كلمات في العقيدة - لعنة الله !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 





بعد حديثنا عن لعنة الملائكة لبعض الناس ممن يستحقون اللعنة نتيجة ذنوب عظيمة وقعوا فيها سألني صاحبي:

- وماذا عن لعنة الله؟!

- هذه طامة كبرى.. فإنه إذا لعن الله شخصاً هلك.. ولا يلعن الله شخصاً ثم يخرجه من اللعن!! وهذا هو الفرق بين لعنة الله.. ولعنة المخلوقين.. فإن المخلوق - مثلاً الملائكة - إذا لعنت فإنها إنما تدعو على الملعون بالطرد من رحمة الله... أما إذا لعن الله عبداً بعينه فإنه طرده من رحمته فلا يعود إليها.

قاطعني...

- وهل لعن الله أحداً بعينه؟!

- نعم.. لعن الله إبليس... فقال: - عز وجل - عن إبليس -لعنه الله- 118 النساء... ولعن الله من قتل مؤمناً متعمداً -ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً-النساء: 93-.

قاطعني..

- ولكن قلت أن الذي يلعنه الله بعينه لا يرجع إلى رحمة الله... فكيف إذا تاب قاتل المؤمن متعمداً ألا يتوب الله عليه؟!

- طبعاً يتوب الله على من تاب... ولو كان وقع قبل ذلك في الشرك... ولكن ما قصدته أنه إذا لعن الله شخصاً - كما لعن إبليس - أما اللعنة في آية النساء فهي على من وقع في هذا الذنب عموماً وليست تعييناً لمخلوق معين... مثلاً عندما قال الله - تعالى - في أبي لهب... تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى ناراً ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ... فهنا ذكر أبا لهب بعينه وذكر زوجته خصوصاً... ومع أنهما سمعا هذه الآيات وعاشا بعدها زمناً... لماذا لم يؤمنا ليثبتا عدم صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -... لم يكن لهما ذلك لأن الله ذكرهما تعييناً أنهما في النار... أما المشركون فقد لعنهم الله عموماً على ذنبهم... وكثيراً منهم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه... بل وربما نال أعلى الدرجات في الجنة بشهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن كان مشركاً... وهنا الفرق...

- ومن هم الذين لعنهم الله في كتابه صراحة؟

- لعن الله الكافرين... ولعن أصحاب السبت... ولعن اليهود الذين نقضوا ميثاقهم... ولعن الشيطان... ولعن المنافقين... ولعن الذين يكتمون العلم الذي جاء من عند الله... ولعن الذين يرمون المحصنات المؤمنات وأولهن أمهات المؤمنين زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -... ولعن الكاذبين... ولعن الظالمين... ولعن الذين يفسدون في الأرض...

- وهل تجوز اللعنة... كزلة لسان من المسلم على أخيه المسلم؟

- كلا... فإن اللعنة لا تزول حتى تجد \"مكاناً تستحقه\"... فإنه إذا لعن أحد أحداً... ولم يكن ممن يستحق اللعن... جالت اللعنة في السموات والأرض... حتى إذا لم تجد من يستحق هذه اللعنة رجعت على صاحبها...

- وماذا عن الملاعنة بين الزوجين؟!

- هذا يسمى اللعان...وهو أن يتهم الزوج زوجته بالزنا وتنكر هي... فهي تقسم أربع مرات أنها بريئة والخامسة أن غضب الله عليها إن كانت كاذبة، وهو يقسم أربع مرات أنه صادق والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان كاذباً - ويفرق بينهما ولا يراها.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply