إدمان المعاصي...مخاطر وحلول


  

بسم الله الرحمن الرحيم

- اتصل بي شخص وقال إنه كان برفقة مريض إلى إحدى الدول الأوروبية ثم لما طال علاج مريضه كان يعبث بجهاز التلفزيون ليلقي نظره على مشاهد خلاعة ومجون ثم تعلق قلبه بها وعاش في صراع بين الترك والإقبال، ثم أرخى نفسه لنوازع الشر ولما رجع إلى بلده صار يذهب كل ثلاثة أشهر من أجل هذه المشاهد وتطور به الأمر ليأتي بالأفلام ويتابعها ويدخل مواقع عبر الشبكة العنكبوتية، ثم دخلت عليه زوجته ذات يوم وهو متلبس ولم يردعه ذلك ولم يتوقف ثم طلب منها مشاركته في المشاهدة فاستعاذت بالله منه ومن هذه القاذورات ثم ثم طلبت منه وبأدب أن يبتعد عن هذه الوساخة، ويدرك الصلاة التي حان وقتها، فازداد عناداً ومكابرة ويقول: لأني كلما صليت عرضت لي الأفلام القذرة كلها ثم اعتزلت عن الناس وكل همي تلك المشاهد حتى في العمل أدخل على تلك المشاهد من أجهزة النت.

- هذه المشكلة لا أحب أن أطرحها على الملأ لولا أنها تكررت من أشخاص كثيرين بنفس تلك البلاد وهو الإدمان على مشاهدة هذه القاذورات والأوساخ والانحطاط، فقلت للشخص أنت تريد العلاج حقاً أم أنك تود الاستماع دون التنفيذ، فأكد أنه مقر بالخطأ ويريد الإقلاع عنها، فذكرت له الخطوات التالية:

ادع الله - عز وجل - وقل يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك، وقل: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}, وألح على مولاك وابك واستغل الأوقات التي هي أحرى للإجابة، ثم استشعر أنك في مملكة الرب - سبحانه وتعالى - فكيف تعصيه وهو ينظر إليك وهو السميع البصير؟! ثم استشعر أن نظرك نعمة والنعمة إذا لم تشكر الله على تلك النعمة فإنها ستزول فلو أزيل بصرك وقيل لن يرجع البصر إليك إلا إذا عاهدت الله على الاستقامة فماذا أنت فاعل؟! عش بهذه الأجواء، ثم اعلم وتذكر قصة الأم التي دعت على ابنها وقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات فهل هذا خير أم شر؟!

فضمن أي الفريقين تود أن تكون، ثم اعلم أنك ما وقعت في هذه المصيدة إلا بسبب الفراغ فاغتنم الفراغ بالطاعة والصحبة الصالحة، ثم اعلم أن الله سترك، وهب أن زملاءك ومن تحب علموا بك فماذا سيكون مصيرك؟! فارع واحفظ ستر الله عليك.

ثم اعلم أنك كما تدين تدان وتذكر قول الله - عز وجل -: -قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة- وصدقني عندما تعصى الله ستجد أثر ذلك في زوجك وذريتك وسينزع الله منك الإيمان ومن وجهك النور وستكون فريسة سهلة للشيطان فهل تريد للشيطان أن ينتصر عليك؟!

- وعليك بأداء الصلوات الخمس في وقتها ولا تفوتك تكبيرة الإحرام -وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر- وهذا جهاد ليس بالهين ويحتاج إلى صبر وأنا مستعد أن أقف معك حتى تنتهي هذه الأزمة بشرط أن تسمع هذا الكلام وتطبق تلك الخطوات، ثم تذكر الموت وكيف لو أتاك ملك الموت وقبض روحك وأنت على هذه الشاكلة فكيف تقابل ربك يا عبد الله؟!

- وتابعته لمدة ستة أشهر كاملة وعاش هذا الصراع بين مد وجزر وأحياناً يهملني ولا يرد عليَّ ولكن تواصلت معه بالرسائل والمقابلة وقيام الليل وقراءة القرآن حتى رجع ولله الحمد والمنة.

- وهذه قصة حقيقية لمن أراد أن يتذكر أو أراد خشوعاً، وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وهذا سلاح الذين يحسدوننا ويودون إفسادنا فهل ترضون أن ينتصروا على شبابنا -ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق- وأكثر ما أثر على هذا الشخص حديث عائشة - رضي الله عنها - لما سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - >يا رسول أنهلك وفينا الصالحون:قال: نعم إذا كثر الخبث< فلا تساهم في كثرة أعداد الخبث واتق الله يا عبد الله.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply