خوارم المروءة !


  

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال:

هل العادات القبليَّة تُقنَّن بالشريعة الربانية؟ وما هي خوارم المروءة؟ وما هو العرف؟

 

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

يعرِّف العلماء العرف الشرعي بأنه: [ما استقر في النفوس، واستحسنته العقول السليمة، واستمر الناس عليه مما لا يخالف الشرع]. فتقييده بالاستقرار يخرج ما لا يستقر، كالعرف الطاري الذي لا يستقر ولا يدوم. وتقييده بما استحسنته العقول السليمة يرد ما تلقته العقول والطباع غير السليمة، كاعتبار مظاهر الإباحة واللهو عرفاً كما في البلاد الغربية ونحوها، وذلك لأن طباع أصحاب تلك المظاهر غير سليمة، ومنحرفة عن الفطرة السليمة. وتقييده بما لا يخالف الشرع يخرج ضده مما يخالف الشريعة، كإباحة الربا، وعدم تمكين الخاطب من رؤية خطيبته..

 

والعرف والعادة عند الفقهاء يستعملان بمعنى واحد، فيقال: (العادة محكمة)، (وما عرف عرفاً كما اشترط شرطاً) وهكذا.فالعادة مأخوذة من العود وهو التكرار، والعرف من الاستقرار والاستمرار، وقد يتغير العرف والعادة من قوم إلى آخرين، ومن زمن إلى آخر. ولكنه تغير نسبي وبطيء وغير مفاجئ، ومن ذلك يقال: العرف قولي وفعلي ومستقر ومتغير.

يقول الشاطبي في الموافقات (2/298) \"منها ما يكون متبدلاً في العادة من حسن إلى قبيح وبالعكس، مثل كشف الرأس، فإنه يختلف بحسب البقاع في الواقع، فهو لذوي المروءات قبيح في البلاد الشرقية، وغير قبيح في البلاد الغربية... \" ا. هـ.

ولكن هذا العرف -وهو كشف الرأس- قد تغير اليوم في بلاد الشرق والغرب. وعلى ما سبق فإن خوارم المرؤة والعرف والعادة لا يمكن أن تقنن الشريعة ولا تقيدها. ولكن الشريعة هي التي تقننها، وهي الحاكمة عليها كما هو ظاهر في التعريف السابق للعرف، حيث يشترط (ألا يكون مخالفاً للشرع). ولا يشترط أن يدل على العرف والعادة دليل من الشرع، إذ لو تم ذلك للزم اتباع الدليل لا العرف.

أما العادات القبلية فكثير منها يخالف الشرع، فهو مردود، والقليل منها لا يخالف الشريعة، فيؤخذ به ما لم يتغير بين الناس، ككشف الرأس، والأكل في السوق، ونحو ذلك مما تغيرت فيه عادات الناس وأعرافهم اليوم. والله أعلم.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply