الابتسامة سلاح الداعية


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الداعية.. إن الابتسامة المشرقة تجعل الوجه ينير، والأعصاب ترتاح، والنفس تطمئن، والقلب يتفتح على الخير كما تتفتح الزهور على لمسات الندى..

الابتسامة لا تُكلِّف شيئاً ولكنها تكسب كل شيء، تكسب قلوب الناس.. تكسب حب الحياة.. تكسب حسن الأخلاق:

بُنيَّ إنَّ البرَّ شيء هيِّن * * * وجهٌ طليقٌ وكلامٌ ليِّن

إن أثمن ما في هذه الحياة هو الإنسان.. وأجمل ما في الإنسان وجهه.. وأجمل ما في الوجه ابتسامته.. فإذا اختفت هذه الابتسامة فقدنا أثمن الأشياء.

فالابتسامة مفتاح كل خير ومغلاق كل شر.. لها مفعولها السحري وأثرها العجيب، ولا يمكن أن يتجاهل الابتسامة من يرغب في كسب محبة الآخرين والتأثير فيهم وفتح مغاليق قلوبهم.

 

كسب القلوب والعقول بالابتسامة

يقول الصينيون في حكمة يرددونها: \"إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً\".. ونقول: \"إن الداعية الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يمارس الدعوة قبل أن يتعلم فن الابتسامة\"..

طلب عمال أحد المحلات التجارية الكبرى في باريس رفع أجورهم، فرفض ذلك صاحب العمل، فما كان من عماله إلا أن اتفقوا ألا يبتسموا للزبائن كرد فعل على صاحب المحل.

فكانت النتيجة أن انخفض دخل المحل في الأسبوع الأول حوالي 60% عن متوسط دخله في الأسابيع السابقة.. فانظر أثر عبوس الوجه، وصدق الله العظيم الخبير بالنفوس حين قال الله: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}(آل عمران: 159)، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : \"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق\"، وها هو عبد الله بن الحارث يصف لنا قدوتنا فيقول: \"ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول – صلى الله عليه وسلم- ، وكان لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا\".. فلماذا العبوس يا داعية الإسلام؟؟ أتحمل هماً أكبر من هم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟!

هيا يا داعية الإسلام ويا صانع الحياة، يا من تريد أن تمتلك مفاتيح القلوب لتغرس فيها الخير والإيمان، لترتسم على وجهك ابتسامة مشرقة من أعماق قلبك، ذلك القلب الذي امتلأ بحب الناس ففاض بشراً وسروراً.

ويقول الأستاذ محمد قطب: \"لا يكفي المال وحدة لتأليف القلوب، ولا تكفي التنظيمات الاقتصادية لتعديل الأوضاع المادية، لابد أن يشملها ويغلفها ذلك الروح الشفيف، المستمد من روح الله، ألا وهو الحب، الحب الذي يطلق البسمة من القلوب فينشرح لها الصدر وتنفرج القسمات فيلقى الإنسان أخاه بوجه طليق\". وقال الشاعر:

هشت لك الدنيا فمالك واجمٌ * * * وتبسمت فعلام لا تتبسم

إن كنت مكتئباً لعزٍ, قد مضى * * * هيهات يرجعه إليك تَندّم

وأوصيك قبل أن تنكر منكراً \"ابتسم\" وسترى العجب العجاب. قد تقول لي: هذا ليس على إطلاقه. أقول: نعم، ولكن في أحيان كثيرة لا تنفع إلا الابتسامة.

وأنا متفق معك أن هناك منكرات تحتاج إلى قوة وحزم، فأقول: نعم، وأنت إن شاء الله ممن يقدّر الأمور ويفهم كيف يتعامل مع القضايا.

وأوصيك أن تأخذ سلاح (الابتسامة) معك دائماً، إن كنت تريد التأثير في قلوب الناس وأرواحهم، الابتسامة الصادقة الصافية، لا الابتسامات المصطنعة..

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply