مع الأمي العظيم القائد والمربي صلى الله عليه وسلم


  

بسم الله الرحمن الرحيم

العنصر الأخلاقي:

إن الناظر في هذا الدين، كالناظر في سيرة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، يجد العنصر الأخلاقي بارزًا، يجده أصيلاً، تقوم عليه أصوله التشريعية وأصوله التهذيبية على السواء.

والدعوة الكبرى في عقيدته صريحة وحازمة إلى عنصر الطهارة والنظافة، والأمانة والصدق، والعفاف والعدل، والرحمة والبر وحفظ العهود، ورعاية المواثيق والحقوق، ومطابقة القول للفعل، ومطابقتهما معًا للنية والضمير، كما يبرز فيه تحريم الغش والكذب والجور، والظلم والخداع، والتزوير والاعتداء على الحرمات والأعراض، وتحريم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور والسلوك، وفي أعماق الضمير، وفي واقع المجتمع، وفي العلاقات الفردية والجماعية والدولية على السواء، وإن من الخطأ البيِّن أن يتصور البعض أن هذه الأخلاق، صفات فردية، كل فرد يستطيع أن يجتهد في اكتسابها وكفىº إنما هي منهج متكامل ينبثق من عقيدة التوحيد، تتعاون فيه التربية والتهذيب، مع الشرائع التنظيمية، وتقوم عليها فكرة الحياة كلها، واتجاهاتها جميعًا، وتنتهي في خاتمة المطاف إلى الله وحده، لا إلى أي اعتبار آخر من اعتبارات هذه الحياة.

 

ولم تزل البشرية في جميع مراحلها تعتبر اتباع الأهواء والغرور والاستكبار وترك الحق والعدل بين الناس من الأمور المحرمة والمذمومة، وهذا منطق العقل والعلم أيضًا، فمن منا لا يعرف أنه لو حقق كل إنسان هواه، ونال كل أطماعه وحصل على المال والجاه والمنصب الذي يريده بأي طريق، فظلم وبغي وغش وزور وكذب واعتدى وسرق واتبع الشيطان، لو تم هذا لتحول العالم إلى غابةº بل إلى خراب ودمار، واستحالت الحياة إلى جحيم وشقاء، قال الله - تعالى -: (وَإِذَا أَرَدنَا أَن نٌّهلِكَ قَريَةً أَمَرنَا مُترَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرنَاهَا تَدمِيرًا) (الإسراء: 16).

 

ولذلك جاءت دعوات الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام لضبط الأهواء، ووضع الموازين الصحيحة التي تحفظ الإنسان، وتحافظ على الأمم من الهلاك والضياع، قال - تعالى -: (وَكَم قَصَمنَا مِن قَريَةٍ, كَانَت ظَالِمَةً وَأَنشَأنَا بَعدَهَا قَومًا آخَرِينَ) (الأنبياء: 11)، وقال - سبحانه وتعالى -: (فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الحَيَاةَ الدٌّنيَا* فَإِنَّ الجَحِيمَ هِيَ المَأوَى* وَأَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوَى* فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوَى) (النازعات: 37- 41).

 

ولقد كان وما زال لأهل كل هوى في كل عصر منطقهم المعوج، وغرورهم في فلسفة الانحراف وإطلاق الأهواء من أعنتها، وإذا بالإنسان المتأثر بهذا الباطل يبهره زخرف القول، وينفخه الغرور، وينطلق في متاهات التدمير والضلال، والضياع، ومن ثم ظهرت موجات من التيارات الباطلة التي تعبر عن أهواء أهلها وضلالهم، فأصبح البعض يعلن أنهم عبيد للشيطان، وأصبح عندهم الانتساب إلى الحيوانية الهابطة مفخرة، وأصبح النقص كمالاً، والكمال نقصًاº ولذلك حذر الإسلام من هذه المهلكات بشدة، فقال لسيدنا داود- عليه السلام - في صراحة ووضوح: يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلٌّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُم عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُوا يَومَ الحِسَابِ (سورة ص: 26).

 

نماذج مرفوضة:

وهناك نماذج لا أخلاق لها، مثل نقطة الزيت، لا تريد إلا أن تطفو على السطح، نماذج المذبذبين تحت كل لواء، ووراء كل ناعق، فهم الوطنيون إن كان للوطنيين سوق، وهم القوميون إن كان للقومية مكان، وهم الاشتراكيون في دنيا الأدعياء، وإذا كانت الريح رخاء هنا أو هناك فهم من السابقين، وإذا رأوا شدائد تنزل بالمؤمنين سارعوا بالنفخ في النار، وأخيرًا إذا وجدوا للإسلام مالاً ودولاً، أسرعوا يذرفون الدموع ويقبلون الأيادي، وتلك هي الثمرات المرة التي أوجدتها العقائد الفاسدة، ولا يقينا شرها، ولا يرد كيدها إلا قيوم السماوات والأرض، ونعوذ بالله من النفاق والمنافقين.

 

نماذج رائعة للعدل:

1- رأى الهرمزان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - نائمًا في ظل شجرة بلا حراسة من عسكر أو جند، فقال قولته الشهيرة: \"حكمت، فعدلت، فآمنت، فنمت يا عمر\"، ونرى في القصة نموذجًا عظيمًا للعدل الذي يقود إلى الأمن والأمان، وإنه مثال لما يجب أن يكون عليه ولي الأمر العادل.

 

2- وهاهي كنوز كسرى وتاجه، توضع بكاملها أمام سيدنا عمر على الحصير في المسجد، وينظر إليها ويفرح بالرجال الأمناء الذين رباهم الإسلام، وقد انتقلت هذه الكنوز من يد إلى يد حتى وصلت إلى المدينة من غير أن ينقص منها أي شيءº لأنها في أيد أمينة، يقول عمر: \"إن قومًا أدوا هذا لأميرهم لأمناء\"، فيقول أحد الصحابة: \"لقد عففت فعفوا، ولو رتعت لرتعوا\".

 

3- ولعل في موقف الخليفة الرابع علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- صورة عجيبة من ضبط النفس والالتزام بالحق، حتى في أحرج الأوقات وأشد الظروف، فحين طعنه المجوسي الخاسر وهو ينادي لصلاة الصبح، أوصى بنيه فقال: \"أحسنوا نزله، وأكرموا مثواه، إن أعش فأنا أولى بدمه قصاصًا أو عفوًا، وإن مت فألحقوه بي، أخاصمه عند رب العالمين، ولا تقتلوا بي سواه\" إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبٌّ المُعتَدِينَ (البقرة: 190)، وأوصى ابنه الحسن- رضي الله عنهما- قائلاً: \"يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون في دماء المسلمين تقولون: قتل أمير المؤمنين، قتل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلن أحد إلا قاتلي، انظر يا حسن، إذا أنا مت من ضربته هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثل بالرجل\" (راجع الخلفاء الراشدين).

 

4- ويقول عبد الله بن أبي الحمساء: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعث فبقيت له بقية، فوعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيت، ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال: «يا فتى، لقد شققت عليَّ، أنا هنا منذ ثلاث أنتظرك» (رواه أبو داود).

 

5- ولقد وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جابر بن عبد الله بعطاء من مال البحرين، ثم عالجته الوفاة قبل الأداء، فلما جاء مال البحرين إلى خليفته أبي بكر- رضي الله عنه- أطلق مناديًا في الناس يقول: \"ألا من كان له على رسول الله عدة أو دين فليأتنا\" (البخاري).

 

انظر إلى الحاكم الذي يربيه الإسلام، إنه يجعل من كلمته قانونًا يستمسك به ويحترمه، فلا يعطل مصالح الناسº بل يتحرى الصدق في مواقفه كلها، وهذه قدوات في العدالة الاستقامة، قادت أمة الإسلام إلى العزة والسمو والكرامة بين أمم الأرض.

 

إن دور الدولة في الإسلام دور خطير، دور الإنقاذ، دور تسأل عنه بين يدي اللهº وهو إقامة العدل، ورد المظالم، ومحاربة الفساد والمفسدين، والعمل على المعروف، ومطاردة المنكر، واحترام حقوق الإنسان الأساسية، وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، دورها صيانة الأخلاق، ورعاية الأمناء، وتقديم الكفء فيكل ميدان، والحرص على الشورى على كافة المستويات، وتحقيق أوسع مشاركة جماهيرية في صناعة القرار، ورفع الظلم عن المظلومين، وسماع شكواهم، والحذر من عقاب الله، والاحتراس من الذنوب.

 

قال الله - تعالى -: وَمَا كَانَ رَبٌّكَ لِيُهلِكَ القُرَى بِظُلمٍ, وَأَهلُهَا مُصلِحُونَ (هود: 117)، وقال - سبحانه -: كَدَأبِ آلِ فِرعَونَ وَالَّذِينَ مِن قَبلِهِم كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِم وَاللهُ شَدِيدُ العِقَابِ (آل عمران: 11).

 

هذه بعض الآيات الكريمة المحكمة التي تؤكد نزول عقاب الله - تعالى -بأقوام بأسرها، لا بالنسبة للأفراد فقط، حين يظلمون أو يفسقون أو يغشون، ويكذبونº بل العذاب يعم الجميع من ارتكب المنكر، ومن سكت ولم يغيره.

 

قال - تعالى -: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعتَدُونَ79. كَانُوا لاَ يَتَنَاهَونَ عَن مٌّنكَرٍ, فَعَلُوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ (المائدة: 78، 79)، كما أن هناك الكثير من الآثار التي تؤكد المعنى المقابل، قال الله - تعالى -: يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدَامَكُم (محمد: 7)، وقوله - سبحانه -: وَلَقَد نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدرٍ, وَأَنتُم أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تَشكُرُونَ (آل عمران: 123)، وقال جل شأنه: إِن يَنصُركُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُم وَإِن يَخذُلكُم فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعدِهِ وَعَلَى اللهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنُونَ (آل عمران: 160)، وقوله - سبحانه -: وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيُّ عَزِيزٌ (الحج: 40).

 

إن الأخلاق الكريمة والشكر لله والصلاح والعدل، والإيمان والعمل هي طريق الفوز والنصر والفلاح، كما أن نقيض هذه الحقائق هو طريق الذل والضياع والهلاك.

 

الخاتمة

جوانب من حياته - صلى الله عليه وسلم -:

لم يكن رسول الله فاحشًا ولا متفحشًا ولا لعانًا، وأنه كان يقول: «إن من خياركم أحسانكم أخلاقًا»، وكان دائمًا يسعى لتأسيس الأخوة الحقيقية والمحبة، وكان يحب النظافة الظاهرة والباطنة، ولا يريد أضرارًا بالجماعة: «لا ضرر ولا ضرار»، وكان يحب الفطرة والبساطة، يأمر أصحابه دائمًا بالزهد في الدنيا ليكونوا فيها كغريب أو عابر سبيل.

 

عبادته:

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوصي المؤمنين بالنوافل والذكر والتوبة إلى الله، فكان يحب صلاة الليل أكثر من كل شيء، فكان يقول: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للذنوب، ومطهر للآثام».

 

كم ركعة كان يصلي من النوافل؟

قال ابن عباس- رضي الله عنهما -: \"كانت صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عشرة ركعة\"، وسئلت عائشة عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل فقالت: \"سبع وتسع، وإحدى عشر، سوى ركعتي الفجر\"، وأخبرت عائشة- رضي الله عنها- عن كيفية صلاته بالليل بقولها: \"كان ينام أوله، ويقوم آخره فيصلي، ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذن المؤذن وثب، فإن كان به حاجة اغتسل، وإلا توضأ وخرج، وكان إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه بالسواك\".

 

اعتكافه في رمضان:

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده، واعتكف النبي - صلى الله عليه وسلم - في العام الذي قبض فيه عشرين يومًا. وقال أبو هريرة- رضي الله عنه-: \"أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم -: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام\".

 

زهد صحابته:

وكان عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- من زهاد الصحابة، يقوم الليل ويصوم النهار، يقول عبدالله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عبدالله، ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار»، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: «فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا، وبحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن ذلك صيام الدهر كله».

 

أدعيته - صلى الله عليه وسلم -:

(أ) آدابه في الدعاء: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه، وإذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه.

 

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع».

 

(ب) قبول دعائه: كان دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الله مستجابًاº لأنه نبي الرحمة وحبيب الرحمن، فإذا أراد الله أمرًا أن يُقضَى حرك لسان رسوله، فيدعوه فيجيبه، وقال ابن عباس: \"قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في قبته يوم (بدر): «اللهم أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم»، فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول: سَيُهزَمُ الجَمعُ وَيُوَلٌّونَ الدٌّبُرَ* بَلِ السَّاعَةُ مَوعِدُهُم وَالسَّاعَةُ أَدهَى وَأَمَرٌّ (القمر: 45- 46).

 

(جـ) أدعيته في الصلاة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو في الصلاة عند القعدة: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم»، وحينما يفرغ من صلاته كان يدعو: «اللهم أعطني إيمانًا ويقينًا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك الفوز في العطاء، ونزل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء».

 

(د) أدعيته في ليله ونهاره: ووصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدعاء حينما أراد النوم كما يلي: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهم آخر ما تتكلم به».

 

استغفاره وتسبيحه:

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر الاستغفار ويقول: «إني لأستغفر الله وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة».

 

وكان - عليه الصلاة والسلام - يكثر من الذكر والتسبيح بقوله: «سبحان الله، عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته».

 

وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلم الاستخارة في الأمور كلها كالسور من القرآن، قال: «إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (أو قال في عاجل أمري وآجله) فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (أو قال في عاجل أمري وآجله)، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به، ويسمى حاجته».

 

آداب الأذان:

وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقول ما يقول المؤذن عند الأذان، فقال: «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن».

 

وقال - عليه الصلاة والسلام -: «من قال حين يسمع الأذان اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة».

 

دعاؤه بالهداية لأعدائه:

وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسهº لأنه بعث رحمة للعالمين، وأنه لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه فقالوا: لو دعوت عليهم، فقال: «إني لم أبعث لعانًا، ولكني بعثت داعيًا ورحمة للعالمين»، ودعا لأعدائه: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».

 

القدوة الحسنة في الأمور كلها:

هكذا كانت أوقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مليئة بالعبادة والذكر والقراءة والدعاء والشغل بأمور المسلمين، وحب الله قد نفذ في أعماق بدنه وروحه، فعلى الإنسان أن يرجع إلى طريق الرسول الكريم، ويلجأ إلى الله ويتوب إليه، ولا يتقيد بالعلائق الدنيوية وبأوامر النفس الأمارة بالسوء.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply