العلاقة بين العرب وإيران


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العلاقة بين العرب وإيران

 مصر أنموذجا  

هل كان اعتلاء أحمدي نجاد تلميذ الخميني- النجيب - والذي يصنف على أنه من أشد المتحمسين لمبادئ الثورة الإيرانية مجرد صدفة، أو أنه رجل المرحلة الذي تتطلبه الظروف الراهنة.

\" فالرجل الذي تثور شبهات حول مشاركته شخصيا في عملية اختطاف الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية بطهران عام 1979، وتتردد أقوال عن مشاركته الشخصية في عمليات داخل العراق إبان فترة الحكم السابق ليس محافظا بحكم أفكاره وولائه لمرشد الثورة علي خامنئي فحسب وإنما أيضا لكونه مقربا للغاية من الحرس الثوري الذي يعد حامي حمى الثورة الشيعية الخومينية في إيران.

ويفسر الالتزام الشديد لنجاد الذي لم يتم عامه الخمسين بعد بمبادئ الخميني أنه ترعرع في ظل النظام الذي أرسى الخميني دعائمه حتى قال عنه أحد المحللين إنه ظل ثوريا محترفا منذ شبابه، حيث ظلت يده على الزناد وحارب بنفسه الانفصاليين التركمان والأكراد [السنة] في إيران، كما قاتل وكاد أن يُقتل، في عدة أحداث، بسبب ولائه لمبادئ الخميني. وما يعنينا في هذا المقام تأثير فوز الرجل على المنطقة العربية (1) \".

لا شك أن هذه التحولات الداخلية الإيرانية لها علاقة بما يحدث في دول المنطقة، مما يجعل الحلم الخميني بتكوين الهلال الشيعي - إيران والعراق وسوريا ولبنان قريب المنال، لاسيما بعدما سيطر الشيعة الفرس على العراق، وكونوا حكومتهم تحت حماية الاحتلال الصليبي الأمريكي، مما ينذر بالخطر على كل دول المنطقة، وللمتابع أن يلاحظ نشاط الأقليات الشيعية في معظم هذه الدول، في الخليج ومصر واليمن وغيرها.

لذا ينبغى علينا أن نفتح هذا الملف ملف العلاقات العربية الإيرانية -، حتى يتضح للعرب الاهون والمغيبون ما يحاك لهم وهم في غمرة ساهون.

ما هي طبيعة العلاقات العربية الإيرانية؟ وما هو مستقبلها في ضوء التغييرات الإقليمية والدولية الحالية؟

هذا ما سوف نجيب عنه في الصفحات التالية، ولكن قبل الإجابة على ذلك لابد من المداخلات التالية:

 

1- مقدمة عقدية وتاريخية وسياسية:

لابد من استحضار هذه الجوانب عند الحديث عن إيران الشيعة، لاسيما وهم أنفسهم لايغيبون تلك التصورات أثناء الصراع مع المسلمين من أهل السنة.

فالتشيع مذهب سياسي تحركه عقيدة شعوبية يلبس مسوح الدين، ويستغل حب المسلمين لآل البيت والعاطفة الجياشة التي يكنها المسلمون لعلى بن أبى طالب وأبنائه وأحفاده، فضربوا على وتر الدفاع عن المظلومين منهم لاسيما ما حدث للحسين - رضى الله عنه- بكربلاء، والشيعة فرقة ضالة خارجة عن منهج أهل السنة والجماعة في الأصول و الفروع، فهم يكفرون أصحاب رسول الله إلا آل على بن أبى طالب وبعض الصحابة خمسة من الصحابة - وهم يتهمون أمهات المؤمنين في أعراضهن وخاصة عائشة بنت أبى بكر وحفصة بنت عمر، ويقولون بتحريف القرآن، وينكرون السنة، ويكفرون أهل السنة ويدعونهم النواصب، ويغالون في علىّ وآله ويتوجهون إليهم بصنوف من العبادات لا تكون إلا لله، ويتنقصون من علماء أهل السنة القدامى والمعاصرين، ويؤصلون الكذب والنفاق تحت مسمى التقية ويوجبون زواج المتعة الذي حرمه النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرها من الضلالات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض كما قال أبو حامد الغزالى - رحمه الله -.

والعجيب أن الذي بدأ بالدعوة للتشيع رجل يهودي من أهل اليمن من صنعاء يدعى عبد الله بن سبأ ابن السوداء - ادعى دخوله الإسلام ظاهريا وهو يبطن الكفر، ومعظم اتباعه بعد ذلك من المجوس الذين حقدوا على المسلمين بعد سقوط المدائن، استخدم مكره ودهائه في تأليب المسلمين على عثمان رضى الله عنه، وعمد إلى نشر البدع والمنكرات متظاهرا بحب آل البيت.

تآمروا على قتل عثمان رضى الله عنه وكانت تلك أول جرائمهم، وظلت جرائمهم تترى على العالم الإسلامي حتى يومنا هذا، فلم يتركوا عدوا من أعداء المسلمين إلا وتحالفوا معه، فعقدوا التحالفات مع الصليبيين، واستطاع عباد الصليب هؤلاء في عهدهم أن يستولوا على بيت المقدس دون أن يبذل واليها العبيدي أي مقاومة تذكر، و كذلك ما فعله شاور وضرغام الوزيران العبيديان من الاستعانة بهم ضد نور الدين وصلاح الدين، كذلك في الدولة العبيدية التي أنشأها يهودي يدعى عبيد الله من ذرية عبد الله بن ميمون القداح، وهو ينتسب زورا وبهتانا إلى فاطمة رضى الله عنها كان معظم وزرائهم ومستشاريهم والأطباء والثقات فيهم من اليهود والنصارى، منهم يعقوب بن كلس ومنصور بن مقشر الطبيب النصراني وعيسى ابن نسطورس والمنجم بن علي عيسى ويجين بن وشم الكواهي ومنشا اليهودي، حتى إن الناس قد اضطروا إلى أن يلفتوا نظر العزيز إلى ذلك، وقد صنعوا له صورة من الورق لرجل يطلب حاجة أثناء مرور موكبه، وقد مد الرجل يده بورقة مكتوب فيها: \" بالذي أعز اليهود بمنشا، وأعز النصارى بعيسى بن نسطورس - وأذل المسلمين بك إلا ما قضيت ظلامتي \".

 

ثم كانت أبشع جريمة لهم في التاريخ وهى إغرائهم التتار لدخول بلاد المسلمين واجتياحهم عاصمة الخلافة بغداد - وتعاونهم معهم، وإبلاغهم عن عورات المسلمين، حتى دخل التتار بغداد دون أدنى مقاومة، وعملوا في أهلها القتل والذبح والاغتصاب، في مؤامرة قل نظيرها في التاريخ، حيث قتل الخليفة المستعصم ومعه حوالي 1200 من العلماء والفقهاء والوجهاء، كذلك قتل من المسلمين أكثر من مليون نفس وألقيت كتب العلم في دجلة وأجبر المسلمين على شرب الخمر وأكل الخنزير في نهار رمضان، وغيرها من البلايا التي يندى لها الجبين، وكان أبطال هذه الجريمة نصير الدين الطوسي الشيعي الحاقد الذي أفتى لهولاكو بقتل الخليفة بعد أن كان مترددا ـ والذي قال عنه الخميني: \" و يشعر الناس بالخسارة بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي و أضرابه ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام\" ـ وكذلك ابن العلقمي الذي راسل التتار أن الأرض خالية، وخفض عدد الجند حتى أصبح عدد جيش الخلافة المدافع عن بغداد عشرة آلاف جندي، وكذلك أيضا ابن أبى الحديد وكلهم من الشيعة.

 

ولم تنتهي مؤامرتهم عند هذا الحد فيحكى لنا التاريخ قصص قيامهم بانشقاقات وإنشائهم دويلات لإضعاف الخلافة الإسلامية فمنها حركة القرامطة 278-375 هـ، والدولة العبيدية في المغرب ثم مصر والشام 298- 567هـ، وكذلك استطاع الصليحيون وأن يقيموا لهم دولة في اليمن استمرت قرابة القرن من الزمن 429-525 هـ، وكذلك دولة بني حمدان قامت في الموصل 317- 394، ومنها أيضا الدولة البويهية في بلاد فارس وبغداد 334- 447 هـ، والأسديون في الحلة غرب بغداد 403-545 هـ، في زمن الخلافة العباسية، وكذلك الدولة الصفوية في إيران 907-1135هـ التي أوقفت الفتوحات العثمانية في أوروبا وأوقفت مساعدات العثمانيين لإخوانهم المنكوبين في الأندلس، بما كانوا يثيرونه من قلاقل في الجزء الشرقي من جسد الدولة العثمانية، وهم في نفس الوقت يقيمون التحالفات مع الدول الأوروبية التي هي في صراع مع بني عثمان.

ولعل من جرائمهم التي لن يغفرها لهم التاريخ هي قتلهم للعلماء والحكام والمصلحين حتى وقتنا هذا.

وما زالت جرائمهم في حق المسلمين قائمة إلى عصرنا الحاضر فما يقوم به الشيعة في إيران ضد إخواننا السنة من القتل والتضييق والتذويب مالا يخفى على أحد، فطهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لايوجد فيها مساجد للسنة، كما يقومون بهدم مساجدهم ومدارسهم الدينية، واضطهادهم، وحرق شبابهم حيا وإبادة رموزهم بشتى الطرق، وإيران التي تدعي بأنها دولة إسلامية وبالرغم من سلطان العمائم السوداء إلا أنها لا تريد أن تعلن اللغة العربية لغة رسمية لدولتها.

وحافظ الأسد النصيري الشيعي الذي قام بمجزرة في حماة ضد السنة العزل عام 1982، حيث دك المدينة بالمدافع والدبابات وقتل منهم أكثر من ثلاثين ألف مسلم، غير المعتقلين والمعتقلات، ومازال أهل السنة يعيشون حياة الذل في عهد وصيه، ومجزرة سجن تدمر وتسليم الجولان ليس عنا ببعيد.

وما فعلته منظمة أمل الشيعية في السنة من الفلسطينيين واللبنانيين وما مذبحة صبرا وشاتيلا عنا ببعيد فقد ساعدوا جنود الاحتلال اليهودي لجنوب لبنان من ارتكاب هذه المجزرة البشعة قتلوا المئات من الفلسطينيين وأهل السنة في المخيمات الفلسطينية بداية من 20/ 5/1985م وحتى 18/6/ 1985م، ودفعوا أهل السنة من الفلسطينيين لأكل القطط والكلاب، وفعلوا ما لم تفعله إسرائيل وسقط من الفلسطينيين 3100 بين قتيل وجريح وذبحوهم من الأعناق كما اغتصبوا النساء.

وكذلك حزب الله - وريث منظمة أمل - الآن يقوم بنفس الدور الذي قامت به دويلاتهم الطائفية عبر التاريخ، ولعل ما صرح به صبحي الطفيلي أحد أهم المنشقين عن هذا الحزب نائب رئيس الحزب سابقا يعتبر فضيحة بحق حيث كشف الاتفاق الذي تم بين الحزب وبين اليهود على الانسحاب من جنوب لبنان مقابل حماية الحدود الشمالية لدولة اليهود، ويقوم الآن الشيعة بالمهمة على أكمل وجه فتوقفت تماما العمليات في هذه البقعة، والقتل أو الاعتقال في سجونهم هو جزاء من تسول له نفسه المساس بحدود إسرائيل الشمالية، فهل هذا إسلام!!!

والغريب هو التطبيل لهم في الإعلام العربي على انجازاتهم الموهومة دون التطرق إلى عقيدة القوم - والتي كان آخرها تلك المسرحية السمجة ((تبادل الأسرى الفلسطينيين والعرب))، الذين لا يوجد من بينهم أسير فلسطيني ذو أهمية تذكر، فأين أصحاب المحكوميات الكبيرة؟ وأين المعتقلين المعمرين؟ ومن بقى على خروجهم سنوات؟ بل أين النساء الفلسطينيات الأسيرات عند اليهود؟.

من أراد أن يتأكد فليراجع قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم يجد أن جلهم ممن بقيت في فترة اعتقالهم شهور وأيام.

هدف اليهود من هذه العملية وعملية الانسحاب من جنوب لبنان وغيرها هو تلميع أبناء عمومتهم من الشيعة إعلاميا وسياسيا حتى يسحبوا البساط من تحت المنظمات والحركات السنية التي تتولى المقاومة ضد المحتل اليهودي مثل حماس والجهاد الإسلامي.

أما الدروز وهم فرقة شيعية فحدث ولا حرج فتعاونهم مع اليهود وخاصة أولئك الذين يعيشون داخل دولة اليهود فظاهر بجلاء وهم الأقلية الوحيدة المسموح لهم بالتجنيد في الجيش اليهودي، بخلاف حتى النصارى، ولا يقومون إلا بأقذر الأدوار خدمة لليهود فهم الذين كانوا في المقدمة أثناء اجتياح مخيم جنين.

أما ما يحدث الآن في العراق فلم يحدث نظيره في التاريخ إلا على أيدي هؤلاء المنافقين الشيعة، سواء الفرس أو العراقيين سواء، نفس قصة احتلال التتار لبغداد تكررت على أيديهم اليوم حيث قام آل الحكيم وعبد المجيد الخوئي وأحمد الجلبي وعلاوي والجعفري وغيرهم بنفس الدور الذي قام به ابن العلقمي والطوسي من قبل.

طبعا لكي يسبك الدور لابد من مرجعية دينية فكان السيستاني ـ الإيراني الأصل ـ فهم الذين خلقوا الأكاذيب وقدموا المبررات القوية لأمريكا لكي تدخل وسلموا صدام كما سلموا الخليفة المستعصم، وقلصوا عدد الجيش في الماضي أما هذه المرة فكان لابد من حل باتر وهو تسريح الجيش كله، وكانوا يطمعون في المناصب عند التتار وهاهم اليوم يحصدونها حصدا، نسأل الله أن تكون عاقبتهم كما كانت على أيدي التتار، وهم كانوا يدلون التتار على عورات المسلمين وبيوتهم وهاهم اليوم في البصرة وغيرها يؤدون نفس الدور فسبحان الله، كما يقتلون العلماء والدعاة من أهل السنة، ونحن نراهم اليوم يتحالفون مع المحتل ويعملون لديه ويستوزرون له بل ويقفون في وجه المقاومة ويحاربونها ويوصمونها بالإرهاب.

وهم يعتبرون أن هذه فرصتهم لتحقيق حلمهم القديم ـ إمبراطورية فارس التي كانت تتألف من العراق وإيران، ولقد استماتوا من أجل إجراء الانتخابات  وصبغهم إياها بصبغة دينية آياتية حيث أفتى السيستاني أن من لا يصوت في الانتخابات  مصيره جهنم وبئس القرار.

وأصبح من الواضح الآن حجم الطمع الإيراني في العراق المنهار، مما جعل الكثيرون حتى من الشيعة العرب أنفسهم من يحذر من المخطط الإيراني في العراق.

حيث قال وزير الدفاع العراقي الشيعي \" حازم الشعلان \" في أحد المؤتمرات الصحفية أريد أن أحذر أن إيران هي أخطر عدو للعراق وكل العرب\". واعتبر أن \"مفتاح الإرهاب هو في إيران\"، مضيفا أن \"إيران تدير حلقة كبيرة من الإرهاب في العراق\". وأكد \" لن ندع الدولة الصفوية (سلالة حكمت بلاد فارس من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر) تعود إلى العراق مرة أخرى\". ورأى أيضا أن الإرهاب في العراق تغذيه \"المخابرات الإيرانية والسورية والعراقية السابقة واعتبر ان \"المال والتدريب كلهما في سوريا وإيران\". وقال الشعلان متوجها إلى تجمع لقيادات الجيش والحرس الوطني في قصر المؤتمرات في بغداد \"شجاعتكم ستوقف هذا الزحف الأسود\" في إشارة إلى رجال الدين الشيعة الإيرانيين.

لقد أطلت في هذه المقدمة لأهمية هذا المدخل في قياس واستشراف العلاقة بيننا وبين إيران الشيعة، والربط بحزم بين البعد العقدي والتاريخي والسياسي عند الكلام عن القوم، فهم كما قلنا تيار سياسي يتمسح بالدين للقضاء على الدين والمتدينين.

 

2- علاقة إيران الشيعة باليهود:

وعلاقاتهم باليهود لم ولن تنتهي فمؤسس فرقتهم يهودي-ابن سبأ-، و في عهد الشاه كانت من أوائل الدول التي اعترفت بقيام دولة إسرائيل عام 1948، وأقام الشاه مع اليهود علاقات قوية بين عامي (48 79) واليهود هم الذين دربوا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply