أنا غنية وأحب الهدية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أجمل شئ في الحياة الزوجية هو مفاجأة أحد الزوجين للآخر بهدية يقدمها لشريك حياته، وهذه من صفات الأزواج والزوجات الحاصلين على درجة عشرة على عشرة، فالهدية ضرورية، حتى قيل في المثال: ((ارجع بهدية من السفر، ولو كانت حجر))، لأن الهدية رمز التفكير في الطرف الآخر والاهتمام به وهذا يشبع الحاجة النفسية عنده بتقدير الذات، ولهذا فإننا عنونا هذا المقال بالمثل الشائع: ((أنا غنية وأحب الهدية))، فالعطايا والهدايا لا يسعد بها الفقراء فقط، بل حتى الأغنياء.

 

الهدية تتكلم

 

أن للهدية في الحياة الزوجية لغة تتكلم بها، ويستخدمها الزوجان لتوصيل معان معينة للطرف الآخر.

 

فاللغة الأولى: تعني التجديد، فبعد سنوات من الزواج تقدم الزوجة لزوجها أو الزوج لزوجته هدية وهو يبتسم، ولكن الهدية لو تكلمت بلسان حالها لقالت: ((أنا رمز التجديد في الحياة الزوجية)).

 

وأما اللغة الثانية للهدية فهي: الشكر وتكون بعد جهد أو عمل يقوم به أحد الزوجين، فيقدم الآخر له هدية، لتقول للمهدي له: أنا أشكرك جدا على ما قمت به.

 

وأما اللغة الثالثة فهي: السلامة، وتكون بعد المرور بحادث أو موقف معين يتعرض له أحد الزوجين، فيقدم للآخر له الهدية ولسان حاله يقول: الحمد لله على السلامة.

 

وأما اللغة الرابعة: للهدية: التعبير عن الشوق وبعد الفراق، فيقدم الهدية ولسان حاله يقول: كم اشتقت إليك؟!

 

وأما اللغة الخامسة فهي: آسف، وتكون عند الرجال أكثر منها عند النساء، عندما يخطئ الزوج في حق زوجته ويصعب عليه الاعتذار، فيقدم لها الهدية ولسان حاله يقول: أنا آسف.

 

وهناك لغات كثيرة تعبر بها الهدية، فما على احد الزوجين عند استلام الهدية إلا أن يفكر في المراد منها لكي ينسجم مع الطرف الآخر ومشاعره.

 

كيف تقدم الهدية

 قد تفقد الهدية أحيانا معناها، وذلك إذا لم تقدم بالشكل الصحيح و المطلوب، وأهم شرط ينبغي توفره في الهدية هو، عنصر المفاجأة، لأن أجمل شئ عند الإنسان هو أن يفاجأه شريك حياته بمكافأة مادية أو معنوية: ثم بعد ذلك يفضل توفر الشروط الأخرى من تغليف وفنون في التقديم، واني أعرف صديقا دخل منزله قبل زوجته، ثم أخفى الهدية في غرفة المكتبة خلف أحد الكتب، وعندما دخلت زوجته قال لها: عندي لك مفاجأة ففرحت، ثم قال لها: ما رأيك أن تلعبي معي لعبة، لأنني أخفيت المفاجأة في مكان ما بالمنزل، وكلما تحركت سأقول لك ((بارد بارد))، يعني انك بعيدة، وإذا اقتربت منها فسأقول لك ((دافئ دافئ)) فإذا اقتربت أكثر سأقول ((حار حار))، وبدا اللعبة إلى أن وصلت إلى الهدية واكتشفتها خلف الكتاب، وهناك طرق أخرى يمكن أن يجدد الزوجان حياتهما من خلال ابتكارها، وأما أن يعطي الزوج زوجته النقود، ثم يقول لها: اذهبي إلى السوق واشتري لك هدية، فهذه ليست بهدية وإنما عطية.

 

مرسيدس أم وردة

قال لي أحد الأصدقاء إنه أهدى لزوجته سيارة مرسيدس من نوع ((شبح))، وفاجأها بوجودها عند باب منزله، وسلمها المفتاح ففرحت ومرت الأيام وبعد أسبوعين مر على محل للزهور، ففكر بشراء وردة حمراء، ووضع عليها بطاقة وعبارات لطيفة وقدمها لزوجته عند دخوله للبيت، وقال لها: هذه هدية مني إليك ففرحت، يقول هذا الرجل: إني استغربت من فرحها بالوردة وحديثها لصديقاتها وأهلها أكثر من فرحها بالمرسيدس.

 

وهنا نحن نتساءل إذا أردنا أن نكون متميزين في تقديم الهدية، فهل نشتري هدية للطرف الآخر يستفيد منها المُهدي أم المُهدَى إليه، أم الاثنين معا؟

 

ونقول: إن الهدية كلما كانت لها خصوصية، كلما كان لها الأثر الأكبر. ولعل فرح الزوجة بالوردة والكلمات الرقيقة أكثر من المرسيدس. لأنها امرأة عاطفية، والورد والكلمات دغدغت مشاعرها، بينما لو قدمت الزوجة لزوجها هاتين الهديتين لفرح الزوج الرجل بالمرسيدس طبعا، فالهدية رمز المحبة ويفكر بها الأزواج والزوجات الحاصلون على درجة عشرة على عشرة، وكما أرشدنا النبي - عليه الصلاة والسلام - في قوله ((تهادوا تحابوا)).

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply