فوائد التأمينات


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 السؤال: إذا أردت فتح سنترال اشترطت عليَّ الشركة أن أضع مبلغ عشرة آلاف جنيه في البنك تأمين...فما حكم هذا التأمين؟ وإذا صرف لي البنك فوائد على هذا المبلغ فما حكمها؟ وعند صلاة العشاء يكثر العمل فأتأخر عن الجماعة، فما حكم تأخري؟

 

الجواب: وضع التأمين في البنك لا حرج عليك فيه للضرورة، وأما ما زاد عليه فهو ربا، لا يحل لك أن تنتفع به مطلقًا، بل يجب عليك أن تتخلص منه بإنفاقه في أي مصرف من المصارف العامة.

ولا يجوز لك التخلف عن صلاة العشاء ولا غيرها، بسبب كثرة العمل، لأن شهود الجماعة فرض عليك، وبإمكانكم أن تصلوا جماعة في مكان العمل، وفي هذا خير كثير.

 

الواقفون خلف إمام الصلاة

 

السؤال: ما الحكم الشرعي الذي يفهم من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليلني منكم أولو الأحلام والنهى».

 

الجواب: هذا الحديث رواه مسلم وغيره، وقال الإمام النووي - رحمه الله - في شرح مسلم (155/4): «الأحلام والنهى بمعنى واحد، والمراد بها العقل، وأولو الأحلام والنهى هم العقلاء البالغون، وفي هذا الحديث يقدم الأفضل فالأفضل إلى الإمام، لأنه أولى بالإكرام، ولأنه ربما احتاج الإمام إلى استخلاف فيكون هو أولى، ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو ما لا يتفطن له غيره، وليضبطوا صفة الصلاة ويحفظوها وينقلوها ويعلموها الناس، وليقتدي بأحكامهم من وراءهم». اهـ. فعلى أولي الأحلام والنهى أن يحرصوا على التقدم خلف الإمام ولا يتأخروا فيفسحوا

المجال لغيرهم للقيام خلف الإمام، فيتركوا سنة خير الأنام، بل على من جاء من أولي الأحلام والنهى فوجد صبيًا خلف الإمام فله أن يرده ويقوم مقامه اتباعًا للسنة، كما فعل أُبي بن كعب - رضي الله عنه -، ففي صحيح سنن النسائي (807) عن قيس بن عُباد قال: «بينا أنا في المسجد في الصف المقدم، فجبذني رجل من خلفي... فنحاني، وقام مقامي، فوالله ما عقلت صلاتي، فلما انصرف فإذا هو أُبي بن كعب، فقال: يا فتى لا يسؤك الله، إن هذا عهد من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا أن نليه».

 

 ترك الجماعة الأولى عمدًا

 

يسأل سائل: ما حكم من ترك صلاة فريضة متعمدًا ويصليها قبل انقضاء وقتها؟

الجواب: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم

آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رحال فأحرق عليهم بيوتهم». [البخاري] وفي رواية له: «ثم أخالف إلى منازل رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم» وقال للضرير البعيد الدار عن المسجد وليس له قائد يقوده إلى المسجد فجاء يسأل عن رخصة ليصلي في بيته فقال له - صلى الله عليه وسلم -: هل تسمع النداء؟ قال: نعم. قال: «لا أجد لك رخصة». [أبو داود وصححه الألباني]

وأمر - سبحانه - النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أن يصلوا في الحرب جماعتين. نقل ابن القيم رحمه

الله عن ابن المنذر قوله: فدلت الأخبار التي ذُكرت على وجوب فرض الجماعة على من لا عذر له. [حكم تارك الصلاة 1/136]

مما سبق تبين إثم من قدر على الصلاة في الجماعة ثم تخلف ليصلي في بيته أو ليؤخرها عن جماعة المسجد بدون عذر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يتهدد من تخلف عن ندب، كما أن

الرخصة لا تكون إلا في ترك واجب ولذلك لم يرخص للأعمى.

 

 

 

نزول سورة الرحمن

يسأل عبد المنعم غريب إبراهيم يقول: سورة الرحمن هل هي مكية أم مدنية/ حيث تختلف نسخ المصاحف في هذا؟

والجواب: اختلف العلماء في ذلك، وهي مكية في أصح قولي العلماء. قال القرطبي في تفسيره ج17 ص132:

سورة الرحمن مكية كلها في قول الحسن وعروة بن الزبير وعكرمة وعطاء وجابر وقال ابن عباس: إلا آية منها هي قوله - تعالى -: يَسأَلُهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ الآية وهي ست وسبعون آية وقال ابن مسعود ومقاتل هي مدنية كلها والقول الأول أصح لما روى عروة عن الزبير قال: أول من جهر بالقرآن بمكة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود وذلك أن الصحابة قالوا: ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر به قط فمن رجل يسمعهموه؟ فقال ابن مسعود أنا فقالوا: إنا نخشى عليك وإنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه فأبى ثم قام عند المقام قال: بسم الله الرحمن الرحيم الرَّحمَنُ (1) عَلَّمَ القُرآنَ ثم تمادى رافعا بها صوته وقريش في أنديتها فتأملوا وقالوا ما يقول ابن أم عبد؟ قالوا: هو يقول الذي يزعم محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه أنزل عليه ثم ضربوه حتى أثروا في وجهه، وصح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام يصلي الصبح بنخلة فقرأ سورة الرحمن ومر النفر من الجن فآمنوا به، وفي الترمذي عن جابر قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال: لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد. قال حديث غريب وفي هذا دليل على أنها مكية والله أعلم.

 

 

السجود في الأوقات المكروهة

السؤال: ما حكم سجود التلاوة في الأوقات التي تكره الصلاة فيها؟

الجواب: سجود التلاوة ليس صلاةº لأن أقل ما يطلق عليه اسم الصلاة ركعة الوتر، وجزء الركعة وحده خارج الصلاة لا يسمى صلاة، لذلك يجوز سجود التلاوة في كل وقت، ولا يشترط له طهارة، ولا استقبال قبلة، ولا غير ذلك من شروط صحة الصلاة.

 

الدعاء بين خطبتي الجمعة

السؤال: ما حكم الدعاء بين الخطبتين يوم الجمعة، وحكم رفع الأيدي إلى السماء عند الدعاء؟

الجواب: الجلسة التي يفصل بها الخطيب يوم الجمعة بين الخطبتين جلسة خفيفة للاستراحة، وللفصل بين الخطبتين فقط، وليست للدعاء والاستغفار، حيث لم يرد ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.

ورفع اليدين في الدعاء من آداب الدعاء، وفي الحديث الذي رواه أحمد وأصحاب السنن: «إن الله - تعالى -حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صِفرًا خائبتين». [ص. ج: 1753]

وفي أثناء خطبة الجمعة إذا دعا الإمام أمَّن المأمومون بغير رفع صوت ولا رفع للأيدي إلا أن يدعو مستسقيا فإذا رفع يديه رفع المأمومون أيديهم. والله - تعالى -أعلم.

صلاة الرجل عاري الكتفين

 

هل يجوز للرجل أن يصلي في بيته «بفانلة حمالات»؟

الجواب: أولاً يجب أن يعلم السائل أن شهود الجماعة في المسجد في صلاة الفريضة فرض عين على كل رجل بالغ إلا من عذر، فإذا صلى في بيته فريضة فاتته الجماعة فيها لعذر، أو صلى نافلة، فعليه أن يعلم أن من شروط صحة الصلاة ستر العورة، وعورة الرجل ما بين سرته وركبته، لكن الله حيث أمر بستر العورة قال: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ, أي: استروا عوراتكم، لكنه - سبحانه - أتى بلفظ يشمل ستر العورة وزيادة وهي التجمل بالثياب الزائدة عن العورة في الصلاةº لأن الصلاة قيام بين يدي الله، وإذا كان الإنسان إذا أراد الخروج إلى الشارع يتجمل ويتزين للقاء الناس، فرب الناس أولى بذلك، كما ورد في الحديث: «ألا إن الله أحق من تُزيُن له».

وقد ورد في السنة نهى أن يصلي الرجل وليس على عاتقه شيء.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply