ثمرات بر الوالدين


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فقد نتج عن الحياةِ الماديةِ القاسيةِ التي يعيشها كثيرٌ من المسلمين اليوم، وسيطرة نزعةِ الأنانية على النفوسِ، أن ضعفَ الوازعُ الديني لدى الكثيرين فأضاعوا جملةً من الحقوقِ والواجبات، التي أكدتها الشريعةُ أيمُا تأكيد، ومن أهم تلك الحقوقِ المضيعةِ، والواجبات ِ المهملةِ، حقُ الوالدين الكريمين والأبوين الفاضلين، فدعونا رحمني الُله وإياكم نتذاكرُ شيئًا من حقوقهما، فإن الذكرى تنفعُ المؤمنين لعلها ترقُ قلوبناُ، وتحيا ضمائرنا، ونعرفُ للوالدين فضلَهما وإحساَنهما.

يقولُ تعالى في كتابه الكريم. ((وَوَصَّينَا الإنسَانَ بِوَالِدَيهِ إِحسَانًا حَمَلَتهُ أُمٌّهُ كُرهًا وَوَضَعَتهُ كُرهًا وَحَملُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهرًا)) (الأحقاف: من الآية15).

فتأمل رعاك الله وصيةَ الربِّ الرحيم. وهو يُذَّكرُ بحالةِ العنتِ والمشقةِ، والألمِ والنصبِِ، التي قاستها الأم الحنون وهي تحملُ جنينها في أحشائها تسعةَ أشهرٍ،، ذلك الحملُ المهول، الذي أقيضَ مضجعها، وأسهرَ ليلها، وأوهَنَ قُواها تسعةُ أشهر، وهي تقاسي ثِقل الحملِ وشدتهٍ،، وعسر ألمه تسعةُ أشهر، كأنّها الدهُر كُله، وهي ما بين إعياءٍ، وإغماءٍ،، وكربٍ، وبلاء، ثم بعد ذلك الُجهدِ الجهيد، والعناءِ الرهيب، جاءت أشدُ ساعاتِ الكربِ والألم، ساعةُ وضعهِا لجنينها وفلذةِ كًبدِها، ساعةٌ رأت الموتَ بعينها، وكادت أن تسلمَ الروحَ لبارئها، فما أعظَم معاناتها!! ما أشدَّ صرخاتِها!! ويا لهول ما تَرىَ وتُقاسي!! حتى فرَّج الله كربَتها بخروجِ طفلهِا، الذي كاَد يقتلُها، لتبدأ بعد ذلك مشواَرها الطويل، لإرضاعِ صبيها الذي ظلَّ عامين كاملين، وهو يمتص عُصارةَ غذائِها وخُلاصةَ صحتها، حتى أنهك بدنَها، وأتعبَ روحها، وهكذا تظل الأم العَمر كلَه، وهي تشفقُ على وليدها ترعاه، وتغُدقُه بعطفها، وتحيطهُ بحنانها، تسهرُ لسهرِه، وتبكي لبكائهِ، وتتقطعُ لألمهِ ومرضه، ولا يزال هذا دأبهُا مع ابنها، مهما كبرَ سنهُ واشتدّ عودُه، فيظل شجرةَ فؤادهِا، وقطعةَ كبدِها.

وأما الأبُ العطوفُ، والوالدُ الروؤفُ، فلَطَالما شقَي وتَعِبَ، وساَفَرَ وأغترب، كَابَدَ المشاق، وركَبَ الأهوَال، سعيًا في قوتِ أولاده وتلبييةً لمطالبهم، وتحقيقًا لرغائبهم وحاجاتهم، ولطالما أغدَقَ أولاَده بالعطفِ والمودةِ، وأحَاطَهمَ بالرعايةِ والحفظِ، حتى أصبحوا رجالًا أقوياء قادرين على الكسبِ والعملِ، فلا غرو إذًا ولا عجب أن يستجيش القرآن الكريم الأحاسيسَ والمشاعر، للقيام بما للوالدين من الحقِ العظيم، والواجب الجسيم، ولعلك تذكرُ أيها الأخُ الحبيب كيف قَرنَ الربُ تعالى بين عبادتهِ سبحانه وبين الإحسانِ للوالدين في أكثرِ من موضعٍ، من الكتاب العزيز، فاقرأ إن شئت قولَه تعالى: ((وَاعبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشرِكُوا بِهِ شَيئًا وَبِالوَالِدَينِ إِحسَانًا)) (النساء: من الآية36). وقَولَه تعالى سبحانه: ((وَقَضَى رَبٌّكَ أَلَّا تَعبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَينِ إِحسَانًا)) (الإسراء: من الآية23).

ألا وإنَّ من أهمِ مظاهرِ البرِ بالوالدين، والإحسانِ إلى الأبوين:

بذلَ النصحِ لها في قالبٍ، ملائم من اللينِ والعطف، والإشفاقِ والمودة، فالوالدان الفاضلان هما أولى الناس بأن يؤمرا بالمعروف، ويُنهيا عن المنكر، بأرق عبارة، وألطف كلمة، وعلى الابن الذي يرجو الله والداَر الآخرة، أن يبذلَ جهدَه، ويستنفذَ وسُعَه في استنقاذِ والديه من شؤمِ المعصيةِ، وسوء ِالعاقبة، محتسباَ عند الله تعالى كلَّ إساءةٍ، قد تصدُر منهما. وليتأس بالخليل عليه السلام، وهو يبذلُ غايةَ الجهد، وأقصى الوسع في دعوةِ أبيهِ المشرك: ((وَاذكُر فِي الكِتَابِ إِبرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيّا. إِذ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ مَا لا يَسمَعُ وَلا يُبصِرُ وَلا يُغنِي عَنكَ شَيئا. يَا أَبَتِ إِنِّي قَد جَاءَنِي مِنَ العِلمِ مَا لَم يَأتِكَ فَاتَّبِعنِي أَهدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا. يَا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطَانَ إِنَّ الشَّيطَانَ كَانَ لِلرَّحمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطَانَ إِنَّ الشَّيطَانَ كَانَ لِلرَّحمَنِ عَصِيّا* قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَن آلِهَتِي يَا إِبرَاهِيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنَّكَ وَاهجُرنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا)) (مريم: 47).

فتأمل رحمك الُله كيف اجتهدَ الخليل في نُصح والدهِ، وبَذلِ الوسعِ لإنقاذه وبالرغم من تلك الرقةِ المتناهيةِ، والنصحِ الجميل، والقول ِ اللين اللطيف، يُهددُ بالرجم، ويُسألُ الهجرَ والقطيعة، فما ثارت ثائرةُ الخليل، ولا افتقدَ أعصابَه وخُلقَه، بل ظلَّ رقيقاَ إلى النهاية، عطوفاَ مشفقاَ، حتى اللحظةِ الأخيرة.

((قَالَ سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا)) (مريم: 47).

ومن بر الوالدين كذلك: مداومةُ الدعاءِ لهما بقلبٍ، حاضرٍ،، وبتضرعٍ، وإلحاحٍ،، امتثالًا لقولِ الحقِ جلَّ جلاله: ((وَقُل رَبِّ ارحَمهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)) (الإسراء: من الآية24).

وتأسيًا بالأنبياء والمرسلين كنوحٍ، عليه السلام الذي يقول: ((رَبِّ اغفِر لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيتِيَ مُؤمِنًا وَلِلمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا)) (نوح: 28).

وسليمان عليه السلام: ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِن قَولِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوزِعنِي أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتِي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صَالِحًا تَرضَاهُ وَأَدخِلنِي بِرَحمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)) (النمل: 19)

ومن أعظمِ الدعاءِ للوالدين الدعاءُ لها، بطولِ العمرِ، وحُسنِ العملِ وبالهدايةِ والسدادِ، وبالحياةِ الطيبةِ في الدنيا والآخرة، وبحسنِ الخاتمةِ والمصير، ومن مظاهر البر كذلك، شكرُ الوالدين مقرونًا بشكرِ الله تعالى.

وفي ذلك يقول الله تعالى: ((أَنِ اشكُر لِي وَلِوَالِدَيكَ إِلَيَّ المَصِيرُ)) (لقمان: من الآية14).

وشكرُ الوالدين يكونُ باللسان من خلالِ الثناءِ عليهما، والاعترافِ بعظيمِ فضلهما، كما يكونُ باليدين وذلك بمساعدتِهِما، والقيامِ على حوائجهما، و الاشتغالِ بقضاءِ رغباتِهما، فهما أولى الناسِ بالشكر، وأحقُ المحسنين بالثناءِ الجميل، ومن مظاهرِ برِ الوالدين: الإنفاقُ عليهما، وإيثارُهما على النفسِ والزوجة والولد، قال تعالى: ((يَسأَلونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُل مَا أَنفَقتُم مِن خَيرٍ، فَلِلوَالِدَينِ وَالأَقرَبِينَ وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفعَلُوا مِن خَيرٍ، فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)) (البقرة: 215).

وتتأكدُ النفقةُ وتتعين مع حاجةِ الوالدين وفقرهِما، فليتذكر ذلك أقوامٌ يجمعون الأرصدة، ويكنزون الذهبَ والفضة، وآباؤهم فقراُء محاويج، ومن مظاهرِ البر كذلك المحافظُة على سمعةِ وشرفِ الوالدين، والذبُ عن عرضيهما. ومن برهما: مشاورتهُما في كل عملٍ، ذي بالٍ،، وعدمُ قطعِ أمرٍ، دونَهَمَا، إكرامًا لهما، وحرصًا على إرضائهما.

ومن برهما: إجابةُ ندائهما بوجهٍ، طلق، وابتسامةٍ، مشرقةٍ،، وتلبيةِ رغباتهِما بكل رحابةِ صدرٍ،، وطيب نفسٍ،. ومن بر الوالدين: إكرامُ صديقيهما، وخدمةُ ضيفيهما، وألا تتناول طعامًا قبلهما، وألاَّ تسير أمامهما.

ومن برهما: الحجُ والعمرةُ بهما، وإمضاُء وصيتهِما، والصدقةُ عنهما.

ومن برهما: الجلوسُ معهما، والترددُ عليهما، وتقبيلُ رأسيهما وأيديهما وأرجلهما.

ومن أبرِ البرِ وأعظمِه: أن يَصَلَ الرجلُ أهل ودَّ أبيه، أي يحسنُ لأصدقاءِ أبيه، أخرج مسلٌم في صحيحه.

عند عبد الله بن دينار: ((أنّ عبدا لله بن عمر رضي الله عنه لَقَيَ رجلًا من الأعرابِ، بطريقِ مكة فسلَّم عليه عبدُ اللهِ بن عمر، وحَمَله على حمارٍ، كان يركبُه، وأعَطَاَه عمامةً كانت على رأسهِ، قال ابن دينار: فقلنا لابن عمر أصلحك الله، إنّهم الأعراب، وهم يرضونَ باليسير، فقال عبُد الله بنُ عمر، إنَّ أبا هذا كان ودًا لعَمر بنِ الخطاب رضي الله عنه، وأني سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول: إنَّ أبر البر صلهُ الرجل أهلَ ودِّ أبيه)) [1].

لنتذكر أيها الأخُ المباركُ، أنَّ برَّ الوالدين لا ينتهي بموتهِما.

فقد جاء عن أبي أُسيدٍ، رضي الله عنه قال: ((بينا نحن جلوسٌ عند رسول الله ﷺ إذا جاَءهَ رجلٌ من بني سَلمِةَ فقال: يا رسولَ الله، هل بقى من بر أبويَّ شيئٌ أَبرُهُما به بعد موتهِما؟ فقال: نعم الصلاةُ عليهما أي الدعاء لهما والاستغفارُ لهما، وإنفاذُ عهدهما مِن بعدهما، وصلةُ الرحمِ التي لا توصل إلا بهما وإكرامُ صديقهما)) [2] رواه أبو داود.

والإحسان إلى الوالدين، متحتمٌ ومؤكدٌ، وإن كان الوالدان مشركين كافرين قال اللهُ تعالى: ((وَإِن جَاهَدَا كَ عَلَى أَن تُشرِكَ بِي مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُمَا وَصَاحِبهُمَا فِي الدٌّنيَا مَعرُوفًا وَاتَّبِع سَبِيلَ مَن أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرجِعُكُم فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُم تَعمَلُونَ)) (لُقمان: 15).

وعن أسماءَ رضي الله عنها قالت: ((قدمت علّي أُمي وهي مُشركة في عهد رسول الله ﷺ فاستفتيتُ رسول الله ﷺ قلت: قدمت عليَّ أُمي وهي راغبة أي راغبة في مالي أفأصل أمِّي؟ قال نعم صلي أمَّك)) [3].

 

وأما ثمرات بر الوالدين:

فأعظمها رضا الربِ جلَّ جلاله وتقدست أسماؤه، فعن عبد الله بن عمرو أنَّ النبي ﷺ قال: ((رضا اللهُ في رضا الوالد، وسُخطُ الله ِ في سخطِ الوالد)) [4] صححه ابن حبان والألباني.

ومن ثمرات بر الوالدين: إقالةُ العثرات، وتفريجُ الكر باتِ عند الشدائدِ والحوادثِ المهلكات، وفي قصة أصحاب الغار خيرُ شاهدٍ، وأوضحُ برهان، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((أنَّ ثلاثة َ نفر، آواهم المبيت إلى غارٍ، فدخلوه، فانطبقت عليهم صخرةٌ فسدته عليهم، فتوسلوا إلى الله بصالحِ أعمالهم أن يفرجَ عنهم، فقال أحدهُم: اللهم إنه كان لي أبوان، شيخانِ كبيران، وكنت لا أغبقُ قبلهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي طلبُ الشجرِ يومًا، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبتُ غَبو قَهمَا، فوجدتُهَما نائمين، فلبثت والقدحُ على يدي، أنتظُرُ استيقاظَهما حتى بَرقَ الفجرُ، فاستيقظَ فشَرَباَ غبوقهما، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتَغَاءَ وجهك، ففرّج عنّا ما نحن فيه، فانفرجت قليلًا، وتوسَلَ صاحباه بصالح من أعمالهِما، فانفرجت الصخرةُ كُلها وخرجوا يمشون)) [5].

ومن ثمرات البر: تكفيرُ الكبائر، قال الإمام أحمد برُ الوالدين كفارةُ الكبائر وذكره ابنُ عبدِ البر عن مكحول، ويشهد لذلك ما رواه ابنُ حبان والحاكمُ وصححه، عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: أتى رجلٌ النبيّ فقال: ((إني أذنبتُ ذنبًا عظيمًا فهل لي من توبة؟ فقال: هل لك والدان؟ وفي رواية هل من أم؟ قال: لا قال: فهل لك من خالة؟ قال: نعم، قال فبرها)) [6]

ومن ثمرات البر: برُ الأبناءِ فتذكر كيف أثَمَر برُ إبراهيم عليه السلام بأبيه وصبرُه عليه، ابنًا بارًا هو إسماعيل عليه السلام الذي ما تردد في بذلِ روحه ودمه، طاعةً لله ولرسوله: ((قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذبَحُكَ فَانظُر مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افعَل مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)) (الصافات: من الآية102)

وختامًا فإنَّ المرء مهما كان بارًا بوالديه محسنًا عليهما، فلن يفي الوالدين حقهما إلا أن يَجَدَ والدَهَ مملوكًا فيشتريه ثم يعتقه، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

قال عليه الصلاة والسلام ((لا يجزي والدٌ والدًا، إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه)) [7]

 

------------------------------------------------------------------------

[1] رواه مسلم (2552).

[2] رواه أبو داود (5142).

[3] رواه البخاري (3012).

[4] رواه البخاري في الأدب المفرد (2) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.

[5] رواه البخاري ورقمه (2272) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.

[6] رواه الحاكم (7261).

[7] رواه مسلم (1510).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply