ومضات على الطريق !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم


 

طلاقة الوجه سمة الملتزمين:

قد يتعجب كثيراً حينما يسمع البعض يردد أن الملتزمين لا يضحكون وأنهم دائما يتهجمون في وجوه غيرهم ولعل هذا العجب ينتابني حينما أقرأ في ديني كيف أنه يجب على المسلم الملتزم بدينه أن يكون بشوشا يبتسم ويضحك مع الآخرين, وكيف أنه يجازى على ذلك خيرا طالما أنه قال حقا ولم يكذب ولنا في ذلك أسوة حسنة في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الذين ساروا على نهجه, فعن عبد الله بن الحارث بن حزم قال: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويروى أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: \" لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق \" أي سهل منبسط، وقال - صلى الله عليه وسلم -: \" تبسمك في وجه أخيك صدقة \"، وغير ذلك من الأحاديث التي تحثنا على طلاقة الوجه في تعاملنا مع الآخرين, وبذلك لا يمكن أن نتصور ملتزم يمكن أن يطلق عليه ذلك يتجهم في وجوه الآخرين, بل سنجد البشر والسرور في وجهه تجاه الآخرين, ولعل ذلك أيضا يحتاجه في المقام الأول الدعاة الذين يحملون هم هذا الدين ويدعون إليه, فإن التزامهم بهذا البشر والسرور يجعل قلوب المدعوين تتألف حولهم وتجتذب إلى دعوتهم النفوس، وأختم حديثي بقول للعلامة المناوي في تعليقه على ما ذكرنا من أحاديث فيقول: \" وفيه رد على العالم الذي يصعر خده للناس كأنه معرض عنهم، وعلى العابد الذي يعبس وجهه ويقطب جبينه كأنه منزه عن الناس مستقذر لهم أو غضبان عليهم \".

 

أبي لا يجلس معنا...!!!

هذه صرخة من الأبناء الذين لا يجدون آبائهم برغم أنهم مازالوا على قيد الحياة.. هذه صرخة من الكبار والصغار في زمن انشغل الآباء بأعمالهم من أجل تحصيل الأموال حتى و ولو كان ذلك على حساب الأبناء وعلى حساب تربيتهم والجلوس معهم ومعالجة مشاكلهم ومتابعة أخبارهم, ولعل هذا الانشغال عن الأبناء كان سببا في الكثير من الفتن التي تحياها الأمة, فالأب الذي لا هم له إلا جمع المال يكون سببا في ضياع الأبناء وانشغالهم بالتوافه من الأمورº لأنهم لا يجدون من يوجههم وينصحهم ويبين لهم الصواب من الخطأ, فتجدهم يصاحبون من يشاءون وقتما يشاءون, وما أكثر أصدقاء السوء في هذا الزمان كما أنهم يكونون بعيدا عن دينهم لا يعرفون عنه إلا القليل ولا يعملون به إلا القليل أيضا, وغير ذلك من المصائب التي تترتب على ترك الآباء تربية الأبناء, ولذلك فإني أدعوا جميع الآباء إلى مراجعة أنفسهم في تربية أبناءهم ويعلموا أنها مطلب شرعي لا يجب التفريط فيه, كما أن في تربية الأبناء على الإسلام وأخلاقه وآدابه مكسب كبير لآبائهم في دنياهم وآخرتهم, فلننتبه إلى ذلك قبل فوات الأوان.

 

المواصلات وتضييع الأوقات... !!

حينما ينظر المرء منا وهو يسافر في أي وسيلة من وسائل المواصلات المعروفة يجد العجب العجاب, فتضييع الوقت هو السمة الأساسية التي يشترك فيها أغلب المسافرين, فلا نجد اهتماما بوقت السفر ومحاولة استغلاله في أمر نافع مفيد, بل إن الأمر يكاد أن ينقلب من تضييع الوقت إلى ارتكاب المعصية, فنجد الاختلاط بين النساء والرجال, والحوارات الثنائية بينهم والتي لن تخلو من التوافه وإطلاق البصر, والحديث عن الآخرين بالضحك والاستهزاء إلا من رحم ربي.

إن ما يبحث في سفرنا يجعلنا ندرك الفرق بيننا وبين غيرنا, فهم لم يتقدموا من فراغ ولم يسبقونا بقليل الأعمال, بل إنهم بذلوا واجتهدوا وكانوا حريصين كل الحرص على الوقت حتى أن البعض ممن سافر إلى تلك البلاد يروي أنهم كانوا يستغلون أوقات السفر مهما كان قصرها في أمر نافع ومفيد, فبعضهم يحمل معه كتاب يقرأه, وآخر معه صحيفة يأخذ منها مراده إلى غير ذلك من وسائل النفع, ولعلنا يجب أن نكون أشد حرصاً من هؤلاء على الوقت فلا نصرفه إلا في طاعة الله, فإذا كنا في السفر نحرص على صرف هذا الوقت في أمر يفيدنا كقراءة القرآن, أو ذكر الله - عز وجل -, أو الاستغفار, أو تصفح المجلات والصحف النافعة لنا في ديننا ودنيانا, أو مدارسة العلم النافع, أو الحديث النافع مع الآخرين وغير ذلك من الأمور النافعة التي تحتاج نية صادقة منا, وفهما سليما لقيمة الوقت في حياة المسلم.

 

كان شحيحا على دينه.... !!

إننا نتساءل وبأعلى صوتنا ونصرخ ونقول: أين علماؤنا الذين ينأون بأنفسهم عن مخالطة أصحاب المناصب الدنيوية خشية على الدين والدعوة؟ سؤال إذا طرح في وقتنا هذا فستكون الإجابة قاسية ولكني أذكر علماؤنا وأذكر إخواني بهذا الموقف للإمام أبي حنيفة- رضي الله- لعلنا نعرف من هو العالم الحقيقي الذي يجب أن يحترم ويقدر ولعل ذلك يذكرنا بالزمن الجميل, فأبو حنيفة كان قد أمر له أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور بعشرة آلاف درهم، فما رضي بأخذها فجاء إليه بهذا المال رسول الحسن بن قحطبة الوالي فدخل عليه فلم يكلمه فوضع المال في جراب في زاوية البيت، فأوصى الإمام أبو حنيفة ابنه قائلاً له: إذا مت ودفنتموني فخذ هذا المال واذهب به إلى الحسن بن قحطبة فقل له: خذ وديعتك التي أودعتها أبا حنيفة، قال ابنه: ففعلت ذلك، فقال الحسن: رحمة الله على أبيك فلقد كان شحيحاً ع%E

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply