حياتنا... وفقه الأسئلة والأجوبة


  بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

الحياة على امتدادها هي أجوبة وأجوبة صحيحة، ونحن نبحث فيها عن الأسئلة الصحيحة، تلك هي مهمتنا، يقول (ديفد فيسكوب): "إن حياتي هي الإجابة، إنني في بحث دائم كي أحدد ما هو السؤال؟"، ويقول (أنتوني روبنـز): "جميع الإجابات موجودة، وكل ما تحتاجه هو إيجاد السؤال الصحيح"، ويقول (أنتوني) أيضاً: "إن جميع صور التقدم الإنساني تسبقها أسئلة جيدة. ما هو السؤال الجيد الذي تطرحه على نفسك لتخرج بإجابات جيدة يمكن أن تحسّن من ظروف حياتك اليوم؟".

عندما نفهم الحياة على هذا النحو فإننا نختصر المسافات، ونركز الجهود في البحث عن تلك الأسئلة الصحيحة التي سنرى من خلالها:

من نحن؟ وماذا نريد؟ وماذا نفعل؟ ولماذا نفعل؟... وأسئلة أخرى تجعلنا أمام الحقيقة سواء أدت الحقيقة إلى أننا في المسار الصحيح فنستمر ونواصل العطاء، أو كانت الحقيقة أننا في المسار الخطأ فنتوقف، ونعيد تشكيل حياتنا في الاتجاه الصحيح.

إذاً القضية فقه أسئلة أكثر منها فقه أجوبة، وفقه أفعال أكثر منها فقه ردود أفعال، ونحن نرى من واقع الحياة أن الذين حققوا نجاحات كانت مهمتهم في اكتشاف ذواتهم (قدراتهم وإمكانياتهم) واكتشاف ما حولهم، وما يستطيعون التأثير فيه لتوظيف وتطوير تلك القدرات والإمكانيات، وقد مكنتهم الأسئلة الصحيحة من اكتشافات ضخمة كانوا غافلين عنها حينما كانوا ينظرون إلى الحياة على نحو مختلف، أو كانوا يبحثون عن الأجوبة بأسئلة خطأ لأن النتيجة واحدة.

تعويد النفس على طرح الأسئلة الجيدة والصريحة هو مفتاح تطويرها، ويقترح المختصون أن يعدّ الإنسان لنفسه أسئلة صباحية وأسئلة مسائية، وهي تختلف من شخص لآخر حسب موقعه العلمي والعملي، وحسب دوره في الحياة، ولكن ثمة رابط بين تلك الأسئلة، أو قل: ثمة قواعد مشتركة بينها والتي من أهمها:

-       الأهم أولاً: أي طرح الأسئلة الأهم، وليس المهمة أو الطارئة فضلاً عن غير المهمة والفضولية.

-       الواقعية: وهي الأسئلة التي لا تتجاهل واقعك والواقع من حولك، ولا نقصد بها الموغلة في الواقعية القاتلة للطموح والخيال المبدع.

-       التكامل: ولن تكون الأسئلة في نسق تكاملي ما لم تكن الرؤية والرسالة واضحة.

وإذا كانت حياتنا المعاصرة (معقدة ومصلحية وسريعة) -كما أسلفت في مقالات سابقة- فإن الأسئلة الصحيحة ستساعدك في:

-       التبسيط الصحيح والفعّال لعقد الحياة.

-       تستوضح من خلالها أين المصلحة (الخاصة والعامة).

-       تحدّد سرعتك بعد قياس سرعة العالم من حولك.

وأنا أعتقد أنك إذا حصلت على هذه النتائج ستستمتع بروح العصر، وستكون الإنسان الفاعل القادر على العطاء، والأمر يحتاج منك للشجاعة، فـ"الحياة تتقلص أو تتمدّد على أساس شجاعة الفرد" كما يقول (أنايس نين).

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply