لماذا سمح الإسرائيليون بدور أوربي في المنطقة ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم



إذا كان هناك شيء مستغرب بما يسمى بخطة فك الارتباط فهو التدخل الأوربي غير المسبوق فقد شكل الاتحاد الأوربي لجنة لحماية معبر رفح بينما تقوم بريطانيا ودول أخرى بتدريب قوات الأمن الفلسطينية، كما يعمل الاتحاد على شق طريق مواصلات بين غزة والضفة الغربية، ويخطط لبناء مرسى ومطار لغزة.



ولم تكن إسرائيل لتسمح للاتحاد بأخذ هذه المسؤوليات على عاتقه بعد فشل اتفاق أوسلو والعلاقات التي تدهورت بين الطرفين عقب ذلك يوم أن كانت إسرائيل تشتكي من تجاهل الاتحاد للمساعدات التي كانت تصل إلى عرفات باسم \"إعادة البناء والسلام في المنطقة\" في حين كان طاقم عرفات المعروف بالفساد يهيئ لمواجهات عنف أخرى.



ولم ينس الإسرائيليون كذلك موقف الرسميين والمثقفين في دول الاتحاد من العنف الذي تمارسه الدولة العبرية ضد الشعب الفلسطيني الذي لا يعدو أن يكون ضحية الابتزاز والقهر والطغيان الإسرائيلي الموقف الذي يفسره الإسرائيليون \"بالعباطة\" والبساطة المتأصلة حسبهم في عقل وضمير الأوربي.



وقائمة الأخطاء الأوربية في نظر الإسرائيليين طويلة، إلا أن استدراك ما قد حصل الآن من طرف الأوربيين جعل الإسرائيليين يرتاحون شيئا ما لأوربا الاتحاد نحو الصراع الدائر فمبعوث الاتحاد في المنطقة مارك أوتي \"متفهم\" أكثر من سابقيه لخطر فشل دولة فلسطينية السلام والأمر نفسه بالنسبة للديبلوماسيين الأوربيين في تل أبيب حيث أنهم ودولهم التي يمثلونها يعبرون عن فهمهم للقلق الذي يساور الإسرائيليين إضافة إلى تخلي الاتحاد عن السياسة التي كانت تنتهجها فرنسا لمنازلة الولايات المتحدة بإطلاق يد عرفات ضد الطرف الآخر.



ولم تمرر بروكسل إلى حد الآن الطلب الفلسطيني بتخطي نقطة تجريد حماس والجهاد من سلاحهما ذاك أن التفجيرات التي استهدفت مدريد ولندن غيّرت من نظرة الأوربيين لطبيعة \"الإرهاب\" كون العرب في موقف الضحية حيث أن بعضهم بدأ يطلب من الجانب الإسرائيلي مبادلته بطرق مكافحة الإرهاب وقد انعكس على \"تجريم\" بناء الجدار العازل والقتل خارج القانون وقضايا حقوق الإنسان وكذا الموقف الأوربي حيال برنامج إيران النووي.



ويأمل الإسرائيليون أن يخطو الاتحاد خطوات أكبر بمنع تمويل الجمعيات غير الحكومية التي تنشط حملات ضد ممارسات الدولة العبرية الخارقة لحقوق الإنسان وتغيير سياستهم كلية للولايات المتحدة.



فالإسرائيليون قابلوا التنازل الأوربي بتنازل آخر يضمن لهم دور ما في العملية السلمية في حين قبل الأوربيون بتسيير مشاريع لها تبعات غير بسيطة إذا فشلت.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply