احتفالات تركيا بالذكرى ال533 لفتح القسطنطينية ترسم مستقبلاً مشرقاً للتعاون الإسلامي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

احتفالات تركيا بذكرى فتح القسطنطينية

شهدت مدينة إسطنبول التركية حدثاً تاريخياً خلال الفترة من 28 31 مايو الماضي، حيث احتفل الشعب التركي بذكرى مرور 553 سنة على فتح مدينة القسطنطينية على يد السلطان محمد الثاني الملقب بالفاتح 1453م، وانتهاء الدولة البيزنطية التي دامت ألف سنة.

وقد تدفق نحو 40 ألف مشارك تخفق قلوبهم بحب فتح إسطنبول، إلى ملعب \"علي سامي يان\"، ومع أناشيد الفتح التي حركت مشاعر الآلاف، تذكر هؤلاء من جديد، السلطان محمد الفاتح، آق شمس الدين، وأولوباتلي حسن، وأبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -.

تقدَّم المشاركين في هذا الاحتفال الذي نظمه مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية رئيس الوزراء الأسبق، نجم الدين أربكان، ورئيس حزب السعادة رجائي قوطان، وأمير الجماعة الإسلامية في باكستان القاضي حسين آيت أحمد، ورئيس الحزب الإسلامي في ماليزيا، ورؤساء وممثلو الحركات الإسلامية في مصر وإندونيسيا والكويت والسعودية وإيران والعراق ولبنان وروسيا والمغرب وكازاخستان والبلقان والهند ودول إفريقية عدة.

ألقى \"أربكان\" كلمة أكد فيها خطورة المرحلة التي تحياها الأمة الإسلامية قائلاً: \"لقد أظهرت الاكتشافات العلمية والحقائق التاريخية أن الإسلام هو الحل الوحيد من أجل خلاص الإنسانية، وأنه لا يوجد أي طريق أو حل آخر لها. لهذا، فإن الإسلام هو الطريق إلى السعادة والحق والإسلام هو أمة واحدة\". وأضاف: \"الإمبريالية العنصرية هي ملة واحدة، وعلى الأمة الإسلامية أن تتوحد للتصدي لها بكل الوسائل المتاحة لها، أما الباطل فهو أيضاً ملة واحدة تسيطر عليه مركزية واحدة. هذه المركزية هي الإمبريالية العنصرية أي الصهيونية\".

كما ألقى الدكتور حسن هويدي نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين كلمةَ المرشد التي أشار فيها إلى ما قدَّمته الحضارةُ الإسلاميةُ للعالمِ كله من نموٍّ, وازدهار، ودعا إلى التفاؤل ودعم مشروع \"الألف مليار لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني\".

مشهد تاريخي

قامت مجموعة من الشباب في إسطنبول وسط التكبيرات والموسيقى العسكرية العثمانية بحمل مركب خشبي يرمز إلى سفن الفاتح من ساحل البسفور الغربي ودفعها على مدرج خشبي لأعلى التل الشرقي، في منطقة خليج القرن الذهبي، ثم الهبوط بالمركب المحمول على الأكتاف والأعناق عند منطقة قاسم باشا المطلة على الساحل، وإنزال المركب في مياه الخليجº بهدف الإبحار في اتجاه أسوار مدينة إسطنبول.

هذا المشهد التمثيلي هو عبارة عن الخطة أو التكتيك الحربي الرامي لنقل القوات العسكرية من الجيش الإسلامي العثماني تحت قيادة السلطان محمد الفاتح والوصول لأسوار القسطنطينية، بعد أن أغلق الروم البيزنطيون مدخل خليج القرن الذهبي بسلاسل حديدية قوية كانت تمنع المراكب والسفن من عبور المضيق والوصول لأسوار وأبواب المدينة البيزنطية.

وباسترجاع هذا المشهد المعبر، دارت عجلة التاريخ للوراء، حيث المشهد الحقيقي لفتح القسطنطينية الذي بدأ في تمام الساعة الواحدة صباحاً من يوم الثلاثاء20جمادي الأولى 857 هـ 29 مايو 1453م، الذي يؤرخ لنهاية العصور الوسطى وبداية تاريخ العصر الحديث.

وقد قام السلطان الفاتح بتنظيم المدينة بعد فتحها واتخذها عاصمة للدولة العثمانية، وأطلق عليها اسم \"إسلام بول\" أي مدينة الإسلام (الآستانة) ثم حرفت إلى إسطنبول وهو اسمها الحالي، وقد نشر العدل والتسامح فيها وعامل أهلها معاملة رحيمة، وأقر أساقفة النصارى على أعمالهم، بدافع التزامه الصادق بالإسلام، وقد حول كنيسة \"آيا صوفيا\" إلى مسجد، لأن الفتح كان عنوة وليس بالتسليم، وفي هذه الحالة يحق للفاتح تغيير الكنائس إلى مساجد..وبذلك حقق حديث رسول الله {بفتح القسطنطينية القائل: \"لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش\".

رؤية مستقبلية للتعاون الإسلامي

وتمخضت اللجان المنبثقة عن المؤتمر عن عدد من التوصيات في مؤتمر صحفي يوم 2006/5/28م ومن أهمها:

تجميع طاقات الأمة وإنشاء مؤسسات تعمل على ذلك.

الدعوة لتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي ودور مجموعة الدول الثمانية.

-إنشاء قنوات إسلامية للرد على الشبهات والعولمة.

مساندة الشعوب الإسلامية المضطهدة ودعمها.

إنشاء نظام تجاري موحد.

إنشاء نظام ضمان للقروض التجارية (إسلامي).

تشجيع الاستهلاك المحلي للبضائع الإسلامية.

إنشاء اتحاد الدول الإسلامية المنتجة للبترول لكسر سيطرة الغير على أسعار النفط.

تطوير السلاح الدفاعي.

صهر المجتمع المسلم بثقافة إسلامية واحدة خالية من شبهات الأعداء والمستشرقين.

الاهتمام بتدريس اللغة العربية.

صياغة مناهج إسلامية تشمل مراحل التعليم من الابتدائية إلى الجامعة.

الاهتمام بتوعية المرأة المسلمة وفضح كافة المؤتمرات الدولية التي تسعى لتشويه دور المرأة المسلمة وإبراز مميزات الإسلام المقدرة للمرأة للعالم

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply