النوم


  

بسم الله الرحمن الرحيم

النوم آية من آيات الله ونعمة من نعمه التي أمتن بها على عباده، وضرورة من ضروريات الحياة، قال تعالى: (وَمِن آيَاته مَنَامكُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَار وَابتِغَاؤُكُم مِن فَضله إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِقَومٍ, يَسمَعُونَ)، وقال تعالى: (أَلَم يَرَوا أَنَّا جَعَلنَا اللَّيلَ لِيَسكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ, لِّقَومٍ, يُؤمِنُونَ)، ويحصل بالنوم الراحة والسكون وزوال التعب والمشقة وتجديد النشاط والقوة، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيلَ لِبَاساً وَالنَّومَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً)، وقال تعالى: (وَجَعَلنَا نَومَكُم سُبَاتاً وَجَعَلنَا اللَّيلَ لِبَاساً)، والإسلام الذي اتصفت تعاليمه وتشريعاته بالشمول والكمال بحيث اعتنى بالإنسان في جميع مراحله وكافة جوانب حياته لم يغفل حالة النوم والتي يقضي الإنسان فيها حوالي ثلث حياته بل أحاطها الإسلام بالآداب والسنن فمن أخذ بها تحقق له في نومه الطمأنينة والراحة، والهدوء والسكينة، وابتعد عن القلق والأرق، وسوف اذكر بعض هذه السنن والآداب بإيجاز بحسب ما يتسع له المقام.

وهذه الآداب والسنن تنقسم إلى قسمين:

1 - السنن والآداب القولية والفعلية عند إرادة النوم والاضطجاع على الفراش:

 

 استحباب النوم مبكراً والحذر من السهر لغير حاجة:

ففي حديث أَبِي بَرزَةَ –رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكرَهُ النَّومَ قَبلَ العِشَاءِ وَالحَدِيثَ بَعدَهَا. [أخرجه البخاري ح (568)، ومسلم ح (647)، واللفظ للبخاري]

قال الحافظ: \" وذلك لأن النوم قبلها قد يؤدي إلى إخراجها عن وقتها مطلقا، أو عن الوقت المختار، والسمر بعدها قد يؤدي إلى النوم عن الصبح أو عن وقتها المختار أو عن قيام الليل. وكان عمر بن الخطاب يضرب الناس على ذلك ويقول: \" أسمرًا أول الليل ونومًا في آخره \". [فتح الباري (2/73)]

ويجوز السمر للحاجة فعَن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ –رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسمُرُ مَعَ أَبِي بَكرٍ, فِي الأَمرِ مِن أَمرِ المُسلِمِينَ وَأَنَا مَعَهُمَا. [أخرجه الترمذي ح (154)]

قال الترمذي: \" وقد اختلف أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم في السمر بعد صلاة العشاء الآخرة فكره قوم منهم السمر بعد صلاة العشاء ورخص بعضهم إذا كان في معنى العلم وما لا بد منه من الحوائج وأكثر أهل الحديث على الرخصة\"

 

 الوضوء عند النوم:

فعَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ, –رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَيتَ مَضجَعَكَ، فَتَوَضَّأ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ اضطَجِع عَلَى شِقِّكَ الأَيمَنِ..... [أخرجه البخاري ح (247)، ومسلم ح (2710)]

وإذا كان الإنسان عليه جنابة فيستحب له يغتسل قبل أن ينام، وإذا لم يتيسر له الغسل فيخفف الجنابة بالوضوء ففي حديث عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ –رضي الله عنهما أنه سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيَرقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: نَعَم إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُم فَليَرقُد وَهُوَ جُنُبٌ. [أخرجه البخاري ح (286)، ومسلم ح (305)]

 

 الوتر قبل النوم:

الوتر آخر الليل أفضل لمن عرف من نفسه أنه يقوم آخر الليل، وأما من خشي ألا يقوم آخر الليل فيوتر قبل أن ينام ففي حديث جَابِرٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَن خَافَ أَن لَا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيلِ فَليُوتِر أَوَّلَهُ وَمَن طَمِعَ أَن يَقُومَ آخِرَهُ فَليُوتِر آخِرَ اللَّيلِ فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيلِ مَشهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفضَلُ. [أخرجه مسلم ح (755)]

وعَن أَبِي هُرَيرَةَ –رضي الله عنه قَالَ: أَوصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ,: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ, مِن كُلِّ شَهرٍ, وَرَكعَتَي الضٌّحَى وَأَن أُوتِرَ قَبلَ أَن أَنَامَ \" [أخرجه البخاري ح (731)، ومسلم ح (1178)]

 نفض الفراش قبل النوم:

فعَن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا أَوَى أَحَدُكُم إِلَى فِرَاشِهِ فَليَأخُذ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَليَنفُض بِهَا فِرَاشَهُ وَليُسَمِّ اللَّهَ فَإِنَّهُ لَا يَعلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ فَإِذَا أَرَادَ أَن يَضطَجِعَ فَليَضطَجِع عَلَى شِقِّهِ الأَيمَنِ.... [أخرجه البخاري ح (6320)، ومسلم ح (2714)]

 

 الاضطجاع على الشق الأيمن:

وقد دل عليه حديث أبي هريرة، وحديث البراء بن عازب رضي الله عنهما كما تقدم.

 وضع اليد اليمنى تحت الخد:

فعَن أم المؤمنين حَفصَةَ رضي الله عنها، زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَن يَرقُدَ وَضَعَ يَدَهُ اليُمنَى تَحتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَومَ تَبعَثُ عِبَادَكَ، ثَلاَثَ مِرَارٍ,. ] أخرجه أبو داود ح (5045)]

وعَن حُذَيفَةَ –رضي الله عنه قَالَ: \" كَانَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضجَعَهُ مِن اللَّيلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ بِاسمِكَ أَمُوتُ وَأَحيَا وَإِذَا استَيقَظَ قَالَ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحيَانَا بَعدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيهِ النٌّشُورُ. [أخرجه البخاري ح (6314)]

 

 كراهة النوم على البطن:

عَن أَبِي هُرَيرَةَ –رضي الله عنه قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مُضطَجِعًا عَلَى بَطنِهِ فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ ضَجعَةٌ لَا يُحِبٌّهَا اللَّهُ. [أخرجه الترمذي ح (2692)]

 

 الأذكار عند النوم:

ورد أذكار عديدة تشرع عند النوم يستحب للمسلم أن يحافظ على ما تيسر منها ومن ذلك ما جاء في الأحاديث التالية:

* حديث البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ, قَالَ: قَالَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَيتَ مَضجَعَكَ فَتَوَضَّأ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضطَجِع عَلَى شِقِّكَ الأَيمَنِ ثُمَّ قُل: اللَّهُمَّ أَسلَمتُ وَجهِي إِلَيكَ وَفَوَّضتُ أَمرِي إِلَيكَ وَأَلجَأتُ ظَهرِي إِلَيكَ رَغبَةً وَرَهبَةً إِلَيكَ لَا مَلجَأَ وَلَا مَنجَا مِنكَ إِلَّا إِلَيكَ اللَّهُمَّ آمَنتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنزَلتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرسَلتَ فَإِن مُتَّ مِن لَيلَتِكَ فَأَنتَ عَلَى الفِطرَةِ وَاجعَلهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا بَلَغتُ اللَّهُمَّ آمَنتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنزَلتَ قُلتُ وَرَسُولِكَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرسَلتَ

* حديث عَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا، إِذَا أَخَذَ مَضجَعَهُ، قَالَ: اللَّهُمَّ خَلَقتَ نَفسِي وَأَنتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحيَاهَا، إِن أَحيَيتَهَا فَاحفَظهَا، وَإِن أَمَتَّهَا فَاغفِر لَهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ العَافِيَةَ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَسَمِعتَ هَذَا مِن عُمَرَ؟ فَقَالَ: مِن خَيرٍ, مِن عُمَرَ، مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. [أخرجه مسلم ح (2712)]

* حديث عَلِيُّ أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام اشتَكَت مَا تَلقَى مِن الرَّحَى مِمَّا تَطحَنُ فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِسَبيٍ, فَأَتَتهُ تَسأَلُهُ خَادِمًا فَلَم تُوَافِقهُ فَذَكَرَت لِعَائِشَةَ فَجَاءَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَت ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ فَأَتَانَا وَقَد دَخَلنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبنَا لِنَقُومَ فَقَالَ عَلَى مَكَانِكُمَا حَتَّى وَجَدتُ بَردَ قَدَمَيهِ عَلَى صَدرِي فَقَالَ أَلَا أَدُلٌّكُمَا عَلَى خَيرٍ, مِمَّا سَأَلتُمَاهُ إِذَا أَخَذتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَربَعًا وَثَلَاثِينَ وَاحمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلتُمَاهُ. [أخرجه البخاري ح (3113)، ومسلم ح (2727)]

 

 استحضار نية قيام الليل عند النوم:

فعَن أَبِي الدَّردَاءِ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَن أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنوِي أَن يَقُومَ يُصَلِّي مِن اللَّيلِ فَغَلَبَتهُ عَينَاهُ حَتَّى أَصبَحَ كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى وَكَانَ نَومُهُ صَدَقَةً عَلَيهِ مِن رَبِّهِ عز وجل. [أخرجه النسائي ح (1765)]

 

 قراءة بعض الآيات والسور مثل:

* قراءة آية الكرسي:

فعَن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ, فَجَعَلَ يَحثُو مِن الطَّعَامِ فَأَخَذتُهُ فَقُلتُ لَأَرفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الحَدِيثَ فَقَالَ إِذَا أَوَيتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقرَأ آيَةَ الكُرسِيِّ لَن يَزَالَ عَلَيكَ مِن اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقرَبُكَ شَيطَانٌ حَتَّى تُصبِحَ فَقَالَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وسلم صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيطَانٌ. [أخرجه البخاري ح (3275)، ومسلم ح (505)]

 قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة:

ففي حديث أَبِي مَسعُودٍ, البَدرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الآيَتَانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ مَن قَرَأَهُمَا فِي لَيلَةٍ, كَفَتَاهُ. [أخرجه البخاري ح (4008)، ومسلم ح (807)]

 قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين:

ففي حديث عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيلَةٍ, جَمَعَ كَفَّيهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُل أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ وَ قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمسَحُ بِهِمَا مَا استَطَاعَ مِن جَسَدِهِ يَبدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأسِهِ وَوَجهِهِ وَمَا أَقبَلَ مِن جَسَدِهِ يَفعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ,.

 

 كراهية النوم على سطح غير محجور:

فعَن عَلِيٍّ, بن شَيبَانَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَن بَاتَ عَلَى ظَهرِ بَيتٍ, لَيسَ لَهُ حِجَارٌ، فَقَد بَرِئَت مِنهُ الذِّمَّةُ. [أخرجه أبو داود ح (4384) (حجار): ساتر وحاجز كحائط وغيره يمنعه من السقوط. ]

 

2 - السنن والآداب القولية والفعلية عند الاستيقاظ:

 ما يقول إذا كان يفزع في منامه:

عَن عَمرِو بنِ شُعَيبٍ,، عَن أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُم فِي النَّومِ، فَليَقُل: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِن غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِن هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَن يَحضُرُونِ. فَإِنَّهَا لَن تَضُرَّهُ. [أخرجه الترمذي ح (3451)، وقال: حديث حسن غريب]

 ما يقول إذا تعارَّ من الليل أو استيقظ:

عن عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَن تَعَارَّ مِن اللَّيلِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ, قَدِيرٌ الحَمدُ لِلَّهِ وَسُبحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكبَرُ وَلَا حَولَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغفِر لِي أَو دَعَا استُجِيبَ لَهُ فَإِن تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَت صَلَاتُهُ. [أخرجه البخاري ح (1154)]

وعَن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا استَيقَظَ مِن اللَّيلِ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ أَستَغفِرُكَ لِذَنبِي وَأَسأَلُكَ رَحمَتَكَ اللَّهُمَّ زِدنِي عِلمًا وَلَا تُزِغ قَلبِي بَعدَ إِذ هَدَيتَنِي وَهَب لِي مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ. [أخرجه أبو داود ح (4402)]

 ما يقول إذا قام من الليل يتهجد:

فعن ابنَ عَبَّاسٍ, رضي الله عنهما قَالَ كَانَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِن اللَّيلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ أَنتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ وَمَن فِيهِنَّ وَلَكَ الحَمدُ لَكَ مُلكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ وَمَن فِيهِنَّ وَلَكَ الحَمدُ أَنتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ وَمَن فِيهِنَّ وَلَكَ الحَمدُ أَنتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ وَلَكَ الحَمدُ أَنتَ الحَقٌّ وَوَعدُكَ الحَقٌّ وَلِقَاؤُكَ حَقُّ وَقَولُكَ حَقُّ وَالجَنَّةُ حَقُّ وَالنَّارُ حَقُّ وَالنَّبِيٌّونَ حَقُّ وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَقُّ وَالسَّاعَةُ حَقُّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسلَمتُ وَبِكَ آمَنتُ وَعَلَيكَ تَوَكَّلتُ وَإِلَيكَ أَنَبتُ وَبِكَ خَاصَمتُ وَإِلَيكَ حَاكَمتُ فَاغفِر لِي مَا قَدَّمتُ وَمَا أَخَّرتُ وَمَا أَسرَرتُ وَمَا أَعلَنتُ أَنتَ المُقَدِّمُ وَأَنتَ المُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ أَو لَا إِلَهَ غَيرُكَ. [أخرجه البخاري ح (1120)، ومسلم ح (769)]

وعَن ابنِ عَبَّاسٍ, رضي الله عنهما قَالَ: بِتٌّ عِندَ خَالَتِي مَيمُونَةَ فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَهلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيلِ الآخِرُ قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: إِنَّ فِي خَلقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ وَاختِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ, لِأُولِي الأَلبَابِ ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاستَنَّ فَصَلَّى إِحدَى عَشرَةَ رَكعَةً ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّى رَكعَتَينِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصٌّبحَ. [أخرجه البخاري ح (4569)، ومسلم ح (763)]

وعن أبي سَلَمَةَ بنُ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ, قَالَ: سَأَلتُ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤمِنِينَ بِأَيِّ شَيءٍ, كَانَ نَبِيٌّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِن اللَّيلِ قَالَت كَانَ إِذَا قَامَ مِن اللَّيلِ افتَتَحَ صَلَاتَهُ اللَّهُمَّ رَبَّ جَبرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ عَالِمَ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحكُمُ بَينَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ اهدِنِي لِمَا اختُلِفَ فِيهِ مِن الحَقِّ بِإِذنِكَ إِنَّكَ تَهدِي مَن تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ, مُستَقِيمٍ,. [أخرجه أحمد ح (25266)]

 ما يقول إذا رأي رؤيا في منامه:

فعن عَبدُ اللَّهِ بنُ أَبِي قَتَادَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وسلم: الرٌّؤيَا الصَّالِحَةُ مِن اللَّهِ وَالحُلُمُ مِن الشَّيطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُم حُلُمًا يَخَافُهُ فَليَبصُق عَن يَسَارِهِ وَليَتَعَوَّذ بِاللَّهِ مِن شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرٌّهُ. [أخرجه البخاري ح (3292)، ومسلم ح (2261)]

وعن أبي سَلَمَةَ رضي الله عنه قال: لَقَد كُنتُ أَرَى الرٌّؤيَا فَتُمرِضُنِي حَتَّى سَمِعتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ وَأَنَا كُنتُ لَأَرَى الرٌّؤيَا تُمرِضُنِي حَتَّى سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ الرٌّؤيَا الحَسَنَةُ مِن اللَّهِ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُم مَا يُحِبٌّ فَلَا يُحَدِّث بِهِ إِلَّا مَن يُحِبٌّ وَإِذَا رَأَى مَا يَكرَهُ فَليَتَعَوَّذ بِاللَّهِ مِن شَرِّهَا وَمِن شَرِّ الشَّيطَانِ وَليَتفِل ثَلَاثًا وَلَا يُحَدِّث بِهَا أَحَدًا فَإِنَّهَا لَن تَضُرَّهُ. [أخرجه البخاري ح (7044)، ومسلم ح (2261)]

وعَن جَابِرٍ, رضي الله عنه عَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُم الرٌّؤيَا يَكرَهُهَا فَليَبصُق عَن يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَليَستَعِذ بِاللَّهِ مِن الشَّيطَانِ ثَلَاثًا وَليَتَحَوَّل عَن جَنبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيهِ. [أخرجه مسلم ح (2262)]

 ما يقول عند القلق في النوم:

عَن سُلَيمَانَ بنِ بُرَيدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ: شَكَا خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ المَخزُومِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَامُ اللَّيلَ مِن الأَرَقِ فَقَالَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَيتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُل اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبعِ وَمَا أَظَلَّت وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّت وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّت كُن لِي جَارًا مِن شَرِّ خَلقِكَ كُلِّهِم جَمِيعًا أَن يَفرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنهُم أَو أَن يَبغِيَ عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَلَا إِلَهَ غَيرُكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ. [أخرجه الترمذي ح (3445)، وقال: حديث ليس إسناده بالقوي]

 التسوك إذا قام من الليل:

فعَن حُذَيفَةَ –رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ. [أخرجه البخاري ح (246)، ومسلم ح (255) (يشوص): يدلك أو يغسل أو يحك. ]

وعَن أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَرقُدُ مِن لَيلٍ, وَلاَ نَهَارٍ,، فَيَستَيقِظُ، إِلاَ تَسَوَّكَ قَبلَ أَن يَتَوَضَّأَ. [أخرجه أبو داود ح (52)]

وعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ,، رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيلِ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ، ثُمَّ يَنصَرِفُ فَيَستَاكُ. [أخرجه مسلم ح (256)، وابن ماجه ح (284)، واللفظ له]

عَن ابنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَنَامُ إِلَّا وَالسِّوَاكُ عِندَهُ فَإِذَا استَيقَظَ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ. [أخرجه أحمد ح (5979)].

 ذكر الله عند الاستيقاظ:

يشرع عند الاستيقاظ من النوم أن يأتي بالأذكار الواردة ومنها ما ورد في الأحاديث الآتية:

* عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ –رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ بِاسمِكَ أَمُوتُ وَأَحيَا وَإِذَا قَامَ قَالَ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحيَانَا بَعدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيهِ النٌّشُورُ. [أخرجه البخاري ح (6312)، ومسلم ح (3339)]

* وعَن أَبِي هُرَيرَةَ –رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَعقِدُ الشَّيطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأسِ أَحَدِكُم إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ,، يَضرِبُ على كُلَّ عُقدَةٍ,، عَلَيكَ لَيلٌ طَوِيلٌ فَارقُد، فَإِنِ استَيقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انحَلَّت عُقدَةٌ، فَإِن تَوَضَّأَ انحَلَّت عُقدَةٌ، فَإِن صَلَّى انحَلَّت عُقدَةٌ، فَأَصبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفسِ، وَإِلاَ أَصبَحَ خَبِيثَ النَّفسِ كَسلاَنَ. [أخرجه البخاري ح (1142)، ومسلم ح (776)]

* وعَن أَبِي هُرَيرَةَ –رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا استَيقَظَ أَحَدُكُم فَليَقُل الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكرِهِ. [أخرجه الترمذي ح (3323)]

 غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم وقبل غمسهما في إناء الوضوء:

فعَن أَبِي هُرَيرَةَ –رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُم فَليَجعَل فِي أَنفِهِ ثُمَّ لِيَنثُر وَمَن استَجمَرَ فَليُوتِر وَإِذَا استَيقَظَ أَحَدُكُم مِن نَومِهِ فَليَغسِل يَدَهُ قَبلَ أَن يُدخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ فَإِنَّ أَحَدَكُم لَا يَدرِي أَينَ بَاتَت يَدُهُ. [أخرجه البخاري ح (162)، ومسلم ح (237)]

وعَن جَابِرٍ, –رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا قَامَ أَحَدُكُم مِنَ النَّومِ فَأَرَادَ أَن يَتَوَضَّأَ، فَلاَ يُدخِل يَدَهُ فِي وَضُوئِهِ حَتَّى يَغسِلَهَا، فَإِنَّهُ لاَ يَدرِي أَينَ بَاتَت يَدُهُ وَلاَ عَلَى مَا وَضَعَهَا؟ [أخرجه ابن ماجه ح (389)]

 الاستنثار ثلاثا

فعَن أَبِي هُرَيرَةَ –رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا استَيقَظَ أَحَدُكُم مِن مَنَامِهِ فَليَستَنثِر ثَلاَثَ مَرَّاتٍ,، فَإِنَّ الشَّيطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ. [أخرجه البخاري ح (3295)، ومسلم ح (2389)]

 الوضوء والصلاة:

* فعَن أَبِي هُرَيرَةَ –رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَعقِدُ الشَّيطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأسِ أَحَدِكُم إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ,، يَضرِبُ على كُلَّ عُقدَةٍ,، عَلَيكَ لَيلٌ طَوِيلٌ فَارقُد، فَإِنِ استَيقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انحَلَّت عُقدَةٌ، فَإِن تَوَضَّأَ انحَلَّت عُقدَةٌ، فَإِن صَلَّى انحَلَّت عُقدَةٌ، فَأَصبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفسِ، وَإِلاَ أَصبَحَ خَبِيثَ النَّفسِ كَسلاَنَ. [أخرجه البخاري ح (1142)، ومسلم ح (776)]

هذه جملة من الآداب والسنن على المسلم أن يحافظ على ما تيسر منها حتى يتحقق له في نومه الهدوء والطمأنينة والحفظ من الشيطان ومن كل ذي شر، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply