رمضان .. هل تغير ؟!


 

 بسم الله الرحمن الرحيم

أطلَّ علينا هذا الشهر الكريم، وبدأ الناس بالاستعداد له منذ فترة ليست بالقصيرة، الكل يجري ويستبق الزمن ليعد لهذا الشهر الكريم عدته.. ولكن تختلف همم الناس وطموحاتهم في استغلال أوقات هذا الشهر الكريم..

القنوات الفضائية.. أسواق المواد الغذائية.. الأسواق العامة، فالقنوات الفضائية قد نذرت نفسها طوال العام لتنتقي لهذا الشهر المسلسلات والبرامج، وأصبح رمضان ـ للأسف ـ موسماً مهماً لها لعرض الجديد والترويج له، وأسواق المواد الغذائية تتفنن في إغراء الناس بما لذَّ وطاب من المآكل والمشارب، والأسواق العامة لبست أحلى حللها ورصدت الجوائز للمتسوقين ليقضوا ليلهم في تلك الأسواق استعداداً للعيد.

وغالب المجتمع يدور في فلك هذا الثلاثي خلال رمضان، ولا يعرف من رمضان إلا موسم الأكلات والمسلسلات ليلاً، والعمل أو الدراسة ثم النوم نهاراً..

ما الذي تغير؟ هل رمضان هو الذي تغيِّر أم نحن؟!!

الجواب الأكيد أن الزمان لم يتغير، ولكن الناس هم الذين تغيروا.

إنَّ الله - عز وجل - فرض هذا الصيام وجعله أحد أركان الإسلام لحكم عظيمة أجلَّها التقوى.. (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

فهل من التقوى متابعة القنوات؟ أم التفنن في المأكولات؟ أم التجول في الأسواق والمحلات؟

إنَّ كل يوم يمر لا يرجع، ورمضان إذا مضى لا يعود، وما من أحد إلا سيندم على ما فات إن كان فعل خيراً فيندم إن لم يكن استزاد من الخير، وإن فعل شراً فيندم لم فعله؟ ولمَ لم يتب؟

لنحاول أن نجعل من رمضان هذا العام رمضاناً مختلفاً ليكن همنا الأكبر فيه زيادة التقوى لنشعر أبناءنا عظمة الشهر وفضله، ليلمس الجميع فيه معاني الصيام الحقيقية.. إنه فرصة للتغيير... لنغير من واقعنا.. إنَّ رمضان هذا العام هو رمضان في زمن المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، لم يتغير، ولكن نحن الذين تغيرنا \"إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم\".. فهل نبدأ رحلة التغيير في حياتنا نحو الأفضل؟! أم يمر علينا رمضان هذا العام كما مرَّ علينا رمضان في الأعوام السابقة؟!!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply