الفقه والتجديد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فهذا بحث عن الفقه والتجديد، حاولت فيه أن أشير إلى معالم هذا الموضوع باعتباره من أهم الموضوعات التي تشغل بال الفقيه المسلم في هذا العصر، ولقد انقسم الناس حيال هذا الموضوع إلى طرفين ووسط، قسم رأى البقاء على القديم، واستراب من كل جديد وتجديد، وقسم فتح الباب على مصراعيه لكل تجديد حتى وإن كان في الثوابت والأصول، وقسم رزقه الله إصابة الوسط فأصاب الحق وقبل التجديد بالضوابط الشرعية، وسدَّ الباب على التفريط والإفراط.

وأنا أعلم أن الكتابات في هذا المجال كثيرة، ولكن أحببت أن أسهم في إيضاح المعالم البارزة لهذه القضية التي ربما تتناثر أجزاؤها في كتب وأبحاث متفرقة، بالإضافة إلى التنبيه على قضايا تهم الفقيه المتصدي للتجديد.

وقد كانت خطة هذا البحث على النحو التالي:

التمهيد: ويشتمل على المطالب الآتية:

المطلب الأول: تعريف الفقه لغة واصطلاحاً.

المطلب الثاني: تعريف التجديد لغة، وبيان المقصود بتجديد الفقه، وبيان أن التجديد سنة ماضية.

المطلب الثالث: خصائص الشريعة، وتشمل (1) الربانية (2) الوسطية والاعتدال (3) الشمول (4) الثبات والمرونة.

المطلب الرابع: عدم منافاة التجديد للأصالة.

المبحث الأول: مجالات التجديد ويشتمل على ما يلي:

(1)تنـزيل الحكم الشرعي على الواقع المعاش.

(2)مراجعة التراث الفقهي مراجعة استفادة وتمحيص.

(3)إيجاد الحلول الشرعية للمستجدات والنوازل.

(4)تقريب الفقه للناس وتيسيره.

المبحث الثاني مبررات التجديد، وبواعثه، وهي:

(1)التغيرات الهائلة في الحياة المعاصرة.

(2)سيطرة أنماط الحياة الغربية وأعرافها على كثير من جوانب الحياة.

(3)الانبهار بالفكر الغربي، وتصدي هؤلاء المنبهرين للحديث عن القضايا الشرعية.

(4)الجمود الفقهي، والتعصب المذهبي.

المبحث الثالث صفات المجدد:

(1) العلم. (2) العدل. (3) الاعتدال (4) القدوة.

المبحث الرابع: مزالق التجديد. وهي:

(1)المصلحة المتوهمة.

(2)مسايرة الواقع بعجره وبجره.

(3)الاجتهاد قبل اكتمال الأهلية.

(4)الاجتهاد في موارد النص.

(5)مسايرة الهوى.

(6)عدم فهم الواقع.

(7)تقليد الفكر الغربي.

المبحث الخامس: تنبيهات:

المصادر والمراجع:

وفي ختام هذه المقدمة، أسأل الله التوفيق والسداد، وأن يجعل عملنا خالصاً وصواباً، إنه على كل شيء قدير

 

المطلب الأول: تعريف الفقه لغة واصطلاحاً

·تعريف الفقه لغة: مطلق الفهم قال تعالى: (مَا نَفقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ)(1) وقال: (واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي)(2)

·والفقه اصطلاحاً: معرفة الأحكام العملية الفرعية المستنبطة من أدلتها التفصيلية.

وعلم الفقه من أهم العلوم الشرعية، إذ هو العلم الذي تعرف به الأحكام من الحلال والحرام والمندوب والمكروه والمباح، وتشتدّ إليه الحاجة في كل عصر وأوان، وقد يسع الرجل جهل تفسير آية، ويند عنه معرفة درجة حديث، أو حال راو، ولكن لا يسعه الجهل بالأحكام الشرعية المتعلقة بصحة طهارته أو صلاته أو صومه. وقديما قال بعضهم:

إذا مـــــا اعتزَّ ذو علم بعلم *** فعلم الفـــقه أولى باعتزاز

فكم طيب يفوح ولا كمسك *** وكم طيــــر يطير ولا كباز

ولقد مكث النبي – صلى الله عليه وسلم – بين ظهراني الصحابة، يفتيهم، ويجيب على أسئلتهم، وكان القرآن يتنـزل على النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة يتعلمون ويتفقهون من الكتاب والسنة، ولما قبض النبي – صلى الله عليه وسلم – حمل راية الفقه أصحابه، وكان بعضهم أفقه م

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply