خطر المنافقين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 




* المنافقون اليوم أكثر عدداً وأعظم خطراً وشراً من المنافقين الماضين، أولئك كانوا يسرون نفاقهم، وإخوانهم اليوم يعلنون نفاقهم.

* كثرة المنافقين ووفرتهم في الماضي والحاضر.

* كذب دعوى بعض المرجئة أنه ليس في هذه الأمة نفاق بعد العهد النبوي.

* أسباب كثرة المنافقين وظهورهم في هذا العصر.

* أخطر أدوار المنافقين في حرب الإسلام والمسلمين في هذا العصر ووسائلهم في ذلك.



* المنافقون اليوم أكثر عدداً وأعظم خطراً وشراً من المنافقين الماضين، أولئك كانوا يسرون نفاقهم، وإخوانهم اليوم يعلنون نفاقهم.

لا ولن تبتلى الأمة الإسلامية قط في ماضيها ولا حاضرها ولا في مستقبلها، بأخطر من النفاق والمنافقين، فالمنافقون أعظم ضرراً وأكثر خطراً وأدوم مصيبة على الإسلام والمسلمين من إخوانهم الكافرين، لأنهم من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، ويرفعون شعاراتنا، ويتظاهرون بإسلامنا، وينتمون إلى جماعاتنا وفرقنا، ومع ذلك لا يفتُرون ولا ييأسون من الكيد لنا، ويتعاونون مع أعدائنا، ويوالونهم أكثر من موالاة المسلمين، لهذا فقد حذر الله ورسوله والمؤمنون من خطرهم، ونبهوا على ضررهم، وأمروا بأخذ الحيطة والحذر منهم، ويدل على ذلك ما يأتي:

1. أن الحديث عن النفاق والمنافقين ورد في القرآن في سبع عشرة سورة مدنية من جملة ثلاثين سورة، واستغرق ذلك قرابة ثلاثمائة وأربعين آية، حتى قال ابن القيم - رحمه الله -: \"كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم\"[1].

2. خوف الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أمته من أئمتهم: فعن عمران بن الحصين - رضي الله عنهما - يرفعه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -: \"إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان\"[2].

قال المناوي - رحمه الله - معلقاً على هذا الحديث: (كل منافق عليم اللسان، أي عالم للعلم، منطلق اللسان به، لكنه جاهل القلب والعمل، فاسد العقيدة، مغرٍ, للناس بشقاشقه وتفحصه وتقعره في الكلام)[3].

3. خوف السلف الصالح على أنفسهم من النفاق: فقد قال عمر لحذيفة ـ أمين سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنافقين - رضي الله عنهما -: ناشدتك بالله هل سماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم؟ فقال: لا، ولا أزكي بعدك أحداً.

وكان أبو الدرداء يكثر التعوذ في صلاته بعد تشهده من النفاق، فقيل له: ومالك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟ فقال: دعنا عنك، فوالله إن الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة فيخرج منه.

وقال ابن أبي مليكة وهو من كبار التابعين: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه.

وقال الحسن البصري - رحمه الله -: ما خافه - أي النفاق - إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق.

وقيل لأحمد: ما تقول فيمن لا يخاف النفاق على نفسه؟ فقال: ومن يأمن على نفسه النفاق؟

وسبب ذلك كما قال ابن القيم - رحمه الله -: \"إن بلية الإسلام بالمنافقين شديدة جداً، لأنهم منسوبون إليه وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والفساد، فلله كم من معقل للإسلام هدموه؟ وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه؟ وكم من عَلَمٍ, له قد طمسوه؟ فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، يزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)[4].



* كثرة المنافقين ووفرتهم في الماضي والحاضر:

كان المنافقون بقسميهم - نفاق الاعتقاد والعمل - ولا يزالون في الماضي والحاضر أكثر من المؤمنين، ويزداد عددهم ويعظم خطرهم كلما مضى الزمان، وضعف الإيمان، وقويت شوكة الكفار، مما يدل على كثرة المنافقين ووفرة عددهم حتى في القرون الفاضلة أن حذيفة - رضي الله عنه - سمع رجلاً يقول: اللهم أهلك المنافقينº فقال: \"يا ابن أخي، لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلة السالك\".

وقال الحسن البصري أيضاً - رحمه الله -: \"لولا المنافقون لاستوحشتم في الطرقات\".

وقال ابن القيم - رحمه الله -: \"كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم، لكثرتهم على ظهر الأرض، وفي أجواف القبور، فلا خلت بقاع الأرض منهم لئلا يستوحش المؤمنون في الطرقات وتتعطل بهم أسباب المعايش، وتخطفهم الوحوش والسباع في الفلوات\".

إذا لم ينج من هذا الداء العضال، والمرض البطال بعض العلماء والمتنسكة في الماضي فكيف بغيرهم وبمن بعدهم؟ قال الحافظ الذهبي - رحمه الله - في شأن الحلاج: \" فهو صوفي الزي والظاهر، متستر بالنسب إلى العارفين، وفي الباطن فهو من صوفية الفلاسفة أعداء الرسل، كما كان جماعة في أيام النبي - صلى الله عليه وسلم - منتسبون إلى صحبته وإلى ملته، وهم في الباطن مردة المنافقين، قد لا يعرفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعلم بهم، قال - تعالى -: (( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم))، فإذا جاز على سيد البشر أن لا يعلم بعض المنافقين وهم معه في المدينة سنوات، فبالأولى أن يخفى حال جماعة من المنافقين الفارغين عن دين الإسلام بعده - عليه الصلاة والسلام - على العلماء من أمته)[5].



* كذب دعوى بعض المرجئة أنه ليس في هذه الأمة نفاق بعد العهد النبوي:

الآثار التي ذكرناها عن حذيفة، والحسن، وأحمد - رحمهم الله - فيها تكذيب للدعوى الباطلة والشبهة الخاسرة التي يرفعها بعض المرجئة، وهي نفيهم لوجود النفاق في هذه الأمة، وإنما كان النفاق في العهد الأول فقط، أما اليوم فلا نفاق، وإنما كفر وإيمان فقط.

وقصروا قوله - صلى الله عليه وسلم -: \"أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها\" الحديث[6] في المنافقين الأولين، وبرأوا من هم شر منهم انتصاراً لمذهبهم، واغتراراً ببدعتهم، حيث يشهدون على كل من نطق بالشهادتين أنه مؤمن كامل الإيمان، وأن إيمانه مثل إيمان جبريل وميكائيل!!

وقد رد السلف الصالح على هؤلاء المرجئة قولهم هذا، وأنكروا عليهم أشد الإنكار، وشنعوا بهم، واعتبروا بدعة الإرجاء صنواً لبدعة الخروج.

قيل للحسن البصري: \"إن قوماً يزعمون أن لا نفاق، ولا يخافون النفاقº فقال: والله لأن أكون أعلم أني بريء من النفاق أحب إلي من طلاع[7] الأرض ذهباً\".

وقال سفيان الثوري - رحمه الله -: \"خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاثº وذكر منها: نحن نقول النفاق، وهم يقولون لا نفاق\".

وجاء رجل من المرجئة إلى أيوب السختياني - رحمه الله - فقال: \"إنما هو الكفر والإيمانº فقال أيوب: أرأيت قوله: \"وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم\"، أمؤمنون هم أم كفار؟ فسكت الرجل، فقال أيوب: اذهب فاقرأ القرآن، فكل آية في القرآن فيها ذكر النفاق فإني أخافها على نفسي\".

بل إن حذيفة - رضي الله عنه - اعتبر المنافقين التالين أشر من السابقين، فقال: \"المنافقون الذين فيكم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -º فقيل له: وكيف ذلك؟ فقال: أولئك كانوا يسرون نفاقهم، وإن هؤلاء يعلنون\".

لهذا عد بعض أهل العلم بدعة الإرجاء أخطر من بدعة الخروج، وكلاهما خطر.

قال الزهري - رحمه الله -: \"ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على الملة من هذه\"[8]، يعني أهل الإرجاء.

وقال إبراهيم النخعي - رحمه الله -: \"المرجئة أخوف عندي على الإسـلام من عدتهم من الأزارقـة\"[8]، والأزارقة شر فرق الخوارج.

وقال سعيد بن جبير - رحمه الله -: \"مثل المرجئة مثل الصابئين\"[8].

وقال الأوزاعي - رحمه الله -: قد كان يحيى وقتادة يقولان: \"ليس في الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء\"[8].

وذلك لأنهم لا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان، بل يقولون: لا يضر مع الإيمان - أي مجرد النطق بالشهادتين - معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.

قد يقول قائل: ما تقولون فيما خرَّج البخاري عن حذيفة - رضي الله عنه - أنه قال: \"إنما كان النفاق على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان\"؟ نقول لهم ما بينه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الفتح[9]: \" والذي يظهـر أن حذيفة لم يرد نفي الوقـوع - أي وقوع النفاق - وإنما أراد نفي اتفاق الحكم، لأن النفاق إظهار الإيمان وإخفاء الكفر، ووجود ذلك ممكن في كل عصر، وإنما اختلف الحكم لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتألفهم ويقبل ما أظهروه من الإسلام، ولو ظهر منهم احتمال خلافه، وأما بعده فمن أظهر شيئاً فإنه يؤاخذ به ولا يترك لمصلحة التألف، لعدم الاحتياج إلى ذلك\".

ويؤيد ما قاله الحافظ الآثار العديدة عن حذيفة - رضي الله عنه - التي بين فيها كثرة المنافقين في عهده، وحذر من خطورتهم.



أسباب كثرة المنافقين وظهورهم في هذا العصر:

الأسباب التي أدت إلى وفرة المنافقين وظهورهم وعظيم خطرهم في هذا العصر أكثر من ذي قبل، كثيرة جداً، نشير إلى طرف منها، فنقول من ذلك:

1. تفشي الفكر الصوفي في معظم بلاد الإسلام.

2. تفشي الفكر الإرجائي من غير انتساب إليه.

3. تفشي الفكر الاعتزالي كذلك من غير انتساب إليه.

وذلك لتسرب هذه الأفكار الخطيرة إلى المسلمين عن طريق المدرسة التي نسبت إلى الإصلاح، التي أنشأها محمد عبده ورعاها تلميذه الشيخ محمد رشيد رضا - سامحه الله -، حيث أفرزت الكثير من الأفكار الاعتزالية، متمثلة في تجسيم وتعظيم دور العقل، وجعله الحَكَم على كثير من النصوص التي توقع المنهزمين في حرج مع الكفار، وكذلك أفرزت بعض عقائد المرجئة.

4. فساد العقيدة، وانتشار كثير من الممارسات الشركية والبدع، حتى اعتبرت من أصل الدين.

5. تفشي الجهل في الأمة بسبب هيمنة التعليم اللاديني، وإنشاء الكثير من المعاهد والجامعات على غرار المعاهد والجامعات عند الكفار.

6. إقصاء الإسلام عن معظم مناحي الحياة، وحكم المسلمين بالقوانين الوضعية المستمدة من القانون الفرنسي وغيره.

7. ضعف عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين، الذي نتج من الأسباب السابقة الذكر، وعقيدة الولاء والبراء هي صمام الأمان لهذه الأمة.

8. تقدم الكفار العسكري والاقتصادي والمدني حبَّب للمسلمين الجهلة المغلوبين على أمرهم تقليد الكفار والتشبه بهم.

9. السياسة التي انتهجها الكفار بعد أن قضوا على الدولة العثمانية، وتقاسموها مستعمـرات فيمـا بينهم - فرِّق تسد - وسعت دائرة الخلاف بين المسلمين.

10. هيمنة الكفار على أنظمة الحكم في جل البلاد الإسلامية.

11. حرص حكام المسلمين على كراسي الحكم، ولو أدى ذلك إلى إقصاء الإسلام بالكلية.

12. غياب فريضتي الجهاد - جهاد الطلب والدفاع -، والأمر بالمعروف عن الأمة.

13. تضخيم دور الإعلام الكافر جعل الإعلام في بلاد الإسلام عبارة عن بوق لما تنشره وسائل الإعلام الكافرة.

14. حرب المصطلحات التي أفلح فيها الكفار أدت إلى تغيير كثير من المفاهيم، وزعزت كثيراً من المسلَّمات عند المسلمين.

15. سيطرة المنافقين على وسائل الإعلام في البلاد الإسلامية قاطبة، وحجب الأخيار عن ذلك، حيث لا يفتح لغيرهم إلا لمن اطمأنوا أنه لا للإسلام الخالص ناصر، ولا للكافرين والمنافقين والزنادقة كاسر.

16. الحرب الصليبية التي شنتها أمريكا وأذيالها وعملاؤها على الإسلام وفي كل المجالات في آخر القرن الماضي وأول الحالي، وهيمنتها على المؤسسات الدولية، وعلى الحكومات الإسلامية وغيرها، زاد من جرأتهم ورفع عقيرتهم ومجاهرتهم بمحاربة الإسلام.



* أخطر أدوار المنافقين في حرب الإسلام والمسلمين في هذا العصر ووسائلهم في ذلك:

ما من مجال يكون فيه ضرب للإسلام وإضعاف لأهله إلا ونجد للمنافقين المتظاهرين بالإسلام في هذا العصر أوفر الحظ والنصيب، كانت المجالات التي يسلكها المنافقون لضرب الإسلام ومحاولة القضاء عليه كلما وجدوا سانحة ولا تزال هي:

1. التخذيل للمسلمين، والتهوين من شر أعداء الدين.

2. الإشاعات المغرضة.

3. التجسس على المسلمين، ومد الأعداء بما يعينهم على ذلك.

4. الإعلام لتغيير المفاهيم، والتشكيك في المسلَّمات، وزرع الخوف في نفوس الضعفاء.

5. موالاة الكفار ومعاداة أهل الإسلام.

كل هذه المجالات سلكها المنافقون في الماضي، ولكن زاد عليها منافقوا هذا العصر مجالات أخر لم تخطر ببال إخوانهم وسلفهم الطالح، ألا وهي:

6. القتال والتخطيط والتعاون على ذلك جنباً إلى جنب مع الكفار، من غير خوف ولا وجل ولا حياء، مبررين لذلك بتبريرات ما أنزل الله بها من سلطان، ولم تخطر على بال الشيطان.

7. إعلان حربهم ومجاهرتهم بعدائهم للإسلام والمسلمين، بينما كان شيوخهم عبدا السـوء ابن سلـول وابن سبأ ومن والاهما يستترون من الناس، ويستحيون بعض الشيء، ولكن منافقي اليوم نُزِع الحياء من قلوبهم بسبب اطمئنانهم وتقويهم بقوى الشر والعدوان راعية الكفر أمريكا، وهيمنتها الكاملة على العالم سيما العالم الإسلامي.

الأدلة على ما ذكر لا تحصى كثرة، ولكن سنكتفي بالتمثيل لدور المنافقين في حربهم ضد الإسلام والمسلمين في جانب واحد ولقطاع واحد من قطاعاتهم العديدة وجوانبهم الكثيرةº ألا وهو الجانب الإعلامي، حيث يقوم المنافقون بحملات مسعورة لطمس الحقائق، ولتزوير الوقائع، وللتشكيك في المسلَّمات، والطعن في الثوابت، والتلبيس والتدليس على العامة، ويتمثل هذا الدور أصدق تمثيل في الآتي:

1. تقسيم الإسلام إلى إسلام سياسي وإسلام غير سياسي، والتركيز على أن الإسلام السياسي هذا من صنع الحركات الإسلامية، ولا وجود له في الدين، فهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض نفاقاً، وإلا فجلهم لا يؤمن بجميع الكتاب، ويصورون للعامة أن الإسلام السياسي محدث، وشن حملة شرسة ضد الحركات الإسلامية، مع التركيز على بعض الرموز.

2. تحرير المرأة من القيود الشرعية حتى تنطلق كما انطلقت أختها في الغرب، وتخرج من بيتها سافرة متبرجة لتكون لقمة سائغة للذئاب البشرية، زاعمين حرصهم على المرأة، لتتمكن من الحصول على حقها السياسي، ولتساوي الرجل، ولتنزع الحجاب، ولتختلط بالرجال، فالنساء شقائق الرجال، فلِمَ يخص الرجل بوظائف والمرأة بوظائف أخرى؟ هذا من نسج خيال الأصوليين المتطرفين.

3. الدعوة إلى مساواة الأديان، والاعتراف بالأديان المحرفة المنسوخة، ووضعها على قدم المساواة مع الإسلام، والتوحيد بين أتباعها تحت مظلة الحزب الإبراهيمي، إذ الجميع مؤمنون، ومن ثم الدعوة إلى التعايش السلمي بين أتباع هذه الأديان، وذلك على أساس \"النسبية الثقافية\"، وعدم هيمنة ثقافة واحدة على الثقافات الأخرى، ويعنون بالثقافة الواحدة الإسلام، أما أن تهيمن الثقافة المادية الكافرة على جميع الثقافات فهذا لا غبار عليه ولا خطر فيه.

4. السعي إلى إباحة الردة وإنكار حدها، حتى يتسنى لهم ما يهوون مصداقاً لقول الله - عز وجل -: ((بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يسأل أيان يوم القيامة)).

5. القضاء على عقيدة الولاء والبراء، لأنها تفرق ولا تجمع بين البشر.

6. محاولة شطب مفهوم الجهاد من قاموس المسلمين، والتدليل على أن الإسلام لم ينشر بحد السيف، ورداً لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( الجهاد ماض إلى يوم القيامة).

7. القضاء على ما تبقى من أثارة من شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

8. التدخل السافر والدعوة الماكرة لإصلاح المناهج والمقررات حتى تؤتي ثمارها، وتقضي على ما تبقى عند المسلمين من نخوة ورجولة واعتداد بهذا الدين.

9. التبرير لما تقوم به أمريكا في حربها الصليبية المتعددة الجوانب والأهداف لإذلال المسلمين وإضعافهم، عن طريق غزو البلاد الإسلامية واستعمارها، وإشاعة الرعب والفوضى في ربوعها.

10. إظهار أن أمريكا قوة لا تقهر، وأن المسلمين لا قبل لهم بها، ولهذا عليهم أن يستسلموا لها ويخضعوا لسيطرتها.

هذه مجرد أمثلة لما يقوم به المنافقون بألوانهم المختلفة، ونكهاتهم المتعددة في الجانب الإعلامي، بغرض القضاء على الإسلام، واستسلاماً للقطب الأوحد والطاغوت الأكبر، دعك عن الجوانب الأخرى.

فعلى المسلمين أن يحذروا مكر هؤلاء وتدليسهم وتخطيطهم، وعليهم أن يواجهوا هذا التخريب والإفساد بحزم وعزم وشدة، وبرجوع صادق إلى شرع الله المصطفى، وبتوحيد الجهود وتنسيق العمل، وبنبذ الخلافات، وتغيير ما بهم من ضعف واستكانة وخذلان، فــ(( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))، وليعلموا أن النصر مع الصبر، وأن الضيق بعده الفرج، وأن الأمر بيد الله، وأن الله غالب على أمره، وناصر لمن نصره، ومتولٍ, لمن تولاه، وخاذل لمن عاداه وخالف أمره.

اللهم ألف بين قلوب المسلمين، واهدهم سبل السلام، وجنبهم الفتن والفواحش والآثام، إنك ولي ذلك والقادر عليه، وصل اللهم على محمد خير الأنام، وآله وصحابته ومن تبعهم بإحسان.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply