المسلمون ليسوا إرهابيين وإنما هم ضحية الإرهاب العالمي


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، بيّن لنا في القرآن الكريم، أن أمم الكفر تتوحّد على محاربة الإسلام والمسلمين، مصداقا لقوله - تعالى -: (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير / الأنفال 73).

وأشهد أنّ محمدا رسول الله، حذّر المسلمين من تداعي أمم الكفر عليهم: فعن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلّة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنّكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم، ولَيقذفنّ الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حبّ الدنيا وكراهية الموت. / رواه أبو داود).

وارض اللهم عن المسلمين الأوائل، الصادقين، الذين توحّدوا تحت راية الإسـلام، وقاتلوا أعداء الله، فمنّ الله عليهم بالنصر والعزة والتمكين في الأرض، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون/ آل عمران 102)، أمّا بعد:

قال الله - عز وجل -: (وقاتلوا المشركين كافّة كما يقاتلونكم كافّة واعلموا أن الله مع المتقين / التوبة 36).

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط المجاهد، أيها المسلمون في العالم:

الأعداء الكفّار والمشركون على اختلاف عقائدهم الفاسدة وجنسياتهم وقومياتهم في العالم، من يهود، وصليبيين، وشـيوعيين ملحدين، ووثنيين، وعلمانيين، خاصّة اليهود، والولايات المتحدة الأمريكية، التي تولت كبرها في عدائها لنا ولأمتنا -، يشنون حربا مسعورة وعدوانا شاملا، على الإسلام والمسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها.

هذه الدول تعقد لقاءات و مؤتمرات عالمية مستمرة بحجة ما يسمونه (محاربة الإرهاب)، وتكثر وسـائل الإعلام العالمية الحديث عن ذلك، وأخيرا أعلنت أمريكا وحلفاؤها خاصّة بعد الهجمات في أيلول الحرب على الإسلام والمسلمين، وشنّوا عدوانا سـافرا، على أفغانستان، أهلكوا الحرث والنسل، وها هو الاحتلال اليهودي يشنّ عدوانا مشابها، ويمارس الإرهاب بأبشع صوره ضد شعبنا، بمساعدة أمريكا وأوروبا، وهاهم يعدّون العدة لشن عدوان على العراق الشقيق وغيره من بلاد العرب والمسلمين، - فيا خفي الألطاف نجّنا مما نخاف، اللهم احفظ العراق الشقيق من إرهابهم، وكلّ بلاد المسلمين، اللهم ردّ كيد المعتدين إلى نحورهم، ونعوذ بك من شـرورهم -، (ولا يحيق المكر السيّء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا فاطر 43).

معشر المسلمين:

إن هذه الدول الكافرة المعادية، تمارس إرهابا كبيرا، وإجراما واسعا، على شعبنا وأمتنا، ثم تضلل الشعوب، وتصف الإسـلام والمسلمين بالإرهاب، يصدق فيهم المثل العربي (رمتني بدائها وانسلّت)..وإليكم بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر- على الإرهاب العالمي ضد الإسلام والمسلمين:

المثال الأول: إرهاب إسرائيل وعدوانها الشامل، ترتكب المجازر، تقتل، تغتال، تهدم البيوت، تقصف بالطائرات والدبّابات (الأمريكية)، تهلك الحرث والنسل، تحاصر شعبا بأكمله، وتفرض منع التجول لأشهر عديدة..أو ليس هذا إرهابا!.

المثال الثاني: الاحتلال الروسي للمسلمين في الشيشان، وتدمير مدنه وقراه، وقتل وتشريد عشرات الألوف، واستخدام الأسلحة الفتاكة، والغازات السامة كما حدث قبل أيام -، أو ليس هذا إرهابا؟

 

المثال الثالث: الإرهاب الهندي ضد كشمير المسلمة، ومنذ أكثر من نصف قرن، وقتل وحرق العلماء والمساجد والنهب والسلب والتدمير.

كل ذلك تحت سمع وبصر العالم، وشريعته الدولية المزعومة، أليس ذلك عين الإرهاب ؟

 

أيها المسلمون:

إرهاب الصرب والكروات، وجرائمهم البشعة، بحق المسلمين في البوسنة والهرسك، وكوسوفا، وتدمير المدن، والمساجد، وتهجير مئات الآلاف خارج وطنهم، وهتك أعراض المسلمات ….

العدوان الأمريكي وجرائمه في العراق الشقيق ….

الإرهاب الألماني والفرنسي والتركي (العلماني)، ضد المسلمات المحجبات، ومنعهن من دخول المدارس والجامعات وغيرها ….

أو ليس هذا كله إرهابا ؟!

وهكذا لو رحت أعدد صور الإرهاب العالمي وأمثلته، على الإسلام والمسلمين لطال بنا الحديث.

يا أبناء شعبنا وأمتنا:

إنه لمن المؤلم حقا، أن يمارس العالم إرهابه على شعبنا وأمتنا وديننا وقرآننا ورسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأن يقلب الحقائق، ويصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب. ولكن الذي يدمي القلب أكثر، ممارسة الكثيرين من حكام العرب والمسلمين الإرهاب ضد شعوبهم، ووصف بعضهم جهاد شعبنا، وجهاد المسـلمين في الشـيشان، بأنه إرهاب!!! كان من الواجب عليهم أن يفرّقوا بين المقاومة التي أقرتها الشرائع السماوية، والقوانين والمواثيق الدولية الوضعية، وبين ما يسمونه إرهابا. إننا نقول لكل الأعداء: لقد ولّى الزمن الذي تقتلوننا فيه ولا نقتلكم.

إن علينا أن نعتز بديننا، بجهادنا، وأن نتمسك بإسلامنا، وأن نوحد صفوفنا، وأن نستمر في مقاومتنا وجهادنا والنصر لنا إن شاء الله، (لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) (الروم 4). (عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: جاهدوا المشركين بألسنتكم وأنفسكم وأموالكم وأيديكم )  أخرجه أحمد في مسنده).

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى آله وصحبه، وبعد:

الحكومة \"الإسرائيلية\" السيئة التي انسحب منها حزب العمل التي يرأسها المجرم شارون، ستكون يمينية أكثر تطرفا، وأكثر إجراما ودموية

إننا نطالب السلطة الفلسطينية أن تستعد لمواجهتها، بإصلاح شــامل حقيقي، وأن تعمل على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وتقويه، وتدعّمه، بوحدة وطنية على أساس المقاومة.

إننا نطالب السلطة أن تتوقف عن المفاوضات مع المحتلين، وأن ترفض الخطط الأمريكية لأنها مضيعة للوقت كما أثبت الواقع ذلك، إننا نطالبها أن تعود إلى خيار المقاومة.

كما نطالب شعبنا - بكل فصائله - أن يستمر في المقاومة والصبر والمصابرة والمرابطة.

ونطالب العرب والمسلمين، أن يصحوا من غفلتهم، وأن الحكومة القادمة إجرامية، تسعى للتوسع في عدوانها على العرب والمسلمين، فخذوا حذركم.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الهم احفظ شعبنا وأمتنا، من أعدائنا، (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا ونصرنا على القوم الكافرين / آل عمران 147)، وأقم الصلاة …

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply