كيف تقوم الحجة من غير فهم الحجة ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 



الأخ السائل عن قيام الحجة وفهم الحجة، وتقول: كيف تقوم الحجة من غير فهم الحجة، مع أن فهم الحجة شرط في قيام حجة الله على عباده مؤمنهم وكافرهم، لأنه - سبحانه و تعالى - جعلها شرطاً في تكليف عموم الناس.

وجئت بأقوال عن الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - أشكلت عليك، وتقول: إنه خلاف ما تعلم من وجوب تكفير من يستغيث بغير الله وإن لم تقم عليه الحجة؟



* * * * * * * * * *



أما بعد..

الجواب: أشكر لك أيها السائل الكريم حرصك على معرفة أحكام هذه المسائل قبل الخوض فيها، فإنها من المسائل التي انزلقت أقدام كثير من الناس فيها لجهلهم بأدلتها الشرعية، وعدم قدرتهم على فهمها إن ظفروا بها، وعدم قدرتهم على الجمع بين ما ظاهره التعارض فيها، وهي مسائل شديدة خطورتهاº لأنها تنبني عليها أحكام دنيوية وأخروية كثيرة حرجة للغايةº لذلك حذر أهل العلم الناس الخوض فيها، وألجموا ألسنة العوام وأنصاف المتعلمين من اقتحام لجج بحارها، وأمروهم أن يصرفوا أنظارهم عنها، وأن يكلوا أمرها لمن قدر من أهل العلم واحتاج إلى أن يتكلم ويبين الصواب من غير الصواب فيهاº لأن الحكم على إنسان قد نطق بالشهادتين بأنه خرج من الدين لا يجوز أن يقدم عليه أحد إلا ببرهان أوضح من الشمس في رابعة النهار.



قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-: يجب على من نصح نفسه ألا يتكلم في هذه المسألة إلا بعلم وبرهان من الله، وليحذر من إخراج رجل من الإسلام بمجرد فهمه واستحسان عقله، فإن إخراج رجل من الإسلام وإدخاله فيه من أعظم أمور الدين... وقد استزل الشيطان أكثر الناس في هذه المسألة، فقصر بطائفة فحكموا بإسلام من دلت نصوص الكتاب والسنة والإجماع على كفره، وتعدى بآخرين فكفروا من حكم الكتاب والسنة والإجماع بأنه مسلم.



أما سؤالك عن الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة، فالجواب: اعلم - علمني الله وإياك ما ينفعنا وجنبنا ما يكون سبباً لضلالنا- أن قضية التكفير لها ضوابط وموانعº فمن أهم ضوابطه: الاحتياط في تكفير المعين، فلا يطلق السلف الكفر على المعين لمجرد وقوعه في أمر كفري، بل يذكرون من اتصف بصفته على العموم أنه كافرº كقولهم: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، ومن استحل معلوماً من الدين بالضرورة فهو كافر، لكن هذا لا يعني أن كل من قال القرآن مخلوق فهو كافرº لأنه قد يكون ممن لم تبلغه الحجة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: الشخص المعين الذي قال ذلك القول، أو فعل ذلك الفعل لا يحكم بكفره حتى تقوم الحجة عليه التي يكفر تاركها.



وقال: تكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يحكم عليه بأنه من الكفار لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية التي يتبين بها أنهم مخالفون للرسل... فليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين، وإن أخطأ وغلط حتى تقوم عليه الحجة وتبين له المحجة، ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزال إلا بعد قيام الحجة، وإزالة الشبهة.



ومن ضوابط التكفير: أن لا نحكم إلا بما ظهر لنا، أما الظنون والأوهام فلا سبيل إلى التكفير بها، قال - تعالى - [يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً] وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله فحسابهم على الله - عز وجل -)) متفق عليه واللفظ للإمام أحمد. وقال - صلى الله عليه وسلم - لأسامة - رضي الله عنه -: ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟)) رواه مسلم.



إذا فهمت هذا - بارك الله فيك - تبين لك أن كثيراً من ألفاظ التكفير التي ترد في النصوص وفي أقوال العلماء ليست على إطلاقها، وفهمها لا يصح أن يوكل إلى كل إنسان، بل الراسخون في العلم هم أهلها.



أما مسألة قيام الحجة، والفرق بين قيامها وفهمها، فاعلم أن العلماء مجمعون على أنه لا بد من قيام الحجة لينفذ الوعيدº لقول الله - تعالى -: [وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً] وقوله - تعالى -: [ما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا] وقوله - تعالى -: [لأنذركم به ومن بلغ].



والجهل لا شك أنه عذر مانع من التكفير، لكن الكلام عليه مبني على متى يكون المعين جاهلاً جهلاً يعذر بهº لأن الجهل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأفراد، ويختلف باختلاف الأمر المكفر الذي وقع فيه، وهذه مسائل تكلم فيها العلماء - رحمهم الله - كثيراً، ولهم أقوال مقيدة ومطلقة، وبعضها ظاهره التناقض كبعض ما أوردت أيها السائل، لكن إذا جمعتها تبين لك المراد منها، فقد تجد عالماً يذكر حكم الفعل في موطن ولا يذكر الأعذار المانعة من تطبيق الحكم على فاعله، وفي موضع آخر يبسط القول فيها ويذكر ما يعذر به فاعله، فيلتبس الأمر على غير العالم الذي ينظر في هذه المسائل وهو غير عالم بها ويظن أن بين القولين تناقضاً، وليس كذلك.



وقد يحكم على من قال: المدد يا عبد القادر، بمجرد قولهº لأنه ممن قامت عليه الحجة، إما بذكر الأدلة المبينة لحكم هذا القول، وأن صاحبه يكفر به، أو لكون القائل ممن عاش في بلد انتشر فيه العلم والعلماء، وقد يعذر غيره ولا يحكم عليه بالكفرº لأنه حديث عهد بإسلام، أو لأنه عاش في بادية بعيداً عن العلم والعلماء، كما جاء في حديث حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن نقولها)) فقال صلة لحذيفة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثاً، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة، تنجيهم من النار، يا صلة، تنجيهم من النار، يا صلة، تنجيهم من النار. رواه ابن ماجه والحاكم وصححه.



قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: لله أسماء وصفات لا يسع أحداً ردها، ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهلº لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر.



وقال القاضي ابن العربي المالكي –رحمه الله-: الجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً، أو كافراً فإنه يعذر بالجهل والخطأ، حتى تبين له الحجة التي يكفر تاركها بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله، وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام، مما أجمعوا عليه إجماعاً قطعياً يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل... ولم يخالف في ذلك إلا أهل البدع.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان، وكان حديث العهد بالإسلام، فأنكر هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -.



وقال الإمام ابن قدامة المقدسي – رحمه الله -: لا خلاف بين أهل العلم في كفر من تركها (الصلاة) جاحداً لوجوبها إذا كان ممن لا يجهل مثله ذلك، فإن كان ممن لا يعرف الوجوب كحديث الإسلام والناشيء بغير دار الإسلام، أو بادية بعيدة عن الأمصار وأهل العلم، لم يحكم بكفره، وعرف ذلك، وتثبت له أدلة وجوبها، فإن جحدها بعد ذلك كفر، أما الجاحد لها ناشئاً في الأمصار بين أهل العلم فإنه يكفر بمجرد جحدها.



ومثل هؤلاء من ينشأ في دار فيها علماء لكنهم لا يهتمون بالتوحيد ولا يعلمونه الناس، ولا ينهونهم عن الشرك إذا رأوهم يقعون فيه، أو يخافون من إظهار التوحيد والنهي عن الشركº لأن أهل الشرك هم أهل الصولة والجولة في بلادهم، فمثل من نشأ في مثل هذه البلاد ولا يعرف التوحيد قد يعذر بجهله.



قال العلامة القرافي المالكي - رحمه الله -: عدم العذر بالجهل فيه (التوحيد) من باب تكليف مالا يطاق.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وأما الفرائض الأربعة، فإذا جحد وجوب شيء منها - بعد بلوغ الحجة - فهو كافر، وكذلك من جحد تحريم شيء من المحرمات الظاهرة المتواتر تحريمهاº كالفواحش والظلم والكذب والخمر ونحو ذلك، وأما من لم تقم عليه الحجةº مثل أن يكون حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، لم تبلغه فيها شرائع الإسلام ونحو ذلك، أو غلط فظن أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يستثنون من تحريم الخمر، كما غلط في ذلك الذين استتابهم عمر، وأمثال ذلك، فإنهم يستتابون وتقام الحجة عليهم، فإن أصروا كفروا حينئذ، ولا يحكم بكفرهم قبل ذلك.



وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهمº لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم.



وقال: نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه، وكذلك من عبد الأوثان بعدما عرف أنها دين المشركين وزينها للناس، فهذا الذي أكفره وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلا رجلاً معانداً، أو جاهلاً. والله أعلم. وقال: وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم.



وقال: فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة.



وقال وهو يعلق على حديث ((ذات أنواط)): المسلم إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر.



وقال ابنه عبد الله - رحمه الله -: لعدم من يناضل في هذه المسألة في وقته بلسانه وسيفه وسنانه، فلم تقم عليه الحجة ولا وضحت عليه المحجة.



وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن - رحمه الله -: ولكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه.



وقال: ولا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر.



وقال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله -: ونحن لا نكفر أحد بذنب دون الشرك الأكبر الذي أجمعت الأمة على كفر فاعله إذا قامت عليه الحجة، وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد، كما حكاه في ((الإعلام)) ابن حجر الهيتمي.



وقال الشيخ عبد الله أبا بطين - رحمه الله - عمن استغاث بغير الله: لا يمكن تكفيرهم حتى يبين لهم ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أي لم يمكن تكفيرهم بأشخاصهم وأعيانهم، بأن نقول: فلان كافر، ونحوه، بل يقال: هذا كفر، ومن فعله كافر.



فالحجة –أيها السائل اللبيب- تختلف من بلد إلى آخر ومن زمن إلى آخر ومن فرد إلى آخر، وهذا يجعل الواجب علينا عظيماً في تبليغ دين الله للعالمين، وتبصير المسلمين، وبيان أهمية التوحيد وخطر الشرك والمشركين.



والحجة على العباد تقوم بإرسال الرسل وإنزال الكتب وبلوغ نصوصهما إلى الناس وتأهلهم لمعرفتها، وتمكنهم من العلم بها، أما تقصير الفرد في تعلم الحجة فليس بحجة له على الجهل، بل يرفع العذر بالجهل متى بلغ الإنسان النص الشرعي الناهي عن دعاء غير الله - تعالى -.



قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية، أو يكون في مسألة خفيةº مثل الصرف والعطف، فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة.



وقال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله -: لا تقوم الحجة إلا بمن يحسن إقامتها، وأما من لا يحسن إقامتهاº كالجاهل الذي لا يعرف أحكام دينه ولا ما ذكره العلماء في ذلك، فإنه لا تقوم به الحجة.



فالمعين إذا بلغه النص الشرعي من كلام الله - تعالى - وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - ممن يحسن التبليغ والكلام بما يفهمه المخاطب ويعقله، ويعرف المراد منه، فإنه تقوم بقوله الحجة.



والمراد بالفهم هنا فهم الدلالة لا فهم هداية التوفيق، فإن فهم هداية التوفيق لا يكون إلا لمن أراد الله به الخير، وهو هبة من الله - تعالى - لا يعطيها كل عبد إلا الموفق، لكن فهم الدلالة وهو المناط في قضيتنا هذه، فهذا لا يمنعه الله - تعالى - عن أحد من خلقه إلا أن يكون مجنوناً، أو صغيراً لا يميز، فمثل هؤلاء لا تكليف عليهم، ولا تقوم عليهم الحجة ببلوغ الرسالة إليهم، وهم معذورون عند الله - تعالى -، أما من بلغه الخطاب وهو أهل لفهمه ومعرفة دلالته يكون الحق قد تبين له، وتكون الحجة قد قامت عليه، ولا يعذر بالجهل، ولو ادعى أنه لم يفهم، أو قال: إن هذا الكلام غير صحيح ولا يعقل، فإنه لا يقبل قوله، ولو كان عدم قبوله للحق بسبب شبهة عرضت لهº لأنه كقول المشركين تماماً حين بلغتهم الحجة، لجوا في طغيانهم، واستنكروها، وقالوا [أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب].



قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: كما كان الكفار كلهم تقوم عليهم الحجة بالقرآن مع قول الله [وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه] وقوله [إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون].



ويمكن أن نلخص ما قلناه في نقاط:

(1)التكفير من أخطر وأدق المسائل التي يجب على من نصح نفسه أن يبتعد عنها ويكل أمرها إلى أهل العلم الراسخين.

(2)التكفير لا يكون إلا بأمر ظاهر جلي أوضح من الشمس في رابعة النهار.

(3)التكفير مزلق وقع بسببه كثير من الجهلة وأنصاف المتعلمين حين خاضوا فيه.

(4)التكفير تنبني عليه أحكام دنيوية وأخروية كثيرة حرجة للغاية فلا يظنن مطلقه أن أمره ينتهي بإطلاقه (5)أهم ضوابط التكفير: الاحتياط في تكفير المعين، وأن لا يحكم إلا بالظاهر.

(6)أجمع العلماء على وجوب قيام الحجة.

(7)الجهل الذي يعذر صاحبه به يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأفراد، ويختلف باختلاف الأمر المكفر الذي وقع فيه.

(8)حديث العهد بالإسلام، ومن عاش في بادية بعيداً عن العلم والعلماء، إذا وقع في مكفر ولم يكن قد بلغته الحجة يعذر بجهله.

(9)الحجة تختلف من بلد إلى آخر ومن زمن إلى آخر ومن فرد إلى آخر بحسب الجهل ووجود من يبلغ الحجة.

(10)الفهم يكون فهم دلالة ويكون فهم هداية التوفيق، فمن فهم فهم الدلالة، وهو أن يفهم معنى النص من الكتاب أو السنة، فقد قامت عليه الحجة، واتضحت له المحجة، ولا يلزم أن يفهم فهم التوفيق، فإن فهم التوفيق هبة من الله - تعالى - يعطيها من شاء من عباده. [ولا يظلم ربك أحد].

وفي الختام، أنصحك - أخي السائل - بالاهتمام بطلب العلم الشرعي من خلال العلماء الراسخين في العلم السائرين على هدي سلف هذه الأمة الأخيار، الذين تراهم على تقوى واستقامة، فإن لم تجد، فأوصيك بمتابعة الدروس والدورات العلمية من خلال المواقع الموثوقة على الشبكات العالمية، وكثير منها تبث دروسها ودوراتها العلمية.

وأما ما ذكرت من الجماعات والاضطرابات التي تحصل وكثرة القيل والقال، فأوصيك بالابتعاد عن مواطن الفتن، والاعتصام بالكتاب والسنة حتى يرزقك الله البصيرة في أمورك، واحذر الخوض في أعراض المسلمين وإن خالفوك، واحرص على جمع الصف ووحدته، وانبذ الخلاف وأهله، وأكثر من الدعاء فإنه نعم السلاح لك.

والله الموفق.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply