غزوة بني قينقاع


 

بسم الله الرحمن الرحيم

بنو قينقاع هم إحدى طوائف اليهود الثلاث الذين كانوا نزلوا المدينة النبوية قبل الإسلام بزمن طويل، فراراً من اضطهاد الروم لهم، وانتظاراً للنبوة المحمدية المبشر بها في التوراة والإنجيل...., ولما حل النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة مهاجراً السنة الماضية - أي الأولى من الهجرة.. عاهدهم معاهدة سلم وحسن جوار.

وقد نافق كثير من أحبارهم ووالوا المشركين في الخفاء، وكانوا يتربصون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.. ولما خرج - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، فرحوا ظناً منهم أن المسلمين سيهزمون وتخضد شوكتهم ويأفل نجم قوتهم. ولما كان النصر للمسلمين شرقوا بريقهم وكشروا عن أنيابهم وقالوا قالة السوء, فما كان من الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا أن جمعهم في سوق (بني قينقاع).

ومضت أيام قلائل وجاءت امرأة مسلمة بجلب لها فباعته بالسوق ومالت إلى الصائغ لتشتري منه مصاغاً، فجلست وحوله يهود فعـــــابوا عليها لستر وجهها وطالبوها بكشف وجهها، فأبت ذلك حفاظاً على عفّتها وصيانة شرفها ومن أن تبذل وجهها ينظر إليها غير محارمها.

فما كان من أحد هؤلاء اليهود عليهم لعائن الله إلا أن غافلها وربط طرف درعها من أسفله بطرف خمارها، فلما قامت انكشفت عورتها فصاحت ، فسمعها رجل مسلم، فهب إليها فرأى ما بها، فضرب اليهودي ضربة قتله بهــــــــا..

وقام يهود فاشتدوا على المسلم فقتلوه فمات شهيداً - رضي الله عنه - وأرضاه وهب رجال من المسلمين للحادث فاقتتلوا مع اليهود وبهذا نقض يهود بني قينقاع عهدهم وطرحوا معاهدتهم.. فنزلوا حصونهم فتحصنوا بها فغزاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحاصرهم نصف شهر حتى نزلوا من حصونهم على حكمه - صلى الله عليه وسلم -، فكتفوا (أي ربطوا بالحبال في أيديهم وأرجلهم) لقتلهم بموجب المعاهدة المعقودة بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -..

وقبل تنفيذ الحكم فيهم توسط في خلاصهم والعفو عنهم حليفهم (عبد الله بن اُبيّ) كــبير المنافقين، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكلمه فيهم وقال: إنهم مواليّ، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتهر ابن أبيّ، وقال له: \" ويحك أرسلني \" إذ قد أخذ المنافق بردائه - صلى الله عليه وسلم - والرسول مُعرض عنه غضبان، فقال المنافق: \" لا أرسلك حتى تُحسن إلى مواليّ، وهم أربعمائة حاسر (أي بدون دروع) وثلثمائة دارع، وقد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة، وإني والله لأخشى الدوائر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - \" هم لك خلوهم \" لعنهم الله ولعنه معهم..........

ولما أطلقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشفاعة ابن أبيّ، خرج بهم (عبادة بن الصامت) إلى ذِباباً ثم ساروا وحدهم إلى أذرعــــــــات من الشـــــــام، ولم يلبثــــــــوا إلا قليلاً حتى هلكــــــــــوا.

 

نتـــــــــــــائج وعبـــــــــــــــر:

1- خيانة اليهود وغدرهم وانعدام وفائهم بأي التزام يدعونه عليهم لعــــــائن الله... فاليهود هم اليهود دائماً ينقضون العهــــــــــود.

2- بيـــــــــــان فضل المؤمـــــــــن الذي غضب لله.. فقتل اليهودي الســـاخر من المؤمنـــــــــة فقُــتل شهيــــــــداً - رضي الله عنه -.

3- أن الحجــــــاب هو ستر وجه المرأة عن الرجال غير المحارم.  واعتزاز المرأة بإسلامهـــــــا وعفّتها وحياءها حتى أنها أبت إباءاً شديداً من أن تكشف وجهها أمام هؤلاء الكفرة.. ولم تبالي بسخريتهم. هكذا المسلمات الصالحات.

3- فضيلة عبادة بن الصامت الذي تبرأ من اليهود وأعلن ولاءه لله ولرسوله وللمؤمنين

من أجـــــل امرأة مسلمة واحدة فقط حدثت غزوتنا (غزوة بني قينقاع)......... وملايين المسلمات يُغتصبن ويُذبَّحن ويُمثَل بجثثهن ويُنتزع أطفالهن من أحضانهن. فماذا فعلنا نحن؟؟؟؟؟

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply