بيان شيء من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله ذي الفضل والإحسان والكرم والامتنان اصطفى نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - على جميع بني الإنسان وأدبه فأحسن تأديبه فكان خلقه القرآن وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات الحسان وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله المبعوث بمكارم الأخلاق وأتم الأديان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والذين اتبعوهم بإحسان وسلم تسليماً.

 

أما بعد أيها الناس: اتقوا الله - تعالى -واعرفوا أخلاق نبيكم المصطفى فإنها مشتملة على القيام بحق الله وحقوق عباده وبها الحياة السعيدة والغايات الحميدة كان - صلى الله عليه وسلم - قائماً بشكر ربه منيباً إليه كثير التوبة والاستغفار ((فلقد قام يصلي حتى تورمت قدماه فقيل يا رسول الله أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال أفلا أكون عبداً شكوراً))، ((وقد خير بين أن يكون عبداً نبياً أو ملكاً نبياً فقال لا بل أكون عبداً نبيا)) وقال - صلى الله عليه وسلم - ((إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)) وكان أشد الناس خوفاً من الله ((فكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه فقالت عائشة يا رسول الله الناس يفرحون رجاء المطر وأنت تعرف الكراهية في وجهك فقال: يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح)) وكان مع ذلك أعظم الناس شجاعة وأشدهم بأساً ((فلقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فتلقاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - راجعا وقد سبقهم إلى الصوت واستبرأ الخبر على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف وهو يقول: لم تراعوا)) وكان - صلى الله عليه وسلم - حليما رفيقا ((أدركه أعرابي فجذبه جذباً شديداً وكان عليه برد غليظ الحاشية فأثرت حاشيته في عاتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شدة جذب الأعرابي فقال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك ثم أمر له بعطاء)) وخدمه أنس بن مالك - رضي الله عنه - عشر سنين في الحضر والسفر فما قال له أف قط ولا قال لشيء صنعه لم صنعته ولا لشيء تركه لم تركته وما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده شيئاً قط لا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله وكان أحسن الناس خلقاً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا سباباً ولا لعاناً وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فيكون أبعد الناس عنه وكان أجود الناس فما سئل على الإسلام شيئاً إلا أعطاه فجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمداًً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة وكان أزهد الناس في الدنيا فقد خير بين أن يعيش في الدنيا ما شاء الله أن يعيش وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه وكان يلتوي من الجوع ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه ومات ولم يخلف ديناراً ولا درهماً ولا شاة ولا بعيراً إلا سلاحه وبغلته ودرعه مرهونة عند يهودي بشعير ابتاعه لأهله وكان بيده عقار ينفق على أهله منه والباقي يصرفه في مصالح المسلمين وكان يرقع ثوبه ويخصف نعله ويكون في مهنة أهله ويمشي مع الأرامل والمساكين ويجيب دعوتهم ويقضي حاجتهم ويسلم على الصبيان إذا مر عليهم وكان يمزح ولا يقول إلا حقاً وكان طويل الصمت قليل الضحك كثير التبسم وكان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ وكان محترماً مفخماً إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلموا وكان أشد حياء وأفصحهم لساناً وأبلغهم بياناً صلى ذات يوم الفجر فصعد المنبر فخطب الناس حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر حتى حضرت العصر فنزل فصلى ثم صعد المنبر حتى غربت الشمس فأخبرهم بما كان وما هو كائن.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:(بسم الله الرحمن الرحيم {ن وَالقَلَمِ وَمَا يَسطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعمَةِ رَبِّكَ بِمَجنُونٍ, * وَإِنَّ لَكَ لاَجراً غَيرَ مَمنُونٍ, * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ, عَظِيمٍ,} [القلم: 1-5]بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply