أيام الحج موسم الطاعة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

أيها الناس، اتقوا الله -تعالى- حق تقاته ولا تموتن إلى وأنتم مسلمون فأطيعوا أمره ولا تخالفوه فتكونوا من الخاسرين، واذكروه قياما وقعودا وعلى جنوبكم ولا تكونوا من الغافلين، واشكروه على ما أولاكم من الخيرات ولا تكونوا بنعمته من الجاحدين، واغتنموا أوقات الفراغ قبل أن تتقلص الأوقات فتكونوا فيها من المفرطين، واعلموا عباد الله، أنكم في موسم عظيم، وفي موسم كريم وأيام شريفة، لا ينبغي تضيعيها، ولا التفريط في حفظها فإنها أيام الحج، وأيام الذكر، وأيام العبادة وأيام الطاعة، وأيام القربات التي أقسم الله -تعالى- بها في محكم الآيات، وسماها الأيام المعلومات، وأمر بذكره فيها ليكون العبد من الذاكرين، فقال الله -تعالى-: لِيَشهَدُوا مَنَافِعَ لَهُم وَيَذكُرُوا اسمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ, مَعلُومَاتٍ, عَلَى مَا رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعَامِ.

هكذا أمرهم بأن يشهدوا منافع لهم، وأن يكثروا من ذكر الله، ويخص هذه الأيام المعلومة بالإكثار من ذكر الله -تعالى-، وأقسم الله بهذه الليال في قوله -تعالى-: وَالفَجرِ وَلَيَالٍ, عَشرٍ, فالليال العشر: هي هذه الليال أي ليالي العشر من ذي الحجة، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل هذه الأيام بقوله -عليه الصلاة والسلام-: ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء أي هذا بلغ درجة الفضل، وأما بقية الأعمال..

فالعمل في هذه الأيام أفضل منها، وإن أفضل الأعمال التي تعمل في هذه الأيام أداء مناسك الحج، الذي جعله الله فريضة على الأمة، وأمرهم به، وجعله ركنا من أركان الدين، فقال -تعالى-: وَأَتِمٌّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ لِلَّهِ أي أكملوه أو أكملوا مناسكهما.

وكذلك قال -تعالى-: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجٌّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا وبين الله -تعالى- أن الحج له مواسم وله أوقات، فقال -تعالى-: الحَجٌّ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ أخبر بأن الحج أشهر، بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أشهر الحج بأنها:شهر شوال، وشهر ذو القعدة، والعشر الأول من شهر ذي الحجة ينعقد الحج فيها، ولا ينعقد قبلها ولا بعدها لفوات موسمه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply