تعليق التمائم و الحروز


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أذن النبي صلى الله عليه وسلم : في الرقية بالقرآن والأذكار والأدعية ما لم تكن شركا أو كلاما لا يفهم معناه º لما روى مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك قال : (كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف نرقي في ذلك . فقال أعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ) . صحيح مسلم (2200 ) .

وقد أجمع العلماء على جواز الرقى إذا كانت على الوجه المذكور آنفا مع اعتقاد أنها سبب لا تأثير له إلا بتقدير الله تعالى . أما تعليق شيء بالعنق أو بربطه بأي عضو من أعضاء الشخص . فإن كان من غير القرآن فهو محرم بل شرك º لما رواه الإمام أحمد في مسنده عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم (رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال : ما هذا؟ قال : من الواهنة فقال : انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا ، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا ) سنن ابن ماجه الطب (3531) ، مسند أحمد بن حنبل (4/445).

 

وما رواه عن عقبة بن عامر عنه صلى الله عليه وسلم قال : (تعلق بتميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له ) . مسند أحمد بن حنبل (4/154)

 

وفى رواية لأحمد أيضا : (من تعلق تميمة فقد أشرك ) مسند أحمد بن حنبل (4/156).  وما رواه أحمد وأبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) سنن أبو داود الطب (3883) ، سنن ابن ماجه الطب (3530) ، مسند أحمد بن حنبل (1/381).

وإن كان ما علقه من آيات القرآن فالصحيح أنه ممنوع أيضا º لثلاثة أمور هي :

 1- عموم أحاديث النهي عن تعليق القائم ولا مخصص لها .

2 - سد الذريعة º فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك .

3 - أن ما علق من ذلك يكون عرضة للامتهان بحمله معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء والجماع ونحو ذلك .

كتابة سورة أو آيات من القرآن في لوح أو طين أو قرطاس وغسله بماء أو زعفران أو غيرهما ، وشرب تلك الغسالة رجاء بركة أو استفادة علم أو كسب مال أو صحة وعافية ونحو ذلك ، فلم نعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله لنفسه أو غيره ، ولا أنه أذن فيه لأحد من أصحابه أو رخص فيه لأمته مع وجود الدواعي التي تدعو إلى ذلك ، ولم يثبت في أثر صحيح فيما علمنا من أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنه فعل ذلك أو رخص فيه ، وعلى هذا فالأولى تركه ، وأن يستغني عنه بما ثبت في الشريعة من الرقية بالقرآن وأسماء الله الحسنى ، وما صح من الأذكار والأدعية النبوية ونحوها مما يعرف معناه ، ولا شائبة للشرك فيه ، وليتقرب إلى الله بما شرع º رجاء للمثوبة ، وأن يفرج الله كربته ويكشف غمته ، ويرزقه العلم النافع . ففي ذلك الكفاية ، ومن استغنى بما شرع الله أغناه الله عما سواه . والله الموفق .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

 

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن عبد الرحمن الغديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply