دور المنزل في التفوق الدراسي (التفوق الدراسي بين الغاية والوسيلة)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

عهود:  أمي سبب تفوقي.

عائشة: الانتباه لشرح المعلمة والمناقشة المستمرة طريق النجاح.

خولة: النوم مبكراً يساعد على التركيز ويزيد من عملية التحصيل.

نورا: تنظيم الوقت بين مواد الدراسة أساس التفوق.

الهنوف: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.

 

لما للنجاح من طعم جميل ولما لطريقه من وسائل وسبل ليست واضحة أمام الجميع، فالكثير يسلك طرقاً كثيرة ويسير في سبل لتحقيق النجاح ولكن ليس بالضرورة أن يحقق التفوق الذي كان يتمناه..

لماذا لم يتحقق النجاح والتفوق؟، وكيف يقطف ثمراته؟.. لذا كان علينا أن نبحث في هذا الموضوع، حتى نجعل التفوق أساس كل النجاحات الأخرى.

 

تنظيمي للوقت سبب تفوقي:

أولاً: التقينا ببعض الطالبات المتفوقات من مدارس وأعمار مختلفة:

تقول الطالبة نور. ع:

حرصت على التفوق منذ صغري، حيث كنت وما زلت متفوقة في مجالي الدراسي، وكان دائماً العامل المشترك بين كل هذه السنين هو تنظيم الوقت ، فالمذاكرة لا تعني حرماني من هواياتي كلية، أو حرماني من مشاركاتي مع عائلتي في مناسباتها الاجتماعية، ولكن المسألة بسيطة وسهلة في توزيع الوقت بين كل مادة وأخرى بحيث لا يطغى اهتمامي أو حبي لمادة على مادة أخرى، وعند المذاكرة أبدأ بالمادة المحببة وعليّ أن أجهز نفسي دائماً لدروس الغد.

 

المذاكرة أول بأول:

الهنوف. س. تقول:

مبدأي دائماً هو المذاكرة أول بأول، فأنا أعتبر نفسي في اختبار يومي، وأعد نفسي يومياً بأن يكون لدي امتحان في اليوم التالي، وأنتبه في الفصل الدراسي وأتابع تعليمات معلمتي وأدونها وأتبعها، وعندما يأتي الامتحان النهائي أجد أن الأمور كلها بالنسبة لي ميسرة والمادة بسيطة وسهلة.

 

الانتباه لشرح المعلمة أساس التفوق:

والطالبة خولة من المرحلة الثانوية تفوقت في الفصل الدراسي الأول وحصلت على 89% تقول عن طريقتها في المذاكرة:

إن الانتباه أثناء الشرح شرح المعلمة أساسه هو النوم مبكراً حيث يزيد هذا من قوة التركيز وبالتالي زيادة عملية التحصيل الدراسي وعن ساعات المذاكرة اليومية تقول: استريح ساعتين بعد المدرسة كل يوم وأذاكر بمعدل 3 ساعات يومياً وعند خروجي للسوق يكون في أضيق الحدود وفي عطلة نهاية الأسبوع فقط، حيث إنني أخرج كثيراً في إجازة الصيف لشراء كل ما احتاجه أثناء فترة الدراسة، حتى أوفر الوقت الكافي للدراسة أثناء العام الدراسي، ودائماً أحاول اتباع حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-.

وحكمتي دائماً في الحياة النجاح وليس الإخفاق (أو السقوط) دائماً يرعبني الفشل والدليل سقوط المطر وأعني بذلك أنه يمكنني أن أصنع النجاح من الفشل.

 

تهيئة الجو المناسب:

تقول عهود. س: ح

ضور أمي بجانبي معظم أوقات دراستي هو سبب تفوقي وخصوصاً عندما أرى اهتمامها بي وحرصها عليّ وعلى تفوقي، فأحاول أن أتفوق من أجلها حيث إنها باستمرار تتابع حالتي ومستواي في المدرسة هاتفياً، أو بالزيارات المدرسية بين وقت وآخر وفي المنزل تجلس بجانبنا أنا وإخواني، في جو هادئ تشجعنا على المذاكرة تساعدنا بقدر استطاعتها، حيث إنها ليس على قدر كبير من التعليم، ولكن جلوسها بجوارنا وعملها على تهيئة الجو المناسب لنا من هدوء وعدم الحديث طويلاً في الهاتف مع صديقاتي. فكل هذا يدفعنا إلى أن نتفوق.. مع حبي واعتزازي بك يا أمي..

 

عناية الأم بأبنائها سمة فطرية:

وأيضاً كان لنا لقاء مع إحدى الأمهات لتبين لنا دور الأم في تفوق أبنائها في الدراسة:

تقول أم سارة: أنا لست حاصلة على شهادة عالية أو حتى متوسطة ولكن مستوى تعلمي متواضع ولكن عناية الأم بأبنائها هي سمة فطرية خلقت لها، لتكون مربية فأنا أحاول دائماً أن أتابع أبنائي في المدرسة محاولة وجاهدة مساعدة المدرسات على حل أي مشكلة، لأنها في النهاية ستعود بالنفع على بناتي ففي المنزل أقلل الزيارات الاجتماعية أو أؤجلها وخصوصاً في فترة الاختبارات. والصداقة بيني وبين بناتي تجعلني على علم دائماً بما يحدث لهم، وما يطرأ عليهم من تغيرات.

وفي هذه الحالة يسهل عليّ حل أي مشكلة تقابلهم قبل تفاقمها وأول هذه المشكلات هي المشكلات الدراسية، فما أسعدني عندما أرى تقاربهم الدراسي أشعر وقتها أنه لا يضيع الله أجر من أحسن عمل.

 

وكان لنا لقاء مع بعض المعلمات من ذوات الخبرة في مجال التدريس والتعامل مع الطالبات، اللاتي أجمعن كلهن أن التفوق الدراسي أساسه المنزل وبصفة خاصة الأم قبل دور المنزل.

تقول المعلمة عائشة : إن الانتباه أثناء شرح المعلمة وعدم الانشغال داخل الفصل الدراسي من أهم عوامل النجاح، حيث إن توفير الهدوء داخل الفصل مع وجود معلمة قديرة وذات شخصية قوية يسهم بشكل كبير في تحقيق الهدف من العملية التعليمية.

دور المدرسة:

ولكي لا نجهل دور المدرسة التقينا مع الأستاذة فوزية الجريس مديرة مدرسة رقية بنت محمد المتوسطة بالحرس وطرحنا عليها بعض الأسئلة:

مقومات التفوق:

ما هي في نظرك مقومات التفوق الدراسي لدى الطالبات؟

مقومات التفوق الدراسي لدى الطالبات عديدة أهمها:

1-              الإدارة والتخطيط والتنظيم للعملية التعليمية والتربوية مع مراعاة العلاقات الإنسانية بينها وبين المعلمات والطالبات.

2-              المستوى العلم ي للمعلمات ومدى قدرتهن على المساهمة في تفوق الطالبات وتنمية مواهبهن.

3-              تعزيز وتحفيز الطالبات المتفوقات والاهتمام بتفوقهن العلم ي.

4-              مشاركة الطالبات بالأنشطة اللامنهجية وتوفير الإمكانيات لممارسة الطالبات هوايتهن.

دور المدرسة:

ما هو دور المدرسة تجاه الطالبة الضعيفة والطالبة المتفوقة؟

بالنسبة للطالبة الضعيفة فهناك عدة نقاط يجب على المدرسة متابعتها لتخلص من ضعفها وأهمها:

1-              دراسة حالة الطالبة وأسباب الضعف من قبل المرشدة الطلابية وإدارة المدرسة وولية أمر الطالبة ومعرفة السبب المؤدي لهذا الضعف وربما يكون هناك سبب أو أكثر ومن هذه الأسباب التي لا تخلو المدرسة منها مثلاً:

أ‌-                 ربما يكون السبب في مشاكل التحصيل العلم ي لدى الطالبة وهذا حله عن طريق وضع دروس تقوية للمادة الضعيفة فيها وتكثيف جهود المعلمة مع الطالبة.

ب‌-            إذا كان الضعف سببه مشكلة منزلية أو ظروف أسرية فتحاول المدرسة المساهمة في حلها مع الأسرة ومتابعته.

ت‌-            أما إذا كان الضعف مجرد إهمال من الطالبة فلا بد من المتابعة المكثفة من قبل المرشدة الطلابية، وتوجيهها للطريقة الصحيحة للمذاكرة والمتابعة الدورية من قبل الأهل.

ث‌-            تحفيز الطالبة الضعيفة إذا كان لديها مادة متفوقة فيها ورفع معنوياتها حتى يصبح لديها الدافع لرفع مستواها في جميع المواد.

ج‌-              دفعها للمشاركة في الأنشطة اللامنهجية لزيادة ثقتها بنفسه.

 

أما بالنسبة للطالبة المتفوقة:

1-              تكريمها على مستوى المدرسة.

2-              تحفيزها عن طريق الهدايا وشهادة الشكر.

3-              مشاركتها في الإذاعة المدرسية والحفلات والأنشطة.

4-              تكريم ولي أمرها على مستوى المدرسة.

5-              دفعها للتأثير على زميلاتها الأقل مستوى، وذلك عن طريق الصداقات الموجهة وتوضيح أسلوبها الصحيح في المذاكرة لزميلاته.

6-              تعزيز مواهبها وتوفير الإمكانيات لإبرازها للجميع.

معوقات التفوق الدراسي داخل المدرسة:

ما هي معوقات التفوق الدراسي داخل المدرسة؟

1-              سوء التخطيط الإداري للعملية التعليمية التربوية.

2-              عدم وجود طاقم تعليمي مؤهل.

3-              عدم التعاون المشترك بين المدرسة والمنزل.

4-              انعدام المتابعة من قبل الإدارة والطاقم التعليمي للمستوى التحصيلي للطالبات.

5-              بنية المدرسة السيئة التي ينقصها المكان المناسب والمعامل والفصول المجهزة بالأدوات اللازمة.

مساندة المنزل المدرسة

دور المنزل هل يساند دور المدرسة في تفوق الطالبات؟

دور المنزل هو الأهم في مساندة العملية التعليمية والتربوية في المدرسة، فلا بد أن يكون هناك تعاون مشترك بين المدرسة والمنزلº لدراسة أوضاع الطالبة وتعزيز تفوقها والمساهمة في الدفع من مستواها وحل مشاكلها إذا كانت هناك مشاكل تؤثِّر على تفوق الطالبة، لذلك لا بد أن يكون هناك تواصل دائم بين المدرسة والمنزل والمساهمة في رفع المستوى التعليمي والتربوي للطالبات.

 

وحتى تكتمل الدائرة والتي في مجملها تعطينا كل ما يخص التفوق الدراسي من حقائق ومفاهيم وإثباتات فعلية، كان لنا لقاء مع أم أيمن إحدى أخصائيات التغذية فقالت:

وجبة الفطور من الوجبات المهمة والأساسية في العادات الغذائية السليمة، فيجب أن تحتوي على عناصر غذائية كاملة في بداية اليوم لذلك ننصح بأن تشمل على كوب من الحليب مع قليل من السكر وشريحة من الخبز مع جبن أو بيض، وذلك لأن وجبة الإفطار لها فوائد كثيرة منها:

1-  تهيئ الجسم لتقبل النشاط اليومي في المدرسة.

2- تنبه الذهن وتساعد على التركيز خلال فترة الدوام من خلال إمداد الفرد بالطاقة والسعرات الحرارية اللازمة لذلك. وكذلك القدر ة على الاستيعاب الدراسي.

ولذلك فإن الأطفال الذين لا يتناولون وجبه الإفطار يواجهون مشكلة في التركيز في المدرسة ويصابون بالإعياء وعدم الانتباه في فترة الظهيرة.

وقد يتم ربط ذلك بانخفاض مستوى السكر في الدم والذي لا يتم سد النقص فيه إلا من خلال تناول وجبه الإفطار ومما يسمح بالإصابة بالإعياء والإجهاد والتعب وبالتالي التحصيل العلم ي السلبي، وأىضاً الأطفال الذين لا يتناولون طعاماً صحياً ميالين للعنف والسلوك الغير اجتماعي.

 

الوجبات التي تساعد على زيادة التحصيل الدراسي:

وبالتالي هناك وجبات تساعد على زيادة التحصيل الدراسي ومنها:

1- الزعتر: حيث إن تناول الزعتر كسندوتش مع زيت الزيتون صباحاً قبل الذهاب إلى المدرسة مهم لأنه منبه للذاكرة ويساعد على سرعة استرجاع المعلومات وسهولة الاستيعاب.

2- البيض: لغناه بالكوليسترول والبروتينات والعناصر الغذائية الضرورية للنمو مثل مادة الكولين والتي أثبتت الدراسات قدرتها على تحسين التعلم والذاكرة.

3- اللحوم الحمراء: لما تحتويه من كميات ضخمة من الحديد والبروتينات والألياف وفيتامين (ب) بصفة خاصة.

4- الأسماك وخصوصاً التونة.

5- الحليب كامل الدسم الغني بالأحماض الدهنية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply