قمر الأزمنة


  

بسم الله الرحمن الرحيم

سراج الدنيا وضيائها، وبهجة الأرض وبهائها، أحسن الناس منظرا، وأجمل الخلق مظهرا، وأطهر البرية مخبرا، وصفه أصحابه فجاء الوصف مبهرا .

ما القمر بجواره، وما النجم في ساحات داره؟ وما الكوكب الدري بجانب أنواره؟ كلهم يلتمسون الجمال من جماله ويستجدون الحسن عند حسنه - صلى الله عليه وسلم -  خلقه ربه فأحسن خلقه وهذب خلقه وأعلى قدره ورفع له ذكره وهو القائل \" وإنك لعلى خلق عظيم \".

 

الجمال في طلعته بهرت المحبين فتسابقوا في وصف الحبيب - صلى الله عليه وسلم - فكيف جاء الوصف؟ الجواب خذه من لسان أحبابه فعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير.( رواه مسلم) .

وعنه أيضاً عند البخاري قال: ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  له شعر يضرب منكبيه، بعيد مابين المنكبين، لم يكن بالقصير ولا بالطويل.

وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلة أضحيان (أي مضيئة) وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر. (أخرجه الترمذي في الشمائل والسنن والدارمي وأبو الشيخ والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير) .

وأخرج البخاري في صحيحه والترمذي في الشمائل والسنن وأحمد في المسند عن أبي إسحاق السبيعي قال: سأل رجل البراء بن عازب: أكان وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر.

وفي صحيح البخاري عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم -مربوعاً بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء لم أر شيئاً قط أحسن منه

هذا في حاله العادية فكيف إذا سر - صلى الله عليه وسلم - وتهللت تباشير الفرح في وجهه؟ للإجابة على هذا السؤال أترككم في هذا الإبحار الجميل مع الأصحاب الكرام حيث يروي لنا البخاري عن عبد الرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال في حديث التوبة المشهور : \"لما سلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يبرق وجهه وكان إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر\" إنه سرور الرحيم المشفق على أمته، إنه الفرح بتوبة الله – عزوجل - على عبيد من عبيده وهم الثلاثة الذين خلفوا فبأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم - ما أرحمه وأشفقه على أمته.

وروى البخاري عن الزهري عن عروة عن عائشة - رضي الله عن الجميع - قالت: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها يوما مسرورا وأسارير وجهه تبرق .

إنه سرور لنصر الدين ونصرة المسلمين، وحزن من أجل الدين ومن أجل عباد الله المؤمنين فقد كان عليه الصلاة والسلام عالي الهمة حتى في فرحه وفي حزنه فالدين يملأ عليه كل ذرة من حياته.

 

هاهي أم معبد كما عند الحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي تصف لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقول: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، وكان أحلى الناس وأجمله من بعيد، وأجهر الناس وأحسنه من قريب .

 

وروى أبو نعيم الأصبهاني في الدلائل عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحس الناس وجها وأنورهم لونا، لم يصفه واصف قط بمعنى صفته إلا شبه وجهه بالقمر ليلة البدر، يقول هو أحسن في أعين الناس من القمر، أزهر، يتلألأ وجهه - صلى الله عليه وسلم - تلألأ القمر. ( قال بعض أهل العلم عن هذا الحديث لا بأس به وله شواهد كثيرة ومتعددة في وصفه بذلك.

 

فسبحان الذي أرسل نبي الملحمة وقد حوى من الصفات دررا زين بها وجه الزمانº ليكون القدوة الكاملة للبشر في جميع أحواله - صلى الله عليه وسلم

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply