ما أحلاك يا رمضان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أما حديث التائبين وخاصة في شهر التوبة فعجيب غريب، واسمع هذا التائب في رمضان وهو يحاول أن يصف فرحته وسعادته فيقول:

\"ما أجمل رمضان وما أحسن أيامه، سبحان الله! كل هذه اللذة وهذه الحلاوة ولم أذق طعمها إلا هذا العام، أين هي عيني كل هذه السنوات؟

إيه..بل أين أنا عنها، فإن من تحر الخير يعطه، ومن بحث عن الطريق وجده، ومن أقبل على الله أعانه.

صدق الله في الحديث القدسيº من تقرب منى شبراً تقريب منه ذراعا،، كما في الصحيحين، سبحان الله!

أشعر أن حملاً ثقيلاً زاح عن صدريº وأشعر بانشراح فسيح في نفسي، أول مرة في حياتي أفهم تلك الآية التي أسمعها تقرأ في مساجدناº فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء،، أين ذلك الضيق؟

وتلك الهموم التي كانت تكتم نفسي حتى أكاد اصرع؟ أين تلك الهواجس والأفكار والوساوس؟

أين شبح الموت الذي كان يلاحقني فيفسد علي المنام؟

إنني أشعر بسرور عجيب، وبصدر رحيب، وبقلبي لين دقيق، أريد أن ابكي!

أريد أن أناجى ربى واعترف له بذنبي، لقد عصيت وأذنبت وصليت وتركت وأسررت وجاهرت وأبعدت وقربت وشرقت وغربت وسمعت وشاهدت..

ويح قلبي من تناسيه مقامي يوم حشري

واشتغالي عن خطايا أثقلت والله ظهري

ليتني اقبل وعظي ليتني اسمع زجــري

والله لولا الحياء ممن بجواري لصرخت بأعلى صوتيº أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنب إلا أنت،، لسان حالي يقول للإمامº لماذا قطعت علي حلاوة المناجاة يا إمام! لماذا رفعت من السجود فحرمتني من لذة الاعتراف والافتقار للواحد القهارº يا إمام أريد أن أبكى فأنا لم أبكى منذ أعوام..

 

ألا يا عين وحيك أسعديني *** بطول الدمع في ظلم الليالي

لعلك في القيامة أن تفوزي *** بخير الدهر في تلك العلالـي

 

يا إمام أسمعني القرآن، فلقد مللت ملاهي الشيطانº يا إمام لماذا يذهب رمضان وفيه عرفنا الرحمن وأقلعنا عن الذنب والعصيان!

 

في صيام الشهر طب ليس يبديه طبيب

فيــه أسرار يعيها صائم حقاً أريب

فيه غيث من صفاء ترتوي فيه القلوب

فيه للأرواح شفع دونه الكون الرحيب

صائم في درع تقوى تجلي عنه الكروب

 

ما أحلاك يا رمضان.. ما أجملك.. سأشغل أيامك ولياليك، بل ساعاتك وثوانيك.. كيف لا وقد وجدت نفسي فيك!! أليس في الحديثº رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم أنسلخ قبل أن يغفر له،، كما في الترمذي وقال حسن غريب.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply