لا يحل لمسلم ولا مسلمة أن يلبس شيئاً فيه صورة إنسان ولا حيوان


 بسم الله الرحمن الرحيم

الأصل في العبادات أنها توقيفية لا يقبل منها شيء إلا إذا كان على منهاج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أما ما سوى العبادات من العادات فالأصل فيها الإباحة، فلا يحرم منها شيء إلا ما حرَّمه الله ورسوله.

 

من ذلك اللباس والزينة، فإنه يحل للمسلم أن يلبس ويتزين بما شاء ما لم يكن محرماً أو مكروهاً، أما ما حرم الشارع فلا يحل لمسلم أن يلبسه أو يتزين به، ولا يمكِّن أحداً ممن يعول من النساء والأطفال من ذلك.

 

من تلك الأمور التي حرمها الشارع الحكيم في اللباس أن يلبس المسلم ثوباً أو قميصاً ونحوهما فيه صورة إنسان، أو حيوان، أو طير، صغيرة كانت الصورة أم كبيرة، وذلك لأن صورة ما فيه روح من الإنسان والحيوان تمنع دخول ملائكة الرحمة، وفي ذلك ضرر بليغ على لابس هذا الثوب ومن يدخل عليهم ويسكن معهم من الأهل وغيرهم، فضرر لبس ثوب فيه صورة ضرر متعدٍ, على غيره من الناس.

 

صحَّ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: \"إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة\". 1

 

تزداد حرمة لبس ما فيه صورة ذي روح على الرجال والنساء والأطفال إذا كانت الصورة لكافر، أو فاسق، أومَن يُعتقد فيه النفع والضر.

وتشتد الحرمة كذلك بدخول المسجد بهذه الملابس لما في ذلك من إيذاء الملائكة، وشغل المصلين عن صلاتهم بالنظر إلى هذه الصورة.

 

فالحذر كل الحذر من مخالفة أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فمخالفة أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فتنة، وقد فُسِّرت الفتنة بالشرك: \"فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم\" الآية، كما قال الإمام أحمد - رحمه الله -، وقد مدح الله المؤمنين بقوله: \"إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا\". 2

 

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن رآه يأكل بشماله: \"كل بيمينك\"، قال: لا أستطيعº فقال له: \"لا استطعت\"3، ما منعه إلا الكِبر، فلم يرفع يده إلى فيه، فقد شلت في الحال.

 

اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا وأهلينا من الراشدين، وصلى الله وسلم على رسول رب العالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply