رمضان كريم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

شهر رمضان المباركº جعله الله - تعالى - وقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام، ومبانيه العظام، ووضع فيه من الفضل العظيم ما جعله شهراً فاضلاً، فهو شهر صيام وقيام، وبرٍّ, وإحسان، وقراءة القرءان، وجود وإكرام، وإكثارٍ, من فعل الطاعات، وكفِّ عن المحرمات..

 

وفرصةٍ, تُهتبل، وميدان يشمر فيه عن ساق للتوبة إلى الله - تعالى -، المحروم فيه من ساواه بغيره من الشهور،

وغادره الشهر دون أن تُغفر ذُنُوبُه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رَغِمَ أنفُ رجلٍ, دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له)) رواه الإمام أحمد.

 

ومع ذلك كُلِّه ـ يحزّ في النفس ـ أن نجد كثيراً من المسلمين ينظرون إلى أنَّه شهر نوم وكسل، بل بعضهم يراه شهراً يُتَسَامَحُ فيه بارتكاب المنكرات، والتفريط في الطاعات.

* فتجد أحدَهم إذا نام عن صلاته، وَنُبِّهº بادر إلى قول: رمضان كريم.

* وإذا غشَّ في بيعه وشرائه، وليم في ذلكº بادر إلى قول: رمضان كريم.

* وإذا اغتاب مسلماً، وقيل له: هذا حرامº بادر إلى قول: رمضان كريم.

* وإذا نام عن الذهاب إلى عمله، وعُوتب في ذلكº بادر إلى قول: رمضان كريم.

* وإذا قطع إشارة مروريةº وانتُقِدَ فِعلُهُº بادر إلى قول: رمضان كريم.

 

وهكذا تنقلب المفاهيم، ويصبح المستقبح في رمضانº مستحسناً، والمستبشعº معفواً عنه، بحجّة أنَّ ((رمضان كريم))، وما علم هؤلاء أنَّ العمل الصالح يزداد حُسناً في الأزمنة الفاضلة، والعمل السيء يزداد سوءً فيها. وإنَّ من أعظم حِكَمِ مشروعية الصيام: أن يتعلم العبدُ كيف يتَّقِي الله - تعالى -، وتقوى الله - تعالى -تكون بفعل المأمور، وترك المحظور، واجتناب المشتبهات، والمسارعة في الخيرات.

قال - تعالى -: [يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ]

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن لَم يَدَع قَولَ الزٌّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهلَ فَلَيسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)) رواه البخاري.

والله الموفق.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply