من أخلاق المسلم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

أ- فضل الصمت:

خطر اللسان عظيم، ولا نجاة من خطره إلا بالصمت، وأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حافلة ببيان خطورة اللسان ودوره في أن يرقى بالإنسان فينال رضا ربه وينزل منزلاً كريمًا، أو يهوي به في غياهب الضلالات فيهلك، وقد جاء في الأحاديث:

1. (من صمت نجا).

2. وفى الحديث أيضًا: (الصمت حكمة وقليل فاعله).

3. وعن عبدالله بن سفيان عن أبيه قال: "قلت يا رسول الله، أخبرني عن الإسلام بأمر لا أسأل فيه أحدًا بعدك؟ قال: «قل آمنت بالله ثم استقم»، قال: قلت فما أتقي؟ فأومأ بيده إلى لسانه".

4. وعن عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: (أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك).

5. وقال معاذ بن جبل: قلت يا رسول الله، أنؤاخذ بما نقول؟ فقال: (ثكلتك أمك: وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم).

6. قال سفيان بن عبدالله الثقفي، قلت يا رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به. فقال: «قل ربي الله، ثم استقم؟» قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسانه وقال: (هذا).

7. وقال أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل الجنة رجل لا يؤمن جاره بوائقه).

8. وعن سعيد بن جبير -رضي الله عنه- مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تذكر اللسان، تقول له: اتق الله فينا، فإنك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا).

9. وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه كان على الصفا يلبي ويقول: يا لسان قل خيرًا تغنم، واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم، فقيل له: يا أبا عبدالرحمن، أهذا شيء تقوله أو شيء سمعته؟ فقال: لا، بل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه).

10. وفى الحديث قال أبو هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).

11. وفى الأثر: (رحم الله عبدًا تكلم فغنم، أو سكت فغنم).

12. وعن البراء بن عازب قال، جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: دلني على عمل يدخلني الجنة قال: (أطعم الجائع، واسق الظمآن، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير).

13. وفي الحديث: (اخزن لسانك إلا من خير، فإنك بذلك تغلب الشيطان).

14. وقال عبدالله بن مسعود: (والله الذي لا إله إلا هو، ما شيء أحوج إلى طول سجن من لسان).

15. وفي حكمة آل داود: "حق على العاقل أن يكون عارفًا بزمانه، حافظًا للسانه، مقبلاً على شانه".

 

ب- لا نتحدث فيما لا يعنينا:

المطلوب من المسلم والمسلمة حفظ اللسان من كل سوء، والبعد عن كل محرم من الغيبة والنميمة والكذب والجدال، والحرص على إطلاق اللسان فيما خلق له من قول طيب، وذكر وقرآن، وتسبيح، وتعظيم لله.

وهناك أمر يجب أن نحذره، وهو ما لا يعنينا -ما لا دخل لنا فيه- ما لا يهمنا.

1-              جاء في الحديث: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).

2-              عن محمد بن كعب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة»، فدخل عبدالله بن سلام، فقام إليه ناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبروه بذلك.. وقالوا: أخبرنا بأوثق عمل في نفسك ترجو به، فقال: "إني لضعيف، وإن أوثق ما أرجو به الله سلامة الصدر وترك ما لا يعنيني"(روي مرسلاً).

3-              وقال أبو ذر، قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان»، قلت: بلى يا رسول الله، قال: (هو الصمت وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك).

4-              وقال مجاهد سمعت ابن عباس يقول: خمس لهن أحب إليَّ من الدهم الموقوفة:

-       تتكلم فيما لا يعنيك فإنه فضل -أي زيادة- ولا آمن عليك الوزر.

-       ولا تتكلم فيما يعينيك حتى تجد له موضعًا، فإنه رب متكلم في أمر يعنيه قد وضعه في غير موضعه، فعنت.

-       ولا تمار حليمًا ولا سفيهًا، فإن الحليم يقليك- أي يكرهك- ويبغضك، والسفيه يؤذيك.

-       واذكر أخاك إذا غاب بما تحب أن يذكرك به، وأعفه بما تحب أن يعفيك منه، وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.

-       واعمل عمل رجل يعلم أنه مجازى بالإحسان مأخوذ بالاحترام.

-       قيل للقمان الحكيم: ما حكمتك؟ قال: لا أسأل عما كفيت، ولا أتكلف ما لا يعنيني.

-       وقال عمر -رضي الله عنه-: لا تتعرض لما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خشي الله -تعالى-، ولا تصاحب الفاجر فتتعلم فجوره، ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله –تعالى-.

-       وقال الحسن: يا ابن آدم بسطت لك صحيفة، ووكل بها ملكان كريمان، يكتبان أعمالك فاعمل ما شئت وأكثر أو أقل.

-       وقال الحسن: من كثر كلامه كثر كذبه، ومن كثر ماله كثرت ذنوبه، ومن ساء خلقه عذب نفسه.

-       وقال عمر بن عبدالعزيز: "إنه ليمنعني من كثير من الكلام خوف المباهاة".

-       وقال ابن عمر -رضي الله عنهما-: "إن أحق ما طهر الرجل لسانه".

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply