حنين الجذع وعظيم محبة الصحابة للرسول


  

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى:

وبعد: فهذه خطبة في معجزات النبي، نذكر فيها من معجزاته قصة حنين الجذع وغيرها.

هذه القصة ـ أيها المؤمنون ـ قبل أن أغوص بكم في كتب الحديث المبارك هي عبارة عن شوق عظيم من قطعة خشب صمّاء، فارقها النبي فلم يتمالك هذا الجذع الفراق، وكان يخطب عليها الجمعة، وظل ينوح ويصيح حتى مسح عليه النبي بيده الشريفة فهدأ وسكن، وهذه المعجزة صحيحة ثابتة، رواها أصحاب الصحيح والسنن، وحدَّث بها من الصحابة بضعة عشر صحابيًا، وقال عياض: \"والخبر به متواتر\". وقد رواها البخاري في صحيحه وغيره، وقال أبو عيسى الترمذي في رواية أنس: \"حديث صحيح\".

إن من معجزات نبيكم أنه كان يحنّ إليه الشجر والحجر والمدر، ومن ذلك حنين وشوق ذلك الغصن الذي كان يخطب عليه.

فقد أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله قال: كان جذع يقوم إليه النبي، فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العِشَار ـ الناقة العُشَرَاء إذا حُمِل عليها حنّت وأصدرت صوتًا ـ، حتى نزل النبي فوضع يده عليه فسكت.

وأخرج البخاري عن جابر أن النبي كان يقوم إلى نخلة، فجعلوها له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، فنزل فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكن، قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.

وأخرج الدارمي من طريق عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي يخطب إلى جذع، فاتخذ له منبر، فلما فارق الجذع وعمد إلى المنبر الذي صنع له جَزِعَ الجذع، فحن كما تحن ال%E

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply