استشهاد الشيخ عز الدين القسام


بسم الله الرحمن الرحيم

 

29 شعبان 1354هـ ـ 25 نوفمبر 1935م

هو الشيخ المجاهد وأمير المجاهدين بالشام ومجدد الجهاد في بدايات القرن العشرين، الشيخ عز الدين عبد القادر القسام، المولود ببلدة «جبلة» من قضاء اللاذقية في سوريا سنة 1288هـ، وقد نشأ في بيئة عربية إسلامية نقية وتلقى علومه في قريته، ثم توجه إلى الأزهر وهو في الرابعة عشرة، ولما تخرج فيه عاد إلى قريته حيث عمل إمامًا ومدرسًا، وكانت سوريا وقتها قد تعرضت للاحتلال الفرنسي فانضم للقائد عمر البيطار وجاهد الفرنسيين بكل قوة حتى أصدر عليه الفرنسيون حكمًا بالإعدام، فاضطر للانتقال إلى فلسطين ليواصل جهاده ضد المحتلين.

وصل القسَّام إلى فلسطين سنة 1922م واستقر في ضاحية الياجور من أعمال حيفا، وكان الفلسطينيون وقتها في كفاح ومقاومة للاحتلال الإنجليزي والهجرة اليهودية لفلسطين، ولكن الرؤية لم تكن واضحة أمام الفلسطينيين فظنوا أن بإمكانهم حل قضيتهم بالمفاوضات والمؤتمرات والمظاهرات والاضطرابات، ولم يكونوا على وعي كامل بحقيقة المخطط الإنجليزي والأوروبي بتمكين اليهود من اغتصاب فلسطين، فلما وصل القسَّام أخذ في العمل لتكوين شبكة جهادية تقوم بمقاومة الاحتلال بالقوة لا بالسلم.

 

أخذ القسَّام في الالتحاق بالعديد من الوظائف التي تضمن له الاتصال بكل طبقات الشعب، فعمل مدرسًا في المدرسة الإسلامية بحيفا، وعمل خطيبًا لجامع الاستقلال، ومأذونًا لعقد الأنكحة، وانضم لجمعية الشبان المسلمين حتى أصبح رئيسها سنة 1928م، وخلال هذه الوظائف الكثيرة أخذ في الإعداد لحركة جهادية من خلال تقوية الإيمان لدى قلوب أتباعه، والتنبيه على أهمية تحرير الأرض المسلمة، واتسعت دائرة نشاطه السري حتى وصلت أخبارها لحاكم لواء حيفا الإنجليزي وأرسل إليه وقال له: يا شيخ إنك متحرك وذو نشاط مناوئ لنا، فرد عليه الشيخ قائلاً بعد أن أخرج المصحف من جيب جبته: هذا الكتاب العظيم يأمرنا بالجهاد ولا نخالفه.

بنى القسَّام خطته على إعداد مجموعة جهادية تقوم بإعلان الانتفاضة ضد الإنجليز في ميعاد معين انطلاقًا من جبال حيفا ثم إلى باقي فلسطين، واتبع القسَّام نظام السرية التامة والكاملة على حركته، وكادت الحركة تؤتي ثمارها لولا تعجل بعض أفرادها بالمواجهة مع مجموعة صغيرة من الإنجليز، أدى للكشف عن مكان الجماعة وخطتها، فدفع الإنجليز بكل قواتهم إلى جبال حيفا واشتركت الطائرات ومدافع الميدان في القتال الذي استمر عدة ساعات، وفي آخره سقط الشيخ القسَّام شهيدًا في أرض المعركة في 29 شعبان 1354هـ ـ 25 نوفمبر 1935م، وذلك بعد أن أشعل جذوة الجهاد في نفوس الفلسطينيين وجدد فيهم طريقه، وقد تبنت المقاومة الإسلامية المسلحة نفس طريقة القسَّام في الجهاد وأطلقت على نفسها اسمه وصيحته الشهيرة: «هذا جهاد إما نصر أو استشهاد».

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply