برنامج يومي للتربية الروحية


 بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :

أنا شاب يمر في سن المراهقة، وقتي مليء بالمطالعة والدراسة و حضور مجالس العلم و الدعوة. لكنني أشعر بضيق في نفسي، باختصار أتمنى من فضيلتكم أن تدلوني عن برنامج يومي للتربية الروحية المعتدلة المستقاة من القرآن والسنة.

 

الإجابة :

يبدو من السؤال أن الأخ السائل قد ملأ وقته بالأمور الجادة والعملية والتي تحتاج إلى طاقة عالية من الزاد الإيماني الكافي لمواكبة هذا العمل، لأن الإنسان ومن خلال ما يتعلمه من المطالعة ومجالس العلم والدعوة يحتاج إلى أن يواكب ذلك زيادة في العمل حتى لا يكون هناك مفارقة بين العلم والعمل.

 

البرنامج اليومي المقترح للتربية الروحية المعتدلة:

1- المحافظة على الصلوات المكتوبة في المسجد مع جماعة المسلمين، مع الحرص على التبكير وإدراك التكبير، إذ الصلاة أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة فإذا صلحت صلح سائر العمل.

2- المحافظة على السنن الرواتب القبلية والبعدية، ففي الحديث القدسي : (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته) [صحيح البخاري رقم6137/ ج5/ص2384]فكيف تضيق نفس من هذا حاله.

3- المحافظة على الأذكار بعد الصلاة، وفي سائر الأوقات وخاصة في الصباح والمساء إذ فيها من الأجر والتحصين للمسلم ما لا يعلمه إلا الله - تعالى -.

4- المداومة على الذكر عموماً، والتنوع فيه، فمن قول لا إله إلا الله، إلى الاستغفار، والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب) [سنن أبي داود، رقم/1518/ ج2/ص85]، وقال أبي بن كعب للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي فقال ما شئت قال قلت الربع قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت النصف قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قال قلت فالثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت أجعل لك صلاتي كلها قال: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك) [سنن الترمذي ج4/ص636 وقال حديث حسن صحيح].

فيجب عدم التفريط في هذا الأمر لأنه يمثل زاداً إيمانياً لكل مسلم فضلاً أن يكون داعية أو طالب علم. ولقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية ورد يومي لا يتركه ويقول عنه \" هذه غدوتي فإذا تركتها خارت قوتي \".

5- المدوامة على تلاوة القرآن بتدبر وتفكر مهما كان المقدار قليلاً، ولو صفحة بعد كل صلاة. لأن الله - تعالى -يقول: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً..} فهجر القرآن والبعد عن تلاوته صورة من صور الإعراض.

6- المحافظة على قيام الليل ولو بركعتين قبل النوم، ولو كان قبيل الفجر وقت السحر فهو أفضل.

7- صدق اللجوء إلى الله والتضرع له في السجود وفي كل وقت والإكثار من الدعاء وخاصة في أوقات الإجابة ليزيل الضيق، وقد كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من غلبة الدَّين وقهر الرجال).

8- التصدق ولو باليسير فإن الصدقة تدفع البلاء.

9- الحرص على حضور دروس العلم وسماع المواعظ من العلماء والدعاة ففيها إحياء للقلب وتذكير للعقل وإعلاء للهمة.

10- العمل في خدمة المسلمين في المصالح العامة بأي وجه من الوجوه لأن إدخال السرور على المسلم يشرح الصدر ويسر الخاطر.

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply