مرض أو رزق حلال أو صلاح ولد... إلى غير ذلك من حاجات البشر...

- ولماذا كان الأول أفضل؟!

- دعاء العبادة أفضل لأنه أحب إلى الله.. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -: \" لأن السائل غايته حصول مطلوبه ومحبوبه هو أما المثني على الله فهو ذاكر لما يحبه الله لا لما يحبه العبد فلذلك ينال مراده وأكثر-... وكذلك دعاء العبادة هو الذي لجأ إليه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجميعن...



- هل لك أن تزيدني توضيحاً...

- لنبدأ بقول الله - تعالى -... في سورة نوح { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً} فأمر نوح قومه بالإكثار من الاستغفار وأخبرهم أن نتيجة الاستغفار - الغيث والمال والبنون والجنات والأنهار-...

وهذا دعاء عبادة... وهو كثرة الاستغفار... فمن أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب... ومن أمثلة دعاء العبادة كثرة الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -... كما في الحديث عندما استشار الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أن يجعل دعاءه كله الصلاة عليه بشره الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال.. :(إذن تكف همّ الدنيا والآخرة) ... ولو تتبعنا أدعية الأنبياء في القرآن... مثلاً دعاء ذي النون في بطن الحوت لم يكن اللهم نجني من هذه الظلمات.. وإنما – {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} ... فاستجاب الله له... وإبراهيم - عليه السلام - عندما ألقي في النار لم يقل اللهم نجني من النار... وإنما قال: حسبي الله ونعم الوكيل.. وأيوب - عليه السلام - وقد مسه الضر سنوات طويلة قال: { مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }... والرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا أصابه كرب كان دعاؤه... -لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم- متفق عليه...

- وهكذا كان دعاء الأنبياء وهو أبلغ الدعاء.. ثناء على الله... ولجوء إلى الله بصفاته دون ذكر مباشر للحاجة... فلا ينبغي للمؤمن أن يلجأ إلى الله وقت الحاجة فقط يرجو قضاء حاجته فإن الكافر كذلك يلجأ إلى الله إذا تقطعت به الأسباب..وإنما المؤمن يجب أن يكون على ذكر دائم لله - عز وجل - فمن عرف الله في الرخاء عرفه الله في الشدة..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply