سنبلة القدوة والأخوة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مازال الشيخ القاسم ينقلنا معه ويطلعنا على غرسه المثمر، وهاهو في كل حلقة يغرس غراساً جديدة.

* القدوة.. كلمة نادرة خاصة في مجتمع النساء.. أما هي فإنها قدوة في العلم والخلق والأدب.. ثم هي قدوة في اللباس الإسلامي الكامل.. لباس بسيط ساتر.. من يعرفها ويعرف وضعها المادي وثرائها يتعجب من لباسها وحشمته وبساطته إنها القدوة وصدق الله: ((وَلِبَاسُ التَّقوَىَ ذَلِكَ خَيرٌ)) (الأعراف: 26).

أما تلك التي كأنها طاووس ما رأت موديلا أو صرخة أزياء على كافرة إلا تبعتها، فلا يقال لها إلا: ((حذو القذة بالقذة ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)).

* كلما استقر بها المقام في مجلس تحدثت عن مدارس تحفيظ القرآن والفائدة من الدراسة فيها، وتذكر لهم من رأت وكم حفظن، وتسهل عليهن أمر الذهاب إليها.. إنها داعية إلى هدى وخير.. تشارك في بث روح الهمة والجد لحضور الدورات المقامة لحفظ القرآن الكريم.

* في المجتمعات والمناسبات تقيم بعض المسابقات وجعل الأسئلة وعظا غير مباشر للمحاضرات.. فتسأل: ما هي شروط لباس المرأة المسلمة؟! هل يجوز لبس العباءة المطرزة؟! وهكذا.

* بين حين وآخر تساهم في دعم صوت الإسلام من خلال الاشتراك في مجلات إسلامية وترسلها إلى مراكز ومعاهد إسلامية في الخارج..

* منذ أن سكنوا في الحي الجديد وزوجها يردد بين حين وآخر على مسامعها: رجال الحي لا يشهدون صلاة الفجر في المسجد، وقد نصحتهم فلم أر استجابة وقبولا.. وعندما علمت زوجته أن نساء الحي يجتمعن كل يوم ثلاثاء في جلسة فكاهة وأحاديث دنيوية.. قالت: هذا مدخل لنا.. ذهبت في الموعد ورحب بها الجميع وبعد جلستين فقط أشارت عليهن أن تتحول هذه الجلسات إلى جلسات مباركة يعلوها آية وحديث.. ودرس بينهما.. وافقن مع تردد البعض ولكن صاحبة الهمة سلكت الطريق الأسهل وبدأت تقرأ فتاوى عن الطهارة حتى فغر النساء أفواههن

من الجهل.. شهور فإذا برجال الحي يشهدون الفجر.

 

سنبلة الأخوة

* كثيرات يتمنين أن يكن داعيات دون جهد.. وكثيرات يتمنين أن يكن مجاهدات دون صبر.. إنها طرق الجنة.. تحتاج إلى صبر ومصابرة وجهد ومشقة وبذل للوقت والمال.. كانت معلمة في المرحلة المتوسطة.. معلمة دعوية علمت أن الابتسامة طريق للوصول إلى قلوب الطالبات فكانت كذلك.. تسلم وتسأل وتناقش برحابة صدر وسعة بال.. تسأل عن تلك وتقضي حاجة الأخرى.. وعندما تغيبت إحدى طالباتها عن الحضور سألت عنها فجاءها العذر المتكرر إنها متعبة.. وعندما مرت أيام أعادت السؤال وألحت في طلب الإجابة حتى سألت أختها التي تكبرها وهي في المرحلة الثانوية.. فأعلمتها أنها مع بداية خروج الطالبات عثرت قدمها في درج المدرسة الخارجي وأصابها ألم شديد في قدمها.. وطلبت من أبي أن يذهب بها إلى المستشفى ولكنه رفض بحجة أن هذا من عدم المبالاة عند المشي وقال لأمها: دعيها تتعلم المشي.

بعد أسبوع من الغياب طلبت المدرسة هاتف المنزل وحدثت الوالدة عن عدم ذهابهم بها إلى الطبيب وعن تغيبها عن المدرسة وضياع بعض الدروس والحصص عليها.. وبعد إلحاح شديد من الأم ذهب بها والدها إلى المستوصف القريب ثم طلبوا تحويلها إلى المستشفى.. وبعد تحاليل وتقارير طويلة.. فإذا بسرطان في القدم قد أصابها.. لازمت السرير في المستشفى وكانت المدرسة الداعية خير عون لها في محنتها، تعزيها وتواسيها، وتكرر عليها آيات الصبر واليقين، ولم تتركها يوما واحداً.. بل كانت كل يوم تذهب لها متحملة المشقة في ذلك.

وكانت زيارتها كالبلسم للمريضة ذات الخمسة عشر عاماً، فهي تحمل إليها شريطاً أو كتاباً.. ولم يقف الأمر عند حد وقت الزيارة بل كانت تهاتفها.. هل قرأت الكتاب؟ وهل مررت بالفائدة التي في صفحة كذا؟!

وهكذا ملأت عليها الفراغ وجعلتها امرأة سلكت طريق الصبر والاحتساب..علمتها الرقية الشرعية وكانت تقرأ عليها وهي ممسكة بموضع الألم..في إحدى الزيارات لاحظت المدرسة إنها تتأخر عن صلاة الفجر فكان أن وعدتها أن توقظها لصلاة الفجر.. وتعيد الاتصال بعد خمس دقائق لتتأكد أنها قد استيقظت تماماً.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply