تقويم المتربي


  

بسم الله الرحمن الرحيم

• لا انفكاك بين عملية التربية وعملية التقويم، وكلما كانت مهاراتك عالية في التقويم، كلما كنت أكثر دقة في تحديد شخصية المتربي وما الذي يحتاجه بالضبط.

• تكمن خطورة التقويم في كونها الأرضية التي تبني عليها كل خططك المستقبلية مع المتربي، إنك عندما تخطئ في تقدير احتياجات المتربي فإن هذا يعني أنك ستضيع جهوداً كبيرة في أمور لا يحتاجها المتربي أو أنه تجاوزا منذ زمن بعيد.

• أظنك توافقني على أن النفس لها عاطفتها الشخصية فتحب وتكره وتود وتند إياك أن تجعل هذه الميولات حكماً على آرائك وتقويمك للأفراد، وإذا كنت من أصحاب العاطفة الجياشة فاحرص على أن تجعل تقييمك بعيداً عن الاجتهاد الشخصي مضبوطاً بالحقائق والإنجازات.

• يتأثر بعض المربين في تقويمهم بميولاتهم واهتماماتهم الخاصة، فيحتفون بالأفراد الذين تتوافق قدراتهم، ومواهبهم مع مواهبهم، إنه مزلق خطير قد تقع فيه دون أن تشعر بذلك.

• كم يخطئ أولائك المربون الذين يحصرون مفهوم التقويم في الجرح والنقد، إن تقويم المتربي يهتم بتطوير الصواب تماماً كما يهتم بتصحيح الخطأ، فالتقويم ليس عملية جرح خالية من التعديل.

• لابد أن يكون لك نظرة فاحصة واضحة ومستقلة في المتربي، إن استئناسك برأي الآخرين واستشارتهم لا تعني أن تكون أسيراً لنظراتهم وتقويماتهم.

• تذكر أنك لا تقوِّم تمثالاً جامداً، وإنما إنساناً حيوياً متغيراً، إن هذا يجعلك تعيد تقويمك للمتربي بين كل فترة وأخرى، فالناس قد يتغيرون وتثبيت التقويم يظلمهم أو يظلمك أنت.

• أرجو ألا تكون من أولائك المتأثرين بقاعدة: (أبيض أو أسود) إنهم أصحاب تلك النظرة التقويمية التي لا ترى في المقوَّم إلا صوابا خالصا أو سواداً خالصاً، إن النفوس تحتوي على خطوط متداخلة كثيرة، والمربي الحاذق هو الذي يستطيع أن يميز بين هذه الخطوط بشكل دقيق وواضح.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply